رسالة مفتوحة الى صاحب الغبطة
أبت صاحب الغبطة البطريرك مار بشارة الراعي الكلي الطوبى
الرب معكم
أبت صاحب الغبطة البطريرك بشارة الراعي الكلي القداسة ، بعد لثم يمينكم وأخذ بركتكم الابوية .أتقدم اليكم بكل اجلال واحترام الى غبطتكم الموقرة وطالبا بركتكم وصلواتكم ،متمنيا وراجيا من الرب يسوع المسيح ان تقودوا السفينة، الكنيسة، الى شاطئ الآمان والخلاص.
اسمحوا لي بكل المحبة وبرحابة صدركم الكبير ان اتوجه اليكم بكل محبة واخلاص وصدق بكلمة نابعة من قلب الى قلبكم
أنا كاهن ارثوذكسي انطاكي مشرقي من هذه الارض الطيبة المقدسة ،تعرفت على غبطتكم مطرانا ،عندما كنت اخدم في احدى الرعايا في القسم الشمالي من الابرشية التي اخدم فيها ،أكثر من مرتين على حد ما اذكر ،فالتمست منكم كل الايمان والمحبة والوداعة والروح الابوية المفعمة بالمحبة الاخوية التي تجمعنا بالايمان بيسوع المسيح .
ابت صاحب الغبطة:
نحن معشر المسيحيين كنا وما زلنا ونبقى من اصحاب هذه الارض الطيبة نحن جبلنا بهذه التراب بدمنا بعرقنا باقداس شي فينا وهي الشهادة والاستشهاد، فلم يكن من يحمينا ويقوينا على استمرار بشهادتنا في هذه المنطقة سوى ايماننا ومحبتنا بيسوع المسيح ومحبة الانسان الاخر هذه حضارتنا ،حضارة المسيحية ،حضارة المحبة والشركة كما تقولون .
يا صاحب الغبطة الكلي الطوبى .
لا نظام ولا احزاب ولا اشخاص هم الذي حامونا .ولا هم يحموننا الآن ، وليس حامي ومدافعا عنا سوى الله وليس ( جماعته) نحن ابناء الله ،فالله يسوع المسيح هو الذي يحمينا في هذه الارض فهو سلاحنا ودرعنا وسورا لنا ضد كل الاعداء المنظورين وغير المنظورين ، نحن سنبقى في هذه المنطقة الى الابد الابدين وليس بفضل حماية دول او دولة او نظام او اشخاص او اغلبية او اقلية
انت تعلم يا ابي الكلي الطوبى، مرت على الكنيسة الكثير الكثير من الحروب والاضطهادات والمجازر فبقينا صامدين وشاهدين لمسيحيتنا ولمسيحنا وسوف نبقى بالرغم من الضغوطات والمؤمرات والمتامرين وكل الثرثرة الشيطانية التي تقول بان هناك خطر على المسيحية اذ ذهب او زال هذا النظام او تلك الدولة او ذاك الشخص او الاشخاص .
فهؤلاء كلهم يستغلوننا لاننا اناس طيبون نحب الجميع مسالمون نحب الارض وما فيها ونحب الدولة ونصلي لاجل حكامها ان ينعموا علينا بالوفاق والمحبة والصلاح ويعم الخير والسلام والمحبة هكذا علمنا الرسول الالهي بولس ان نصلي للجميع وان نحب الجميع .
لكن عندما يكون الحاكم ظالما مستبدا كاذبا قاتلا فلا بد ان نقول له بكل جرأة وبكل شجاعة المؤمن بانه مذنبا فلست تحكم الان باسم الله على الارض انت تحكم باسم الشيطان هكذا تلعمنا من القديس النبي يوحنا السابق الثائر عندما واجه الملك هيروس وايضا تعملنا من اباءنا القديس مثل باسيليوس الكبير ويوحنا الذهبي الفم وغيرهم الذين واجهوا ظلم وبطش الحكام .
ايضا علمنا يسوع المسيح وانتم يا صاحب الغبطة علمتومنا ان نحب الاخر ( حضارة المحبة) (هذه المجلة الرائعة التي كنتم من محريرها) ان نحب الاخر مهما اختلف عنا الى درجة الموت في سبيل محبته . فالكنسية لا تفرق في محبتها للاخرين بين جنس واخر بين طائفة وطائفة بين مذهب و مذهب اخر فكلنا ابناء الله ،كلنا نعبد الله .
الارهاب والتطرف يا ابتي الكلي الطوبى :ليسا مرتبطان او ملتزمان في فئة معينة او طائفة محددة او مذهب معين .
الارهاب والتطرف والمغالات موجود في كل الذين يستغلون الدين والسلطة . فقد تفاجئت عندما ورد الى مسمعي ان السَنة من الطائفة الاسلامية الكريمة الاحباء يجب الحذر والخوف منهم. لان الارهاب والتطرف الاعمى الديني الخطير هو آتي فقط من تلك الطائفة ،فجزعت كثيرا وتألمت كثيرا من هذا الكلام الغريب.
ليس صحيحا على الاطلاق ان السَنة هم متطرفون . التطرف لا يعرف اي دين او طائفة، هناك الكثير من اناس متطرفون ويدعون العلمانية وهو بالحق وبالواقع اكثر تطرفا وقتلا وتعسفا واستبداد واكثر تمسكا بالتطرف لكي يبقوا على كراسهيم وهم بعيدون عن الدين والتدين .
ابت صاحب الغبطة الكلي الطوبى:
اتعلم ابت الحبيب ،لدي احباء واصدقاء اعزاء جدا على قلبي من الطائفة السَنة الكريمة من مختلف المناطق اللبنانية وحتى من السورية وطبعا من مختلف الطوائف المسيحية والاسلامية. ولا مرة ، اقول بكل صدق وامانة، بان شعرت لحظة في كلامهم اي تطرف او تهكم او استهجان اثناء حديث ومحاوراتي معهم اي تطرف بل بالعكس التمست منهم كل المحبة والايمان والاخلاق الرفيعة والمواطنية الصالحة.
لماذا هذه الصورة عنهم يا ابت القديس ،لماذا يطبع في اذهان الناس انهم اشرار والباقين قديسين انهم اغلبية ونحن اقلية ، لا نحن مواطنون اناس طيبون ،كل الناس خير وبركة بالعكس اذا كانوا اشرار (وهم ابدا ليسوا هكذا) علينا ان نحبهم ونظهر لهم لهم صورة المسيح الحقيقية وهي صورة المحبة والانفتاح على الاخر الذي المسيح موجود فيهم حتما .
ابت صاحب الغبطة الكلي الطوبى:
الكنيسة المسيحية علمتنا ان نكون مواطنون صالحون ومتفاعلون في مجتمعنا ومحيطنا وان نطبق ونعيش مسيحيتنا القائمة على المحبة والغفران والمسامحة والسلام ضمن الدولة المواطنية سواسية الكل وان ندعم الدولة في تنميتها وتقويتها والعمل على تقدمها ونشر كلمة الحق والعدل والمساوات بين مواطينها ،ولكن ما نعيشه اليوم عكس ذلك تماما .
نحن في قلق وخوف من ان تغيب الدولة نهائيا ويسطير عليها من يكون معه القوة والمال في ان يعمل ما يريد صاحب هذه القوة المفرطة وفرضها على الاخرين بالقوة او بالحيلة
انا اعرف انكم يا صاحب الغبطة تسعون مع فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان ،لتكن نعمة الرب يسوع معه، المؤمن الكبير ابن الكنيسة البار. على انهاض الدولة واسترجاع هيبتها ونشر عدالتها واحترامها من قبل جميع المواطنين .ولكن ياسيدي صاحب الغبطة ليس في وطني من شعور من ان الكل هم تحت القانون .هناك شعور بالغبن وبالضعف والخوف، مع ان وطني كان دائما مؤطئ الحرية ومناراته في الشرق والعالم وكأن شعلة الحرية ستنطفئ .
اسمح ان اسئل سؤال ابتي الحبيب صاحب الغبطة ،لماذا لا اكون انا مثل غيري الذي يعتقد(وانا اخالفه الراي) بامتلاكه القوة المفرطة بانه يحمي بلدي ، لماذا لا اكون انا ايضا مثله املك القوة المفرطة لاحمي وطني حسب ما يعتقد هو . لماذا هو عال عليَ ويصف حاله انه وطني وغيره غير وطني هذه الطريقة لا تبنى بها الاوطان ولا يتلاقى الشركاء لاجل بناء الوطن
اخيرا ابت صاحب الغبطة الكلي الطوبى البطريرك مار بشارة الراعي
لكل كل الحب والمودة والدعاء بطول العمر وبالقداسة انشالله
لتكون سنوك عديدة يا سيد
الطالب صلواتكم وبركتكم وادعيتكم المقدسة
الأب باسليوس بشارة محفوض
13- ايلول 2011