أولا الخطبة :
خدمة الخطبة: قبل الخوض في دراسة كل قسم من أقسام هذا السر لا بد من ان نعرف ماذا نعني بالخطبة . الخطبة تعني حرفيا:"رتبة خدمة العربون" وأذ دققنا في معنى كلمة العربون في اللغة وجدنا أنها تعني"كل ما يوضع سلفا للتعاقد المستقبلي وعهدة لإتمامه"
وبمقارنة بسيطة بين هذا المعنى وتحقيقه في صلاتنا هذه، نلاحظ ان عربون الخطبة هذا يتحقق بتمام وعمق معناه في رمزية خاتم الخطبة نفسه، فهو الذي يوضع في الإصبع ليؤكد سلفا وبشكل مشترك للرجل والمرأة معا، تعاقدا لاحقا وهو الزواج ،وبناء عليه فتبادل الخواتم بين العروسين هو رمز لتبادل العربون الواحد وهذا العربون إنما هو وضع ذاتهما في هدف واحد وهو بناء سعادة مستقبلية تترجم في التزام دائم ونهائي . فان معنى العربون ساعدنا اكثر على فهم أبعاد فترة الخطوبة التي ليست انتظار للزواج بل مسؤولية ناضجة وواعية في الاستعداد الدائم له .
تاريخية خدمة الخطبة:
خطبة سائر العلمانيين تتم بشكل بسيط أي على اسم الثالوث القدوس مع تبديل الخواتم . أم الخطبة كما هي اليوم فقد دخلت كترتيب خاص بالملوك ومن ثم استعمالها لسائر الناس . يمكن ان تتم الخطبة في البيت ولكنه من المفضل ان تحصل في النرثكس أو في ضمن الكنيسة إذا كان الزواج سيتبع الخطوبة مباشرة . أثناء خدمة الخطبة كان يعطى الشمعة لكل من العروسين وكان يتم استبدالهما 3 مرات قبل بدء الخدمة مع تبديل الخواتم ، أحد الخواتم يكون ذهبيا ، فضيا ، حديديا، أو نحاسي .
كان الكاهن يا خذ شهادة المزمعين ان يخطب أحدهما الآخر للاستطلاع على عدم وجود مانع قرابة وإذا كانوا مسيحيين وأيضا إذا كان يقبلان على الخطبة بإرادتهما ، هناك بعض المخطوطات القديمة تذكر ان الكاهن كان يسأل العروسين إذا كانا يريدان الارتباط مع بعضهما وبعد الجواب الإيجابي كان يتلو عليهما أفشينا قصيرا (أتريد أيها العريس هل يسرك وتحب ان تأخذ"فلانة" امرأة في نور النهار ). ثم يقلد العريس سيفا ويقول له:تقلد سيفك على فخذك أيها القوي، ان السلطان المعطى للإنسان كي يحكم الأرض كلها وينمو ويتكاثر فيها لهذا يسمى العريس ملكا ويقلد بعلامات السلطان الملوكي أي السيف والإكليل .
يعتبر مايندروف ان هذه الأسئلة أدخلت إلى الخدمة في القرن السابع عشر ان السبب يعود إلى قيام المتربوليت بطرس موفيلا مطران كييف وبتأثير من الطقس اللاتيني والقانون البولوني بإدخال الأسئلة إلى الطقس الروسي ،بينما لا نجد في الخدمة البيزنطية أي ذكر لها .
ترتيب خدمة الخطوبة :
خدمة الخطوبة قديما: 1 -أسئلة الكاهن حول رضى الخطيبين 2-الشموع وتقدم الخطيبان إلى صحن الكنسية 3-إعلان بركة الافتتاحية 4-الطلبات السلامية الخاصة بالخطبة 5-أفشين أيها الإله الأبدي 6- أفشين (أيها الرب إلهنا يا من سبقت) 7- إعطاء الخاتمين 8-أفشين (أيها الرب يا من رافقت) 9-قبلة على الجبين |
خدمة الخطوبة الحالية: 1- تبريك رأس الخطيبان 2-حمل الشموع 3-إعلان الافتتاح 4-طلبات السلامية الخاصة بالخطبة 5-أفشين (أيها الإله الأبدي)+السلام لجميعكم +احناء الرؤوس 6-أفشين(أيها الرب إلهنا يا من سبق) 7-تبادل الخواتم +العربون 8-أفشين( أيها الرب إلهنا يا من رافق ) 9-طلبة ألا كتاني + الختم |
في القرن الثامن كانت الكنيسة تسمح بخطوبة القاصرين بينما القانون المدني يمنع ذلك تفاديا للتناقض بين الاثنين، وجد الإمبراطور لاون الحكيم (886-912) حلا وهو منع بركة الكنيسة للخطبة أو للعرس .
إلا في أيام الإمبراطور الكسي كوميتان (1.81-1118) كانت الخطبة معادلة للزواج المدني والخطوبة مع عربون مع بركة الكنيسة ، إلى جانب الخطوبة هناك علاقة قبل الخطوبة دون عربون مع دفع غرامة مالية عند فسخ الخطوبة .
ان الزواج من فتاة مخطوبة لرجل آخر أشبه بالزنى (قانون 98 من مجمع ترللو) .
ثانيا الإكليل
خدمة الإكليل:
دعيت صلاة الإكليل بهذا الاسم لان العمل الرئيسي فيها يقوم بوضع إكليلين من معدن أو من الزيتون وكانت هذه الخدمة تتم أثناء القداس الالهي إذ لها نفس الترتيب وتتم بالمناولة المقدسة، تدل المخطوطات بان ارتباط خدمة الزواج بالذبيحة الإلهية كان منذ القرن الثامن وان ارتباط خدمتي الخطبة والزواج كان معا ابتداء من القرن العاشر .
الزواج والافخارستيا:
هناك رباط ما بين سري الزواج والافخارستيا فان هذا الرباط بدأ يفقد قوته وأصالته مع تدخلات الإمبراطورية والقوانين الرومانية بهذا الموضوع التي صدرت . هذه القوانين ألزمت الكنسية بمباركة زيجات جميع الأشخاص بغض النظر عن التزامهم في الكنيسة .
في القرون الثلاثة الأولى كان الزواج حسب قوانين الدولة الرومانية ولكن إقتداء من القرن الرابع وصاعدا شدد الأباء على قدسية الزواج من خلال بركة الكاهن، لأسباب التالية:
*مباركة الله للزواج (آدم وحواء)
*إضافة مقاطع ليتورجية تدحض أراء المنحرفين الذين يسئيون للزواج
*الطابع الرعائي التفاف الرعية حول الاسقف
*العلاقة بين الاكليروس والعروسين الذين نشأ برعاية الاكليروس
*حضور الاكليروس في العرس بمثابة فخر وشرف للعروسين
إلا ان اقدم المخطوطة الليتورجية (البربرينية) من القرن الثامن تذكر ان الكاهن يمنح العروسين الشركة التي تعطي الحياة الأبدية(المناولة المقدسة) . ومن الصعب ان نجد من المصادر الليتورجية إثبات وجود خدمة لسر الزواج ضمن القداس الالهي . إلا ان هناك العديد من المخطوطات التي تذكر ان العروسين يتناولان القرابين المقدسة في نهاية خدمة الزواج حيث يعلن الكاهن :(القدسات السابق تقديسها للقديسين) ومن ثم يناول العروسين ، نستنتج ان كل خدمة للعرس هناك مناولة لقرابين سبق تقديسها كما نلاحظ ان هناك تشابه بين خدمة الزواج الحالية وخدمة القداس سابق تقديسه من حيث الهيكلية ، فالقسم الذي يسبق الدخول والقراءات في سابق تقديسه يقابل القسم الذي يسبق التكليل في خدمة الزواج:الطلبات ، الإعلان ، وأهلنا أيها السيد، الصلاة الربية، افاشين . ان بعض المخطوطات تحفظ لنا خدمة الزواج مرتبطة مع القداس الالهي نفسه وليس فقط مع سابق تقديسه، حيث كانت خدمة التكليل تتم عند الدخول الصغير والكأس المشتركة بعد المناولة .
خدمة الزواج من الناحية التفسيرية:
ان العناصر المكونة لخدمة سر الزواج ظهرت في أوقات متعددة وعلى مراحل مختلفة كما ان المخطوطات لا تتفق دائما في عرض كيفية أتمامها وذلك من صلوات وافاشين . أما أهم مراحل طقس الزواج فهي :
· المزمور 127: تذكر كل المخطوطات دخول العروسين باحتفال إلى الكنيسة يتقدمها الكاهن مع المبخرة(علامة تنقية وقداسة)على ترتيلة (افرحي أيتها الملكة فخر العذارى والأمهات ..) ، ترمز هذه الترتيلة:إلى انتقال الزوجين من مرحلة طبيعية دنيوية إلى مرحلة سامية سماوية مقدسة: فزواجهما الطبيعي أخذ صفة إلهية ويدخلهما في سر الملكوت ، أيضا تذكر هذه الترتيلة العروسين بالتزامهما المقبل وسعيهما المستقبلي الدؤوب والمتواصل لحياة العذراء مريم في عفاف نفسها وقداسة سيرتها وقربها من الله لذا تنشد الكنيسة المزمور "127" . وعلى كل آية تنشد اللازمة(المجد يا إلهنا المجد لك) . يدل هذا المزمور على تنويه للسعادة العائلية التي ينعم بها الله على مختار يه وبإنزال البركة على الذي يخشى الرب، وفيه سلام على شعب الله الجديد (إسرائيل) الذي دخل ملكوت الله . وهنا يصل العرسان إلى أمام الأبواب المقدسة ، عند الصمدة (طاولة عليها الصليب وشمعتان وإنجيل وكأس المشتركة ) : هي بمثابة هيكل الذبيحة يقف أمامه الزوجان بقصد ان يقدما ذاتهما بالزواج محرقة مرضية للرب ، ويقف العريس مواجها لأيقونة السيد المسيح ، والعروس مواجهة لأيقونة السيدة العذراء، التي هي مثال وصورة الكنيسة، العروسان يكونان في وقفة تأمل في تلك الصورة النموذجية للزواج ،حسب قول القديس بولس "وحدة الكنيسة مع المسيح"
الطلبة السلامية:
تبدأ بإعلان الكاهن بداية الصلاة( مباركة هي مملكة آلاب. .)وهو إعلان نفتتح به معظم الخدم الليتورجية . ويتبعه مباشرة مجموعة طلبات مقسومة من حيث مضمونها وتوجهها إلى قسمين :
1- طلبات سلامية موضوعها السلام .
2- طلبات زوجية ،ان صح التعبير ، موضوعها حياة الزوجين .
ان الطلبات أساسا هي استعداد بشكل هادئ لصلاة الاسقف ثم تطورت أصبحت طلبات تمهد وتلخص الصلاة التي تأتى بعدها
ان اصل هذه الطلبات هو طلبات سلامية لكن طعمت بجزء كبير منها بطلبات تمس الأشخاص متقبلي هذا السر ولنا مثل على ذلك (سر المعمودية،وسر الزيت المقدس) .
ان عدد الطلبات المطعمة فيها التي تتوجه إلى العروسين سبعة أما عن موضوع هذه الطلبات فتطال حياة الزوجين الروحية وغيرها في نواح عدة حسب كل طلبة :
1- شخصي :لأجلهما ، ط(1) .
2- روحي: خلاصهما ، ط(1)و(6) .
3- نعمة أولاد: ثمر البطن ، ط(3) .
4- عملي: فرح البنين ،ط (4) و(5) .
5- حياتي: بركة العرس ، وحفظهما من الأخطار ط(2) و(7) .
6- أخلاقي: منح النعمة ، ط(3).
*الافاشين الثلاثة :
الأول: ما هو إلا طلبة كبيرة جامعة يختم تلك الطلبات ويجعلها وكأنها واحدة ، ينتهي بإعلان . ففي هذا الافشين نرى ما يسمى الذكر والابتهال والإعلان . أما الذكر فيتوجه إلى الله آلاب الأبدي ، الذي وحد المتفرقات ووضع للقلوب ربطا لا تنفصم عراها . الذي بارك اسحق ورفقة ، وكأننا في جو الاستذكار هذا نسمع صدى لأقدم صلوات الافخارستية التي تتكلم عن الرباط والوحدة ن وهي من كتاب الذيذاخية . فالذكر يعود بنا إلى آخر حياة إبراهيم وهو على فراش الموت حيث طلب من عبده اليعازر ان يأخذ لابنه اسحق زوجة تكون من عشيرة إبراهيم نفسه . ويتدخل الله بشكل عجيب فيعلم اليعازر عن الفتاة التي اختارها لتكون زوجة لاسحق . وهنا يأتي الابتهال فكما كان الله أمينا لمواعيده في تاريخ شعبه ، وكما بارك اسحق ورفقة ، يستجيب لصلاة المرفوعة للعروسين الواقفين أمامه ويرشدهما إلى كل عمل صالح وبما ان العمل الصالح يقود دوما إلى الخلاص يتضح من ان هذا الافشين هو صلاة جامعة وخاتمة لكل ما جاء قبله من طلبات تدور حول خلاص العروسين ، ويأتي الإعلان في النهاية "لأنك اله رحيم .."
الثاني : ذوو صفة تسبيحية يعلن سر الخلق الذي فيه يتم تحويل جنب آدم إلى امرأة ليسود هو وامرأته الخليقة كلها ولهذا يترك الرجل أباه وأمه ويلزم امرأته فيصيران جسدا واحد وتذكر هذه الصلاة بركة الله على شخصيات العهد القديم التي تقود إلى ولادة يسوع المسيح وفي الوقت نفسه هو صلاة وابتهال تلتمس المحبة والوحدة والاتفاق والعمر الطويل وامتلاء من الخيرات .
الثالث: بركة الله للزوجين ويسأل حفظهمها فيردد "باركهما أيها الرب إلهنا .. احفظهما أيها الرب إلهنا " ويشير إلى سلسلة من الأنبياء والقديسين ومن بينهم الأربعين شهيدا الذين انزل عليهم الله الأكاليل من السماء عندما استشهدوا فكان موتهم طريقا للتتويج وهذا المدلول ينطبق على الحياة الزوجية في التضحية والحب اللذان يبلغان حدود الموت
*التكليل:
كان التكليل هو العمل القانوني لانتقال الفتاة وتسليمها إلى زوجها وكان يقوم بالتكليل والد العروس، هذا الطقس كان غير مسيحي وغير مقبول في القرون الثلاثة الأولى لكنه اصبح مقبولا بشكل دائم نتجية تفسير الذي وضعه القديس يوحنا الذهبي الفم المستند إلى تعاليم بولس الرسول :"كل مجهد يضبط نفسه في كل شيء … من اجل إكليل لا يفنى" (اكورنثوس 9:5) . "ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يذوي "(1بطرس 5:4) . "وأخيرا قد وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لي يل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضا"(2تيموثاوس 4: .
واصبح التكليل يقام على يد الكنيسة اعتبارا من القرن السادس لهذا كل المخطوطات تأتي على ذكر التكليل لكن يبقى النقاش حول صيغة التكليل . أما صيغة التكليل الحالية فأنها تعود إلى فترة متأخرة وهي واردة في بعض المخطوطات .
استوحت الكنيسة فكرة التكليل من حفلات تتويج الملوك والملكات في الدولة البيزنطية . فالإكليل يرقى الملك إلى درجة الألوهية ويشترك في قدرة الله كي يسوس مملكته تحت كنف الله وعدله . أما تتويج الملكة فهو انعكاس لبهاء الملك لا لكونها قرينته، بل لأنها نالت بملء حريتها الإكليل من الكاهن . فهي ملكة بفعل التتويج وليس بفعل الزواج . وهذا ما تصر عليه الكنيسة في خدمة سر الزواج لإيمانها بان الإكليل إنما يضفي على العريس والعروس صبغة ملوكية فيصبحان على صورة الملك الالهي على الأرض ، وأيضا تعتبر الأكاليل تعبير عن فرح ونصر إلا أنها في الزواج المسيحي رمز لحقيقة كتابية إيمانية ، أو مكافأة ينعم بها الفائز في السباق وفي المسيحية صار ثمرة للانتصار الداخلي على الشهوات والعيوب والنواقص الجسدية والروحية .التتويج في العرس ليس غاية المطاف ومنتهى الأماني بل هو دخول العهد الجديد .
* لبس الخواتم وشبك الأيادي :
ان لبس الخاتمين يرمز إلى مفهوم القيد الدائم :" الرجل مرتبط بامرأته والمرأة مرتبطة برجلها"(1كورنثوس7: 1.) ، ومفهوم السلطان العائلي :فهما سيدان في العائلة التي سيؤسسانها ، كما كان آدم وحواء قبل الخطيئة"إذ اخضع لهما كل شيء"ليحسناه ويسيرا به نحو الغاية التي وجد لأجلها . فلبس الخواتم هو خاص بكل من له سلطان بالملوك والأمراء إذ كانوا يوقعون به كل معاملاتهم الرسمية ، وهو أيضا من حق المدنيين الأحرار لا العبيد .
ان الخاتم في الكتاب المقدس يدل على ثقة أكيدة من ان الله لا يهمل مخلوقاته بل يتدبرها ويعطها النعم الموافقة للخلاص :
فالختم الملكي المرصع ببصمة الخاتم الذي كان يحمله يوسف كان علامة على قدرته وسلطانه وضمانة ثبت ثقة الملك تجاهه (تكوين41 :42) ، وقصة دانيال عندما أمر الملك ان يلق في جب الأسود إلا ان الملك نفسه بعدما سد فوهة الجب بحجر يضع ختمه على هذا الحجر مؤكدا تحرير النبي ومعبرا عن أمانته له ( دانيال:6 -17)) ، وقصة تامار التي استدعيت أمام القاضي يهوذا فمثلت لديه لكنها رفعت الخاتم أمام الجميع مذكرة القاضي بوعده ومرغمة إياه ان يكون أمينا (تكوين38) ، وأخيرا قصة الابن الشاطر العائد إلى بيته وإذا بالأب يضع له خاتما في إصبعه علامة المسامحة والكرامة الملكية التي ردت إليه (لوقا 15 :11 – 32) .
ان شبك الأيادي عادة قديمة ورد ذكرها في مدنية الإسكندرية في القرن الرابع وما زال معمول بها ، يعني شبك الأيادي :وضع يد العريس بيد العروس هي بمثابة تسليم الفتاة من قبل والدها إلى زوجها وتعبير عن الوحدة القائمة بين الزوجين وتعاونهما المتبادل بالحب المقدس في مسيرتهما نحو الملكوت .
* القراءات (الرسالة والإنجيل) :
بعد وضع الأكاليل وشبك الأيادي يقرأ نص ، من رسالة القديس بولس إلى أهل افسس، عن علاقة الرجل بالمرأة وعلاقة المسيح بالكنيسة . أول ذكر للرسالة إلى أهل افسس يوجد عند القديس باسيليوس الكبير ، إلا ان يوجد رسالة أخرى كانت تقرأ قبل رسالة افسس تذكرها المخطوطة سيناء في القرن العاشر وهي رسالة إلى العبرانيين :(12-28 و13-8) أيضا يقرأ نصا من إنجيل يوحنا :(2: 1- 12) حيث يذكر الانجيلي ما تم في عرس قانا الجليل (معجزة تحويل الماء إلى خمر) ويشير هذا العرس إلى العرس السري بين الله وشعبه الذي سيتم على الصليب .
*الكأس المشتركة:
ان سر الشكر هو المحور الذي تقوم عليه الأسرار والحياة اللتورجية وبالتالي فان الزواج كان يتم في القداس الالهي لان بها يتحقق عطاء المسيح نفسه للعالم عطاء كاملا في جسده ودمه وبها تتحقق قيامته .
الكأس المشتركة هي عبارة عن كأس خمر يشرب منها العروسان بعد تناولهما القرابين الإلهية وهي ترمز لشركة الزوجين التامة في حياتهما في الأفراح والأحزان والمصاعب والأتعاب والراحة . لقد عالج القديس سمعان التسالونيكي مسالة (الكأس المشتركة) فقال : على الذين يتزوجون ان يكونوا أتقياء وان يحصلوا على بركة في الكنيسة وان يشاركوا في الأسرار ) هذه المشاركة بحسب القديس تكون في القدسات السابق تقديسها، بعد المناولة الإلهية يسقي الكاهن العروسين من الكأس المشتركة . إذا لم يكن العروسان مستعدين للأسرار فكان الكاهن يوضع كأس من الخمر وبعض قطع من الخبز .
* الزياح :
ان اصل الزياح كان يتم بعودة العروسين من الكنيسة إلى منزلهما بعد الكأس المشتركة ، فياخذ الكاهن الشموع ويوزعها، ويتقدم العروسان ويقول الكاهن لنخرج بسلام ثم يباركهما قائلا: افرحوا في الرب دوما . ويخرجون حالا من الكنيسة في أثناء العودة ترتل طر وباريات يا اشعياء وعندما يصلون إلى البيت يقرأ الكاهن الافشين الخاص بذلك ويترك الكاهن الأكاليل في البيت ويخرج ويصار بعد ذلك الاحتفال بالزواج في البيت وكانت هذه الاحتفالات تدوم بين 3 أيام و 8 أيام حيث يأتي الكاهن ويتلو أفشين الحل بعد هذه المدة .
أما في الخدمة الحالية ، وهي عادة ثبتت في القرن 15 ، حيث يبدأ الزياح مباشرة بعد الكأس المشتركة برقصة اشعياء حيث يدور الكاهن ،حاملا الشمعة ، والعرسان والاشبينان حول الصمدة ، بشكل دائري دلالة على الكمال الأبدي ، في حالة مهيبة دلالة على الصبغة الاحتفالية لتكريسهما وعلى الكرامة الملوكية التي ينبغي ان يتحليا بها خلال حياتهما كما يجري تماما في رسامة الاكليروس حيث الترانيم نفسها، لان الزواج والكهنوت يتمتعان بالكرامة عينها .
الطروباريات الثلاثة ، التي ترتل أثناء الزياح ، تشير إلى المغزى الروحي للزواج : الترتيلة الأولى، تشيد بمريم البتول التي ولد منها عمانوئيل حسب نبؤة اشعياء" ها ان العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل"(7 -14) وهي من نوع من الدعاء للعروسين لتتحقق رغبتهما في ولادة البنين الصالحين . الترتيلة الثانية ، تمجيد للشهداء الذين بجهادهم نالوا الإكليل الأبدي . فالحياة الزوجية هي جهاد مستمر ونوع من الاستشهاد ينتهي بالغلبة والفوز بإكليل المجد . الترتيلة الثالثة، تركز على الثالوث الأقدس الذي كان موضوع بشارة الرسل والشهداء . فالزواج المسيحي هو صورة على صورة الثالوث عماده الوحدة بالمحبة المتبادلة بين الاقانيم الثلاثة . هكذا يكون الزياح له مغزى التكريس والتقديس والفداء فالعرسان يقدمان جسدهما على مذبح المحبة الإلهية مضحيين بأنانيتهما كما ضحى المسيح بنفسه من اجل كنيسته (افسس5: 26) . لابد من الإشارة انه يوضع على الصمدة الإنجيل ، الذي يتضمن الكلمة الإلهية ، والصليب ، الذي يذكرنا بعمل الله الخلاصي وموته عنا .
* رفع الإكليل :
بعد التتويج ينصرف العروسان مدة ثمانية أيام ، كما أشرنا سابقا، من اجل الصلاة واختبار قيمة لقائهما السامي . ثم يعودان من جديد إلى الكنيسة لإقامة صلاة الشكر ولرفع الإكليلين . أما اليوم فتتم في نهاية صلاة الإكليل قد وضعت هذه الخدمة أساسا لكي يشهد المؤمنون الذين لم يحضروا الإكليل على ان العروسين تم اقترانهما بسر الزواج المقدس ببركة الكنيسة وبموجب شريعة المسيح .
* الشموع :
ان حملة الشموع في يومنا الحالي هما الاشبينان بدل العريسان كما كان في الماضي .
ترمز الشموع إلى :
– إلى مصابيح العذارى العاقلات (متى25) .
– إلى رغبة العروسين في استقبال السيد .
– إلى ما حدث في بدء الخليقة حيث قال الله ليكن نور .
– إلى ألسنة النارية يوم حلول العنصرة ، والعرسان هما في حال انتظار حلول النعمة أي عنصرة زواجهما .
* القبلة الزوجية :
تكون القبلة على حسب الشريعة ، وتعبر عن قبول الآخر وعن محبة الآخر .
ترتيب خدمة الإكليل :
خدمة الإكليل قديما |
خدمة الإكليل حاليا |
خدمة الإكليل بالقداس الالهي |
||
1. المزمور 127 |
1- الآيات من المزمور 127 |
1-ترتيل المزمور 127 |
||
2-أسئلة العروسين |
2- مباركة مملكة الآب – |
2- مباركة مملكة الآب – |
|
|
3-مباركة مملكة الآب.. |
3- الطلبة السلامية الكبرى الخاص بالزواج |
3- الطلبة السلامية الخاص بالزواج |
||
4-الطلبة السلامية الكبرى الخاص بالزواج |
4-الافشين الأول(أيها الإله الطاهر الخالق ..) |
4-الافشين الثالث (أيها الإله القدوس) |
||
5 – الافشين الأول (أيها الإله الطاهر الخالق) |
5- الافشين الثاني (مبارك أنت أيها الرب إلهنا ..) |
5-شبك أيادي العروسين |
||
6- الافشين الثاني (مبارك أنت أيها الرب ) |
6- الافشين الثالث (أيها الإله القدوس يا من جبل الإنسان ..) |
6-التكليل |
||
7- الافشين الثالث أيها الإله القدوس ..) |
7- التكليل |
7- الايصودون الصغير بالإنجيل(وقوف العروسان أمام الباب الملوكي) |
||
8- التكليل |
8- البروكيمنن و الرسالة |
8- الطروباريات والقنداق والتريصاجيون |
||
9- البروكيمنن والرسالة |
9- هللوييا والإنجيل |
9- الرسالة والإنجيل للعرس وأيضا للأحد إذا كان يوم الأحد . |
||
1.-هللوييا والإنجيل |
1.- طلبة ألا كتاني+ إعلان |
1.- طلبة (لنقال جميعنا من كل نفوسنا) |
||
11- طلبات |
11- أفشين(أيها الرب إلهنا يا من بتدبيره) |
11- أفشين(أيها الرب إلهنا يا من بتدبيره) |
||
12- أفشين(أيها الرب إلهنا يا من بتدبيره ..) |
12- طلبات |
12- أفشين(ما وراء النبر) خروج الاسقف والكهنة والشمامسة إلى صحن الكنيسة أمام الطاولة (كأس الخمر) |
||
13- طلبات |
13-الصلاة الربانية+السلام لكم انحناء الرؤوس |
13-الكأس المشتركة |
||
14-الصلاة الربانية |
14- أفشين (تبريك الكأس المشتركة) |
14-الزياح (طر وباريات الثلاثة) |
||
15- الكأس المشتركة |
15-الزياح + الطروباريات الثلاثة |
15-رفع الأكاليل +أفشين(يا الله إلهنا يا من حضر في ..) |
||
16-الزياح ( طروباريات الثلاثة) |
16- رفع الأكاليل |
16- البركة (الآب والابن ..) |
||
17- رفع الأكاليل +أفشين(يا الله إلهنا يا من حضر في قانا ..) |
17-أفشين (يا الله إلهنا يا من حضر في قانا الجليل) |
17-ليكن اسم الرب مبارك .. |
||
18- البركة(الآب والابن ..) |
18- البركة(الآب والابن ..) |
18-الختم |
||
19- الختم |
19- أفشين (يا من بحضورك في قانا الجليل أظهرت ..) |
|
||
|
2.- القبلة الزوجية |
ملاحظة: تبدأ خدمة الإكليل في نهاية صلاة السحر |