كتاب الراعي هرماس مؤلف يجمع بين النبوءة والكشف ولكنه يختلف عن النصوص النبوية المعتادة فهو يظهر شخصيات سماوية تكشف أسرار المستقبل وهو كتاب خلقي غايته الأساسية خلقية وتكمن أهمية هذا النص أن الكاتب يتحدث عن نفسه.
محتوى النص:
ينقسم نص الراعي هرماس إلى 3 أقسام:
1 ـ الرؤى : هناك خمس رؤى.
2 ـ الوصايا : اثنتا عشر وصية.
3 ـ الأمثال : عشرة أمثال .
الرؤيا الأولى : المرأة روزا يراها تستحم فيتمنى أن تكون زوجة له.امرأة طاعنة في السن بملابس أنيقة وبيدها كتاب تطلب منه التوبة.
الثانية: بعد عام المرأة العجوز تقرأ في كتاب صغير يطلبه منها فتعطيه لينسخه هذه المرأة هي الكنيسة .
الثالثة: تظهر له المرأة وتظهر له برجاً يبنى على الماء، أحجار مربعة وأخرى مختلفة وهي تدل على الحالة الروحية للمؤمنين (البرج هو صورة عن الكنيسة) ثم ظهر له شاب وفسر له ظهور المرأة بأشكال متعددة.
الرابعة: فيه ما ينتظرنا قريباً من شدائد ومحن ـ الوحش الهائل وهو يمثل المحنة الكبرى القبلة ويقول إن الإنسان يستطيع أن ينجو من هذه المحنة إذا تاب .وعلى رأسه أربعة ألوان : الأسود هو العالم، الأحمر الناري العالم يجب أن يفنى بالنار والدم ،الأصفر الذهبي هو الناس الذين سيختبرون بالنار ،الأبيض هو العالم المقبل الذي سيسكن فيه مختارو الله.
الخامسة :رأى رجلاًَ في زي راع ملتف بجلد الماعز الأبيض بيده عصا وعلى كتفه خرج فقال له إن عظيم الملائكة أرسله ليقيم معه طيلة حياته فأورد له الراعي التعاليم والأمثال.
التعاليم(الوصايا): وصايا خلقية يبدأ بالإيمان بالله وخوفه ومهابته.
الأول :الإيمان المهابة العفة.
الثاني : البساطة والبراءة الرزانة العطاء والخدمة.
الثالث :محبة الحق.
الرابع :العفاف والتوبة.
الخامس :الصبر والفطنة .
السادس :الإيمان والمخافة والعفة.
السابع :اتقاء الرب وحفظ الوصايا.
الثامن :الامتناع عن الرذائل ووجوب عمل الخير.
التاسع :الشك ومخاطره.
العاشر :الابتعاد عن الخمرة.
الحادي عشر :تجنب الأنبياء الكذبة.
الثاني عشر :الابتعاد عن الشهوة الرديئة.
الأمثال:تهدف إلى النصح ووصف المبادئ الخلقية .
1. المسيحي يسكن دار الغربة لذلك لا ينبغي اقتناء حقول ومباني…
2. شجرة الدردار والكرمة هو شجر عظيم لا يعطي ثمر والكرمة تعطي وتستعين على مهامها من ماء شجرة الدردار (الفقير والغني).
3. في هذا العالم لا يتميز الأبرار عن الخطأ ، لأنهم جميعهم متشابهون.
4. الأشجار في الصيف تعرق.
5. يرنو الصوم بالبر وخدمة الرب / مثل الحقل والعبد وسيد الحقل/.
6. قطيع كبير من الأغنام يعيش في لذة. الراعي هو ملاك اللذة.والثاني هو العقوبات.
7. ملاك التوبة يفسر في الامتحان فهو من اجل التوبة والحرية من اجل الغفران .
8. الشجرة هي شريعة الله والملاك العظيم هو ميخائيل الأغصان الخضراء هم القديسون.
9. برج يبنى على الصخر وهو الكنيسة .عندما جاء سيد البرج أمر إيقاف العمل.حتى ننحت بعض الحجارة.الحجارة غير المنحوتة هو المسيحيون غير الأنقياء.أمر إتمام العمل .إعادة العمل تعني التوبة.
10. المثل هو خاتمة الكتاب فجاء الملاك الذي عهد به إلى الراعي وحثه على حفظ الوصايا وعلى إعلان التوبة لأن برج الكنيسة صار على وشك الانتهاء.
من هو الكاتب؟
يجب أن يكون يهودياً مسيحياً في الكتاب تأثر هيليني لكن أساس الكتاب الأدبي واللاهوتي هو يهودي مسيحي فالرؤى هي موازية لكشوفات (تفتح السماء ويحدث انكشاف بحر الملائكة) الفارق الوحيد بين الأدب اليهودي وهذا إن الرؤى عابرة مؤقتة وهي تتعلق بحياة الكنيسة والوصايا.
المثال هي رؤى رمزية موجودة في الأدب اليهودي الرؤى هناك خاصيتان أساسيتان الأولى نظام التوبة والثانية التطهير.
الكتاب هو نموذجي لمعرفة الحياة الروحية واللاهوتية في المسيحية اليهودية.
قانون موراتوري يقول بأنه إذ للأسقف روما (بيوس) وأن الكاتب كتب بعهده أما اقليمس الذي نسب إ النص هو إقليمس أسقف روما.
أوريجنس يقول بأنه هرماس الذي ذكره بولس في رسالته إلى أهل رومة.
يمكن القول بأن الكتاب هو حصيلة نسخ متعددة.
الأولى تعود لسنة 90 الثانية لعهد بيوس.
إنه قديم ويذكر أن روما هو مكان الكتاب فيؤكد أنه نص روماني لكن تأثير اليهودية والأسانية واضح هو عبد بيع إلى روزا كان غنياً ولكنه افتقر بسبب أولاده .
تعليم الكتاب: الواضح في أيقونة الكنيسة التي هي أولى المخلوقات والتي لم يخلق العالم إلا مكن أجلها.
الرمز الأبرز للكنيسة هو البرج المشاد الذي تولى مجمع القديسين في المجيء الثاني والكنيسة في نظره هي مكان لظهور مواهب الروح والنبوءة لا تقال إلا في الجماعة المجتمعة.
هرماس كاتب خلقي مجرد ولكن ليس لاهوتي مجرد فهو فهو يسمي الابن شريعة الله التي وضعها في قلوبنا ويؤكد أن الابن هو أقدم الملائكة من الخليقة وإنه مشيئة الآب وأهم ميزة عقلية في هذا الكتاب هي الخريستولوجية الروحانية.
هو لا يستعمل أبداً لفظة اللوغوس ولا اسم يسوع المسيح ويطابق بني الروح القدس وابن الله وكان هناك أقنومين (الله الآب والروح القدس) .
تعليمه الأخلاقي :
يعتبر الآب مصدراً للفضائل فهو يهتم بالخلق وبين الفضائل تحتل العفة والصوم ومحبة الآخرين مركزاً مهماً ويعتبر الغنى عائقاً دون الكمال .
عن الأغنياء الذين ينقص من ثرواتهم فكما أن الحجر المستدير لا يمكن أن يصبح مربعاً إلا إذا نحت وفقد جزء منه كذلك أغنياء هذا العالم .
الراعي هرماس هو نبي التوبة ومعلمها ولكن هناك مشكلة التوبة بعد المعمودية .. توبة واحدة بعد المعمودية لا يستبعد أحد من هذه التوبة يجب أن تكون فورية .
وتفترض التوبة إصلاحاً تاماً وتفكيراً في العقاب والتوبة لا تنحصر بالتطهير بل توصل إلى التقديس وهو لا يضبط التوبة بالأسرار فيتحدث عن سر المعمودية الذي اقتبالها شرط الدخول إلى الكنيسة فيتحدث على البرج وكأنه بين فوق المياه أي الكنيسة مبنية على المعمودية