المسيح قام .. حقا قام
لنسجد لقيامته المقدسة ذات الثلاثية الايام
ايها الاحباء: يعتقد البعض ان حياتنا الحالية الراهنة هي الحياة الحقيقية والمستقبلية، اما المسيحي المؤمن فهو عكس ذلك تماما ، اذ ان الحياة الحالية ليست في الحقيقة الا مقدمة للحياة الاخرى الابدية . ليس الموت هو خاتمة للحياة بل هو بداية الفصل الاول او مقدمة للحياة الاخرى.
لهذا لا بد ان نتذكر ان الموت واقع محتوم ولا مفر منه. وايضا ان الموت هو سر ،لذا يجب علينا ان نتحضر له او ننظر اليه بخشية وترقب.
لان في هذه الحياة الحاضرة لا يمكننا التقين الا من شيء واحد وهو اننا سنموت كلنا يوما ما. الا اذا صادف حلول المجيء الثاني قبل ان نموت.
الموت هو الحدث الوحيد المحدد لا خلاص منه ،اذ حاولنا ان ننساه او نخفيه عن انفسنا فلن يكون نصيبنا الا الخسارة.
لهذا الموت هو حجر الزاوية بالنسبة الى موقفنا من الحياة ،فالذين يخشون الموت يخشون الحياة ايضا.
فبما اننا نخاف الموت لن نكون مستعدين للمواجهته فنكون وستمضي حياتنا بقلق وخوف وحذر وخجل ، الا اننا اذا عرفنا مكانة وحددنا ما هو الموت نستطيع ان نعيش من دون خوف.
اذا كما قلنا ليس الموت مجرد حدث ياتي ليختم وجودنا الارضي . خبرة الكنيسة تؤكد ان كل موت تعقبه ولادة جديدة ،اذ كل موت هو ايضا شكل من اشكال الحياة.
فالحياة والموت ليسا متناقضين ولا يبطل احدهما الاخر، بل هما مترابطان .فوجودنا البشري هو مزيج من موت وقيامة: "مائتين وها اننا احياء" (2كولوسي 6- 9) كما يقول الرسول الالهي بولس.
ان حياتنا على هذه الارض هي فصح مستمر وعبور مستمر من الموت الى حياة جديدة.
اسهل وابسط صورة توضح ما تكلمنا عنه هي صورة ذهابنا الى النوم عند حلول المساء،فنتذوق الموت بشكل مسبقا وكلما استيقظنا في صباح اليوم التالي نذوق القيامة من بين الاموان ،وكأننا خلقنا من جديد.
وربما يكون موتنا النهائي على هذا النحو ايضا اي اعادة خلق .
نحن لا نخاف لا نخشى عندما نذهب الى النوم في كل ليلة لاننا نعلم اننا سنستيقظ مجددا في صباح اليوم التالي.
ألا يمكن ان نواجه بثقة مماثلة نومنا النهائي في الموت . نحن نموت عندما نرفض او نخاف الموت ،لذا الموت هو الذي يخلق فينا امكان ظهور جديد لنا، فبدون الموت لن تكون هناك قيامة.
من اهمية الترابط بين الموت والقيامة ،فلا قيامة بدون موت ،لهذا ترى الكنيسة في الموت رقادا اقتداء بالرب يسوع الذي قال عن لعازر انه نائم .
هناك سؤال يطرح هل ان القيامة ستكون فقط للارواح وليس للاجساد؟ حتما لا. نحن نؤمن ان الاجساد لها قيامة ايضا. ولكن هل هي نفس اجسادنا؟ التي لنا الآن على الارض؟ ام هي غير نوع؟ . وان كانت من نوع آخر فما هو هذا النوع؟ .وان كانت هذه نفس الاجساد فهل ستقوم بنفس الاعمال التي تتصف بها ، مثلا تجوع تعطش تتعب تمرض.؟
الكنيسة تقول ان اجساد القيامة ليس لها هذه الاعمال والشهوات والغرائز،لكن هي نفس الجسد الذي لنا الآن. اي اننا سنقوم بنفس اجسادنا.
لقد قام الرب يسوع بنفس جسده ،وبهذا الجسد ايضا صعد الى السماء ولقد تمم بجسده كل الافعال البشرية ،يعني انه اكل وشرب وحزن وتعب وغضب ونام ، كي يقنعنا ان الذي قام هو هو الذين دفن وقام .
اذا بعد فيامة السيد المسيح لم يجوع ولم يعطش لانه لايموت مرة ثانية،هكذا نحن سنقوم باجسادنا قيامية غير القابلة للفساد ،لاننا لسنا نذوق الموت بعد ، وايضا سنتغير في طبيعتنا الجسدية لنكون على صورةمجد الرب القائم، ولكن القدرة على الطعام والشرب ستستمر ولكن غريزة الطعام سوف لا تكون بعد .
هذا هو السبب الذي من اجله اكل الرب يسوع بعد قيامته لانه اراد ان يأنس له تلاميذه الاحياء الذين ظنوه روحا ولكي يقنعنا بحقيقة قيامته، وشاء ايضا ان يريهم جراحاته مع كونه كان قادرا ان يقوم من الموت بدون آثار لجراحاته، ولو اراد لابقى جسده بلا موت لانه قال :" ليس احد يأخذها مني بل اضعها انا من ذاتي .لي سلطان ان اضعها ولي سلطان ان اخذها" (يوحنا 10)
اذا بعد قيامة الاموات يكفي ان نعرف ان اجسادنا ستقوم في نفس الهيئة الخارجية التي ظهر فيها الرب يسوع وهو في هيئة انسان . ويجب ان نأكد ونؤمن ان اجسادنا سوف لا يعتاريها اي فساد ما دمنا لا نخاف من اي فساد او الموت، وبالتالي سنرث الملكوت السماوات .
لذلك يا احبائي:نحن نطلب الحياة الابدية دائما ليس عندنا اموات، من مات لم يمت، من مات عاش، من بقي فهو مائت باحزانه مائي بخطيئته، مائت بكبريائه.
لا تحزنوا بعد اليوم، دياتنا ليست ديانة حزن ولا ديانة بؤس، نحن لا نشقى مثل ليس عندهم رجاء ، فان المسيح انتصر وهو غالب الخطيئة والموت ، وهو غالب الخطيئة في كل واحد منا.
من اجل ذلك افرحوا في كل وقت،ايضا اقول افرحوا، لان المخلص هنا لانه حي في كل واحد منكم لانه يمحو كل خطيئة من خطايانا.
اخيرا فليكن كل واحد منكم مثل حاملات الطيب الذين نعيد لهم اليوم تتطيبون باطياب المسيح حتى تجعلوا من انفسكم رسلا للمسيح ورسلا للطيب الذي هو المحبة ولكي تبشروا معهم ومع الملائكة وتهتفوا وتقولوا المسيح قام …