زيارة السبع كنائس بحسب التقليد الكنيسة الغربية.
ليس لدينا من الوثائق التاريخية والثبوتية ما يشير تاريخيا إلى رمز أو معنى زيارة هذه الكنائس. زيارة الكنائس السبع فلا تاريخ لَها،على وجه التأكيد، إلا التقاليد التي أخذها المؤمنون عن الأناجيل المقدسة، في مراحل تنقُّل السيد المسيح ليلة آلامه،على هذا الشكل:
ففي متى: أمسكَ الجندُ يسوعَ وأخذوه إلى قيافا، وتبعه بطرس(مت26/53-58).وسكتَ متى عن ذكر تنقُّل المسيح بين قيافا وهيرودس وبيلاطس، بل ذكر وقوف يسوع أمام بيلاطس (مت27/11).
أمَّا مرقص فقد تبع في ذلك مـتى (مر 14/53 ومر15/1الخ).
أمَّا لوقا فيذكر أَخْذَه إلى رئيس الكهنة أولا (لو22/54الخ)، وبطرس يتبعه،في كل ذلك، ومعه يوحنا.ثمَّ يذكر ذهاب الجند بيسوع إلى مجلس الشيوخ (لو22/66 الخ).ويذكر،أيضا، أنَّهم أخذوه من مجلس الشيوخ إلى بيلاطس (لو23/1الخ)، وبيلاطس أرسلَه إلى هيرودس (لو23/7)، وهيرودس، بدوره، ردَّه إلى بيلاطس، وبذلك تصالَحَ العدوان (لو23/11-12).وهكذا، كما تصالَحَ بيلاطس وهيرودس على يد يسوع،تصالحت الأرض والسماء بدم يسوع المسيح (روم3/25 وروم5/9 و2قور 5/18-21 وأف 1/7 وقول1/14الخ).وبيلاطس، بدوره، راح يُماطل اليهود لكي يطلقَه،فلم يقبلوا؛ وعندها ساروا بيسوع وهو حامل صليبه إلى الجلجلة…
أمَّا يوحنا فقد ذكرَ: أنَّهم أخذوا يسوع أولا إلى حنَّان،مع العلم، أنَّ يوحنا هو شاهد عيان،ومن حنَّان إلى قيافا (يو 18/12-14)، وقيافا أرسله إلى بيلاطس، وبيلاطس أرسَلَه إلى هيرودس، وهيرودس أعاده إلى بيلاطس الذي أمرَ بصلبه. وعند صليب يسوع سهرَ يوحنا والعذراء، وفي العليَّةِ سهرَ بطرس يبكي خطيئته (يو الفصول:18/12-14 و18/24-28 و19/1-52-27).
فتكون الْمَرَاحل كما يلي :
أولا: مِن العلية إلى البستان.(رمز خطيئة آدم في البستان)(مت26/36-46
ثانيا: مِن البستان إلى حنَّان (حل آدم من الخطيئة )(يو18/24 الباقي قيافا)
ثالثا : مِن حنَّان إلى قيافا (يو18/24)
رابعا : مِن قيافا إلى بيلاطس (يو18/28-32 مت 27/1-2
خامسا: مِن بيلاطس إلى هيرودس (لو23/6/12)
سادسا : مِن هيرودس إلى بيلاطس ثانيةً (لو23/11-16)
سابعا : عند بيلاطس كان الْجَلْد والْمحاكمة، وإطلاق برأبّا، فإلى الصلب .
(مت27/11-37مر15/كله لو23/13…يو 19/12…)
وجاء من التقليد،أيضا: أن في روما سبعة دياميس،كان المسيحيون يقيمون فيها الذبيحة الإلهية والصلوات، وقد أمسكَ بِهم الجند الروماني وقتل الكثير منهم،فكان المسيحيون،بعد أن هدأَ الإضطهاد، أَخذوا، كعادةٍ لهم، في مساء الخميس العظيم الْمُقَدَّس، يزورون هذه الدياميس،متذكرين كيفية إستشهاد الشهداء،وما تحَمَّلوه من عذاب لأجل إنتشار كنيسة الْمسيح…
وجاء في مَجلَّة « هاللويا» في عدد نيسان 1998 السنة السابعة صفحة 23:
أن القديس فيليب دي نيري (1515-1595).هو أول من قام بزيارة سبع كنائس، سنة 1552 أعلنته الكنيسةسنة 1622، كان صديقًا للقديس شارل بورومِه (1538-1584). الذي كان كردينال وأسقف ميلانو.
وجاء في « جريدة الأبرشية صربا- كسروان الصادرة في فصح 1998 تَحت عنوان :
« لِماذا نقوم بزيارة « سبع كنائس » ليلة خَميس الأسرار» ؟ ما يلي:
تعود نشأة هذه المارسة الدينية بانتظام في مطلع القرن السادس عشر في مدينة روما الإيطالية الغنية بِمقابر الْمسيحيين و(دياميسِهم)، وروما الوثنية (الذين يؤمنون بالأصنام) المبنية على تلال سبع، غدت بعد مَجيء الْمسيحية إليها، وطن الْمقابر، وعلى هذه التلال السبع أهم الكنائس، التي غُدَّتْ مراكز حج للمسيحيين: كنيسة مار بطرس الفاتيكان، كنيسة مار بولس، كنيسة مريم العظمى، كنيسة مار يوحنا لاتران (مقر الباباوات السابقين)، كنيسة الشماس الشهيد لورانس، كنيسة القديس سباستيان، كنيسة الصليب المقدَّس، حيث توجد بقايا من صليب السيد الْمسيح، ولص اليمين.
ولقد غدت هذه الكنائس مَحَجَّة المؤمنين عبر العصور، إلى أن غدت مع القديس « فيليبيو نيري» منظمة، إذ كان يُحَضِّر المؤمنين لزيارة تستغرق 24 ساعةيقطعون خلالَها 20 ميلاً، أي ما يُقارب 35 كلم.
شَجَّعَ الباباوات هذا النوع من الممارسات الدينية التقوية- فالبابا كسيستوس أصدرَ براءَة ذكرَ فيها الْمعنى الرمزي لَها، مستوحيًا الكنائس السبع من سفر الرؤيا، وفي العام 1935 منح البابا بيوس الْحادي عشر الْحجاج غفرانًا كاملا وحضَّ الْمسيحيين على القيام بِهذه العبادة خارج روما، مع منحِهم الغفرانات الكاملة.وذكر البابا يوحنا الثالث والعشرون أهمِّيَة مُمارسة هذه العبادة في افتتاحِه للسينودوس العام 1960 وهذا الحج يَتم بالصلاة والتأمل بآلام سيدنا يسوع الْمسيح .
هذه الزيارة هي تقويَّة، وتقَوِّي النفوس، وتجعل المؤمنين يتأملون: كيف أنَّ الله تنازل وتجسَّدَ وظهر بين البشر بالجسد إنسانا سويا (1تيم 3/16)، ويَـمـوت بالجسد على خشبة الصليب، ليخلصَ الإنسان كلَّ الإنسان من براثن الشيطان. فهل يقبل هذا الإنسان هذه التضحية وينهل من فوائدها ؟!
لصليبك يا رب نسجد ولآلامك نمجد،ولقيامتك نُهلل، وبتدبيرك نبشِّر إلى أن تعود…الويل لي إن لم أُبَشِّر(1كور9/16)