دور المرأة المسيحية في خلق بيئة مسيحية صالحة
بقلم الأخت مهى عفيش
Wبشكل عام: لماذا دور المرأة؟
W موقف المسيح من المرأة
W المرأة في الإنجيل
W في سير القديسين: قديسات وناسكات وشهيدات وأمهات قديسين
W المرأة في البيت: كأم
كزوجة
عازبة
W المرأة في المجتمع: العمل، مع الأصدقاء… لغة التخاطب واللباس…
W المرأة، الصعيد الشخصي: حياتها الروحية
الصلاة ـ الاعتراف ـ المناولة
W في النهاية: ما هي البيئة الصالحة؟ ما هو هدفنا؟
W لا بد من السؤال في البداية: لماذا دور المرأة؟
عنوان المحاضرة يفترض أن هناك تمييزاً… وإلا كان العنوان: "دور الإنسان المسيحي….." نحن نعرف أن الجميع متساوون في الكنيسة ودور المرأة لا يختلف بشيء عن دور الرجل أو العجوز أو المراهق… دور كل إنسان معتمد وملتزم. نحن كلنا مدعوون للتبشير لإعلان مجد الرب. للدعوة لملكوته. "ليس في المسيح يسوع ذكر ولا أنثى.." (غلاطية 3: 25).
نعم العنوان يفترض وجود تمييز. قد يقال إني ضد حركات التحرر. هذا غير صحيح أنا فقط ضدها عندما تتطرّف.
حين نفكر إنجيلياً، حين نحاول أن يكون لنا "فكر المسيح"، كما يقول الرسول بولس، نجد أن التمييز موجود: نظرة إلى المرأة ترينا أن الله خلقها بطريقة مختلفة، كوّنها بطريقة مختلفة وأعطاها مواهب مختلفة وخصائص مختلفة. إذن الله يريد أن تكون المرأة مختلفة، وأن يكون لها دورها المختلف عن دور الرجل. نعم للمرأة مواهب خاصة ووظائف أكثر من الرجل. وهذه المواهب الكثيرة تفترض أن الرب يريدها أن تؤدي دوراً أكبر من دور الرجل. وبالنتيجة فإن بركتها من الرب أكبر.
لا أحد يقول لي إن الكنيسة هي ضد تحرر المرأة.
W المسيح أول رجل في التاريخ أعطى المرأة حقوقها وعاملها بالمساواة التامة مع الرجل. جميع الناس نالوا مواهب الروح القدس نساءً ورجالاً. والإنجيل (أع 21) يخبرنا عن فيليبس الشماس الذي كانت له أربع بنات عذارى يتنبأن… كانت النساء يجتمعن مع الرجال في العلية ويصلين معهم. نعرف أن الجماعات المسيحية منذ بدايات الكنيسة ضمّت رجالاً ونساء معاً. بشارة القيامة تلقتها النساء أولاً حين كان الرسل مختبئين. في رسائل بولس أسماء نساء كثيرات. هذا يعني أنهن كن يشاركن في البشارة.
– يسوع ولد من امرأة. ألم يكن باستطاعته أن يولد بطريقة أخرى؟
– كان معه نساء كثيرات يساعدنه من أموالهن (انجيل لوقا)
– مريم أخت مرتا كانت جالسة عند قدميه تسمع كلامه. وفي مكان آخر "وكان يسوع يحب مرتا وأختها مريم ولعازر" (يوحنا 11).
– يسوع عفى عن الزانية.
– أقام ابن أرملة نايين لأنه تحنن عليها إذ رآها تبكي.
– "أستودعكم فيبة أختنا التي هي شمّاسة الكنيسة… فاقبلوها كما يليق بالقديسين وقوموا لها بكل ما تحتاج إليه…" (رومية 16).
– أول عجيبة قام بها يسوع (في إنجيل يوحنا) "رغم أن وقته لم يكن قد حل بعد" كانت بطلب من أمه.
– يسوع منع الطلاق لأي سبب: "كل من طلق امرأته إلا لعلة الزنى يزني…"
– الكنعانية الوثنية استفزّها المسيح حتى تواضعت إلى المنتهى (نحن لا نعطي أفضل ما عندنا إلا في أسوأ الظروف)، فقال لها: "يا امرأة عظيم إيمانك. فليكن لك ما تريدين". هذا القول لم يقله يسوع لأحد. ولم يقل لها: شفيت ابنتك، بل فليكن لكِ ما تريدين. هكذا، بالإيمان نطلب ما نريد فيكون لنا.
– السامرية التي بشَّرها المسيح تركت حياتها السابقة واعتنقت الإيمان وصار مبشِّرة بالمسيح. مع أن الإنجيل يقول: "حين عاد تلاميذه تعجبوا إذ رأوه يتكلم مع امرأة"… لم يكن من المألوف أن يتكلم رجل مع امرأة في الطريق. في المجتمع اليهودي القديم كانت المرأة لا شيء. لا قيمة لها تقريباً. كان اليهود يعتبرون أن لا عقل لها… من هنا نفهم قيمة ثورة يسوع على هذه القيم.
فيما بعد أبدعت المرأة على مر التاريخ المسيحي: كناسكة وبتول وشهيدة.
– العديد من الشهيدات والبتولات قدمتهن الكنيسة للرب قرباناً: الشهيدة يوليطا مع ابنها البالغ 3 سنوات، أم المكابيين السبعة، القديسة الشهيدة مارينا، القديسة الشهيدة كاترينا، الشهيدة باراسكيفي… إلى جانب البارّات مثل مكرينا شقيقة باسيليوس الكبير وغريغوريوس النيصصي، التي ربّت أشقاءها جميعاً على الإيمان، واللواتي جلبن أزواجهن إلى الإيمان والاستشهاد: والدة القديس يعقوب المقطع وزوجته، الزوجات اللواتي استشهدن مع رجالهن مثل ألكسندروس وأنطونينا،… اللواتي بشّرن بالمسيح مع أو بدون الرسل مثل القديسة تقلا، اللواتي نسكن أو كنّ متبالهات من أجل المسيح… القديسة هيلانه التي بحثت عن الصليب الكريم. الأمبراطورة بولخارية التي ناضلت من أجل النسطورية وحافظت على الإيمان الأرثوذكسي، وقبل وفاتها بذلت ثروتها من أجل الفقراء…
وخلال فترات الاضطهاد برزت العديد من النساء بطلات دافعن عن الإيمان وجاهرن بالحقيقة دون خوف…. حاملات الطيب خرجن صبحاً إلى قبر يسوع في حين أن رسله كانوا مختبئين من اليهود. وكن أول من اقتبلن بشارة القيامة.
– في القرون المسيحية الأولى كانت المرأة شمّاسة وأشهرهنّ أولمبيا التي تبادلت المراسلات مع القديس يوحنا الذهبي الفم وعرفت بصلابتها وتفانيها. كثيراً ما نقرأ في سير القديسين عن تأثير الأم في حياتهم.
نعم للمرأة مواهب خاصة ووظائف أكثر من الرجل. ولا ننسينَّ أن من أعطي كثيراً يطالب بكثير، وبالنتيجة من قام بالمطلوب منه فإن أبواب القداسة مفتوحة أمامه على مصراعيها. (البعض يقول إن المرأة مكانها في البيت: الإنجاب والطبخ والتربية. أنا أقول إن هذه نِعَماً من الله لم يعطها لسواها. وأنا أتأسف حقاً لأنه ليس بإمكان أمهات هذا الزمن البقاء في البيت للقيام بهذه الواجبات. المرأة موهوبة لهذه الأمور، والله قد أعطاها منحة وبركة لتقوم بها. ولكني لا أود أن "أحصر" المرأة في هذه الواجبات فقط لأنها قادرة على إعطاء الكثير الكثير غيرها).
– كل المواهب التي يحصل عليها المرء في الكنيسة هي لتمجيد الرب. المواهب مقسّمة من قبل الروح القدس ولكن كلها هدفها بنيان الكنيسة. لذا لا أحد أفضل من الآخر (1 كورنثوس 12) نحن نتعاون من أجل تتميم مقاصد الله…
المرأة يمكن أن تكون زوجة وأماً، وسيدة منزل. وظائفها أكثر وبركتها من الرب أكبر.
عملها عمل خدمة (كل الوظائف في الكنيسة خدمة) مبني على الحب والتضحية (يسوع قال: "جئت لأخدِم لا لأخدَم).
W المرأة كأم:
– المرأة التي تحمل تشارك الله في عملية الخلق (أبونا اسبيرو، العذراء في اللاهوت الأرثوذكسي). هذا يعني أن الله يتدخل ليخلق في حشاها روح الجنين ونفسه، في حين تقدم المرأة الجسد.
– المرأة، كربة منزل، مسؤولة عن كل شيء داخل بيتها: الترتيب، الغذاء… إنها كقائدة الأوركسترا. هذا يعني أنها قادرة على التأثير في كل شيء في بيتها: الزوج، الأولاد… هي موهوبة في هذا (من جملة المواهب التي أعطاها الله إياها). ومن هنا أنا أجد أنها بالدرجة الأولى مسؤولة:
– عن قداسة عائلتها
– عن نقل الإيمان الصحيح إلى الأجيال.
– عن تربية أولادها وحياتهم الروحية.
– عن حياتها الروحية وحياة زوجها الروحية.
العائلة مهد الحياة الروحية. المرأة قلب البيت وهي تحمل مسؤولية خلق جو صلاة وجوّ روحي في المنزل. المرأة تمضي مع الأولاد وقتاً أطول بكثير من الأب، وهي، بشخصيتها، وموقعها، قادرة على التأثير بهم أكثر من الأب بكثير. لذا تقع عليها أكثر مسؤولية جذب أولادها إلى المسيح.
– تريدون أولاداً قديسين؟ إبدأوا بالاهتمام بأرواحهم منذ الرحم (نعرف كيف ارتكض الجنين ـ الذي أصبح القديس يوحنا المعمدان ـ في بطن أمه أليصابات حين حيّتها العذراء).
لحظة الاهتمام بالولد وتربيته تبدأ منذ الحبل به. يقول الشيخ بورفيريوس: إن تربية الولد تبدأ منذ لحظة الحبل به. فالجنين يسمع ويشعر وهو في رحم أمه، ولو لم يكن فكره قد تطوّر بعد. إنه يشعر بحزنها وخوفها وقلقها… إن كانت الأم غير راغبة بالطفل، إن كانت لا تحبه، فالجنين يشعر بذلك وتتكوّن لديه صدمة تلازمه مدى الحياة. والعكس صحيح بخصوص فرح الأم وابتهاجها الروحي وصلاتها وسلامها الداخلي (التراتيل…) _ هناك سيدات يُسمعن أطفالهن التراتيل أثناء الحمل ومنهن من يقرأن لهم الإنجيل.
ممارسات يومية داخل المنزل:
بعض الأعمال قد تبدو ثانوية ولكنها مهمّة جداً في البيت: مثل تقبيل الإيقونات والإنجيل والصليب الكريم، الانحناء أمام الإيقونات، التبخير في البيت، وضع الشموع أمام الإيقونات، رشّ الأولاد بالماء المقدس، إعطائهم الماء المقدس للشرب، مسحهم بالزيت المقدس، رسم الصليب على الأكل، الصلاة قبل تناول الطعام… كل هذا تدريب للأولاد وتنشئة روحية لهم.
الصلاة في العائلة:
الصلاة الجماعية. الصلاة الفردية. زاوية في البيت فيها إيقونات نصلي أمامها.
المشاركة في قداس الأحد. الاهتمام بالمرضى (نزور أفراد العائلة المرضى، العجائز). نقدم الإحسان (أيضاً على صعيد العائلة). نعلم الأولاد العطاء: في المدرسة، في البيت، في المجتمع. روح المساعدة. المحبة لا العدوانية.
– صلاة النوم الصغرى مشتركة (حيث اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي أكون في وسطهم).
– بعض الأولاد يتقنون السجدات.
– الصلاة من أجل أفراد العائلة بعضهم لبعض.
– الصلاة من أجل المرضى، الفقراء… كل هذا يساعد على أن يبدأ الولد بالالتزام منذ طفولته.
المناولة المتواترة:
يقول القديس ثيوفانس الحبيس إن المناولة المتواترة تهدّئ الذهن والأعصاب وتجلب السلام، كما تشفي جسم الولد..
الحياة الروحية تبدأ في البيت:
بحسب عمر الولد: نوع من الصوم أو الانقطاع عن بعض المآكل. الصوم قبل المناولة. الأربعاء والجمعة. – الإحسان.
– التبرّع ببعض الألعاب أو الألبسة… يجعل الولد يتحسس فعل المساعدة والمشاركة في تخفيف آلام الآخرين.
لا نستطيع أن نمنع أولادنا من الاختلاط بالمجتمع والتعرّض للتجارب ورفاق السوء… نستطيع أن نحصّنهم بالمسيح، بالصلاة والمناولة، ونقوّيهم بالتربية الصحيحة. نستطيع أن نكون قريبين منهم حتى يأتوا إلينا في الشدائد.
قراءة سير القديسين:
– في المرحلة الابتدائية: الطفولة في الرعية.
– الكتاب المقدس في صوَر.
– رحلات إلى الأديار…
W المرأة كزوجة:
"ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «لَيْسَ مُسْتَحْسَناً أَنْ يَبْقَى آدَمُ وَحِيداً. سَأَصْنَعُ لَهُ مُعِيناً مُشَابِهاً لَهُ»…." (تك 2: 18)
المسيح هو الشخص الثالث في العلاقة. "أينما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي أكون في وسطهم". المسيح معيار كل عمل وكل تصرف. هو المقرِّر والحَكَم. هو يلهمنا حسن التصرف في جميع الظروف.
في الزواج، لا يفكر كل طرف في ما يريده أو ما يريحه، بل ما يريده الآخر وما يريح الآخر. الزواج مشروع لإسعاد الآخر.
الزواج إطار للقداسة. العائلة إطار للقداسة.
العائلة على صورة الثالوث القدوس: محبة وتلازم في كل شيء.
يجب أن يتشارك الزوجان في كل الأمور، الجيدة والسيئة. وخصوصاً منها السيئة. الرجل يشارك في عملية تربية الأولاد ولو بدرجة أقل.
العلاقة بين الزوجين:
السلوك السيئ والمشاحنات تضرّ بالأولاد ولها تأثير مؤذٍ لهم. إيمان الأهل وتقواهم من أهم الوسائل لحماية الولد وتقويته في النعمة. كما يضيف القديس ثيوفانس أنه كلما كانت العلاقة متينة بين الولد وأهله كلما زاد تأثير الأهل على الولد. وهذا ما يسهّل التربية وإشاعة جوّ من الهدوء والسلام في البيت. المحبة المتبادلة بين الأم والأب ـ الصبر ـ التضحية…
W المرأة في العمل، في الجامعة، في المجتمع:
– نحن أينما كنا: في الطريق، في العمل، في النزهة، في المطعم… نشهد للمسيح. لا يهم المكان. يختلف المكان ولا يختلف الدور.
– من جديد: المحبة، المثال الصالح، الصبر على ضعفات الآخرين (لا أحد منا بلا خطيئة)، المساعدة… الناس كثرت همومهم حتى تكاد تخنقهم. صار من النادر أن نرى أحداً يبتسم، مستعداً لاستماع هموم الآخرين ومشاكلهم…
W الشابة/ المرأة على الصعيد الشخصي:
قبل أن تكون لها التزامات تجاه الآخرين، هي ملتزمة بالدرجة الأولى تجاه نفسها، ومن هذا الالتزام تهتم بالآخرين. ماذا تفعل من أجل خلاص نفسها، كونها سوف تؤدي حساباً شخصياً بمفردها أمام الله؟ ككل شخص في الكنيسة، مسؤول عن نفسه وعن الآخرين، مسؤول أن يقدِّمهم للرب.
– دراسة الكلمة من أجل كون المرأة مستعدة لإعطاء جواب عن الرجاء الذي فيها (1 بط 3: 15) ودراسة الكلمة أيضاً وتعلم الإيمان الصحيح بهدف الوقوف ضد الهرطقات الكثيرة.
– يجب أن تهتم بحياتها الروحية. هي هيكل الله. وهي مدعوّة للقداسة.
– الصلاة اليومية.
– الأب الروحي: الاعتراف. حياة قائمة على التوبة والإيمان.
– المناولة المتواترة.
– "كن بسلام وملايين من حولك يخلصون"
– لغة التخاطب واللباس. نحن إما:
نمجِّد الله بسلوكنا الحسن: "لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السموات" (مت 5: 16). أو نستدعي التجديف على اسم الله في الحالة المعاكسة: ("لأن اسم الله يُجدَّف عليه بسببكم بين الأمم") (رومية 2: 24).
– المثال الحيّ أفضل شهادة. "تعال وانظر" كما قال أندراوس لنثنائيل.
– (الرسالة إلى ديوغنيطوس…)
– بطرس الاولى (1: 15 و16) "نظير القدوس الذي دعاكم…كونوا انتم أيضاً قديسين لأني أنا قدوس"
W ما هي البيئة الصالحة؟
هي التي تمجّد اسم الله.
هي الكنيسة التي افتداها المسيح بدمه لتكون له " كنيسَةً مَجيدَةً مُقَدَّسَةً لا عَيبَ فيها ولا غضن ولا ما أشبَهَ ذلِك…" (أفسس 5: 27)
هذه هي البيئة الصالحة التي نطمح لها ونسعى إليها.
W ما هو هدفنا؟
هدفنا أن كلنا نمجّد الله على كل الهنات التي أعطانا إياها والظروف التي وضعنا فيها حتى نتقدّس. أن ننشر كلمة الخلاص والبشرى بالملكوت. ونحن مثل أشخاص وجدوا الخلاص ويريدون أن الكل يقبلون إليه ويدخلونه.
– الانتقال والتوسع من العائلة الصغيرة في البيت إلى العائلة الكبيرة في العمل، في المجتمع، في العالم بأسره. ليس هدفنا التقوقع داخل مجتمع ضيق، بل العمل من أجل الكنيسة كلها.
كلمة في النهاية:
اليوم أثبتت المرأة نفسها: قادت الشاحنات والقطارات عملت في الوظائف الصعبة المتعبة التي كان يُعتقد أنها من مجال الرجل وحده. صعدت إلى القمر، مارست الرياضة والمصارعة… خاضت كل المجالات من دون استثناء. لم يعد لها من حاجة لتثبت شيئاً. لقد قامت بكل الأعمال التي يقوم بها الرجل وفلحت بها. أظن أن الحاجة الكبرى للمرأة اليوم هي أن تكون امرأة بحق. أن تكون على الصورة التي يريدها الله أن تكون وأن تحقق قصد الله في حياتها. المرأة عندها خصوصيتها ومواهبها المميزة التي أعطاها إياها الله. والدور الذي تقوم به لا يستطيع الرجل أن يؤديه.
يمكن أن نقرأ في الإعلان والصحف في كل مكان شيئاً مثل هذا: "كيف تكونين امرأة متحررة وسعيدة، ومستقلة…" المرأة الملتزمة مسيحياً تعرف أن عليها أن تـنصت لصوت الله فقط. ماذا يريد منها الله! في الله وحده الحرية (الانعتاق من الخطيئة) والسعادة التي لا تضاهيها سعادة، والسلام الداخلي…
أبونا اسبيرو يقول: يجب على نسائنا اليوم ألا يطمحن ليكنّ كالرجال، بل كنساء الكنيسة القديسات على مر التاريخ.
اليوم حركات التحرر تنكر هذه الأمور وتطالب بحق المرأة في العمل والسفر والتقدم في المجتمع. كل هذا جميل جداً ولكن المحزن في الأمر أن تتخلى المرأة عن هذه البركة من أجل مجد أرضي. مع الرب ليس من أمر كهذا، ليس من حقوق يقتضي أن تأخذها المرأة بعد أن حُرمت منها… مع الرب هناك قانون واحد: المحبة، الذي منه تنبثق التضحية. للأسف لم تعد العائلات اليوم كالسابق. لأن الأم لم تعد تمكث في البيت كالسابق. وهذا بالطبع قد انعكس على جو البيت وعلى أخلاق الولد وعلى توازنه النفسي…
– نريد الطريقة الفضلى للعيش؟ إنها موجودة في الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة.
في النهاية، إن أفضل ما تفعله المرأة اليوم لتحقق مقاصد الله في حياتها هي أن تقول، على مثال العذراء: "ها أنا أمةٌ للرب. ليكن لي حسب قول الرب". والنساء اللواتي يعشن على هذا الأساس هن في أحسن وأسعد حال.