اسبيرو جبّور
كنائس الشرق الأوسط
(7)والاخير
الذكرى 1550 لمجمع خلقيدونيا
الطبعة المجدّدة والمنقّحة
الكورة (لبنان 2010)
ملحق عن ديونيسيوس
تأثيره في الغرب قاطع. صدر في العام 1995 عددان في الينابيع المسيحيّة (408 و411) للراهب الشارتري هوغ دي بالما الفرنسي (القرن 14). عنوان الكتاب “اللاهوت الصوفي”. هو عنوان أهمّ كتب ديونيسيوس. المقدّمات والحواشي تدلّ على مدى تأثر الكاتب بديونيسيوس، وتأثيره بدوره على اللاحقين حتى نيقولا كاباسيلاس (1497). المعلم إيكهارت الألماني (القرن 13) والمتصوّفون والمتصوّفات في الغرب آنذاك هم كذلك. هذا ما اشتهى المحلّل النفسي المؤرخ الفلسفي الألماني Eric Fromm عودته.
في معجم الروحانية الفرنسي (المجلّد الثاني)، بحث مستفيض تحت عنوان “التأمّل”. وكذلك في المجلّد الثالث (1954) تحت عنوان ديونيسيوس. خصّص له العواميد 245 – 430، منها العواميد 318 – 430 عن تأثيره على الغرب. والأحدث من ذلك الكتابان التاليان، (الأول منهما هام جداً):
– Lossky, Théologie négative…, Vrin, 1960.
– Gognet, Introduction aux mystiques rhéno-flamands, Desclée, 1968.
وهناك ترجمات ديونيسيوس إلى اللغات الأوروبيّة قديماً وحديثاً وشروحها والمقدّمات والدراسات والتعليقات. كتاب لوسكي أعلاه أطروحة دكتوراه. قضى العمر عليها ولم تصدر إلا بعد وفاته في 7/2/1958. سندها في السوربون تلميذه أوليفييه كليمانت.
بمثل هؤلاء الآباء نفتخر لا بالتفسّخات، والمخاصمات، والحسد، والأحقاد الدفينة وغير الدفينة، والعنعنات الشخصيّة والعرقيّة واللغويّة والقوميّة. الكنيسة فوق جميع أهواء البشر وعيوبهم وأباطيلهم ومفاسدهم. وميزة الأرثوذكسية هي تجسّد إيمانها وعقائدها وإنجيلها وتاريخ قدّيبسيها في صلواتها وأناشيدها وترانيمها: افرام، باسيليوس، غريغوريوس اللاهوتي، الذهبي، صفرونيوس وأندراوس ويوحنا واستيفانوس الدمشقيّون، كوزما، رومانوس المرنم الحمصي…
المعزي والتريودي والبنديكستاري والميناون هي السماء على الأرض. في التريودي “القانون الكبير” للقديس أندراوس الدمشقي أسقف كريت. يمثّل الروح الأرثوذكسيّة خير تمثيل:
1- اعتراف بالذنوب كمرتكب لجميع الخطايا أكثر من جميع الذين خطئوا منذ فجر التاريخ.
2- توبة جارحة محرِقة ندامةً على الماضي.
3- ضمير حيّ يكوي المرء بحرقة على السقوط المريع.
4- دموع ساخنة حارة.
5- ارتماء على الله من كل الكيان.
فليست المسيحيّة دوائر معارف. المعرفة فيها وسيلة لا غاية. الغاية هي الإندفاع نحو يسوع بقوة عشق إلهي صاروخية تزلزل كيان المرء كلّه برجولة وفروسيّة وعمق ليلتصق برمّته بيسوع. وهذا العشق يختلف عن الحساسيّة العاطفية. هذه هامشية. ليست انفجاراً في العمق. ليست تحوّلاً جذرياً لكامل كيان المرء. نراها لدى بعض النساء العاطفيات بينما لدى التقيّات العميقات التقوى لهيب عشق إلهي يحوّل كيانهنّ. يسوع يسكن في عمق أعماق الأتقياء لا على هامشهم. هؤلاء نيران حارة جداً من العشق والوَلَه والهيام. والباقي درجات حتى السقوط في منزلة الشقشقة الدينية، فيصبح الدين “حَكي” لا تغلغل الروح القدس في كل ثنايا الروح البشرية جالباً معه يسوع والآب. إلاّ أنّ الجسد منجذب إلى الأرض والعقل منجذب إلى المعرفة النظرية والشقشقة، لا إلى التصاق الجبين بالتراب والدموع سيل عارم. العقلانيون الألمان وأضرابهم وتابعوهم شقشاقيون لا نائحون، متواضعون خاشعون.
مريم المصرية افضل نموذج للعشق الالهي.
قضت 47 عاماً في البرية زاهدةً زهداً فاحشاً في الطعام والشراب واللباس لتنصرف الى الصلاة والعشق الالهي.
فالروحانية بدون النسك كلام فارغ. واللاهوت بدون الصلاة الطاهرة فذلكات فارغة. ليس اللاهوت فلسفة بل عشق إلهي.
إذاً الكرسي الانطاكي في القرن السابع هو أبو اللاهوت والنسك والتصوّف. اسحق متصوّف كبير. هو أسهل من السلّمي. هذا قاسٍ جداً وعميق. اسحق سهل ومتدفّق العواطف والعذوبة. الأفضل أن يطالعه المرء قبل السلّمي. هو بدوره متأثر جداً بمكاريوس السوري وحتى بديونيسيوس فضلاً عن إيفاغريوس تليمذ غريغوريوس اللاهوتي المتنسّك في مصر. مكسيموس فوق التقنيم.
يوحنا الدمشقي كتب روحانيات. هو في خطّ أسلافه. رقد في العام 749/750. أسيخيوس السينائي (القرن السابع – الثامن): خليفة السلّمي أثّر كثيراً في نيكيفوروس الآثوسي (نهاية القرن الثالث عشر) وكل روحانية جبل آثوس.
سمعان اللاهوتي الحديث تألّق لهذا التراث العظيم. رقد في العام 1022. هو من جوار القسطنطينية.
غريغوريوس السينائي هو تكملة ليوحنا السلّمي. نشط في جبل آثوس وبلغاريا من حيث انتشر تاثيره بين الشعوب السلافية. سُجن في اللاذقيّة. ترهّب في سيناء ثم انتقل إلى آثوس وبلغاريا. أصله من جوار أزمير. رقد في العام 1346.
غريغوريوس بالاماس الآثوسي رئيس أساقفة سالونيك. لاهوته هو تفتيق وتفتيح للاهوت مكسيموس. هو كاتب لاهوتي وصوفي في خطّ السلف الصالح. لاهوته متصل بعمق كبير بلاهوت مكسيموس ويوحنا الدمشقي والمجمعين السادس (مكسيموس) والسابع (الدمشقي). الكنيسة الأرثوذكسية تعيّد في الأحد الأوّل من الصوم للإيمان الأرثوذكسي المثبّت برفع الإيقونات. وتعيّد له في الأحد التالي كخير تعبير عن إيمان المجامع المسكونية السبعة. تليمذه كالستوس بطريرك القسطنطينية أدرك غالباً روابطه بمكسيموس والدمشقي فعيّن له هذا العيد. لاهوت بالاماس تكملة لكلام مكسيموس في المشيئتين والفعلين والحرية وحلول النعمة في الإنسان والعالم والإيقونات.
اللاهوتي الروسي الكبير المعاصر جورج فلوروفسكي معروف في أوساط اللاهوتيين المسيحيين كممثّل للتقليد وكمتعلّق أكبر بالتراث المسيحي المكتوب باليونانية. ورأينا حتى الآن أن هذا التراث هو سوري-كبادوكي من مرحلة نضوجه مع خيوط مصريّة هامّة. إنه تراث الكنائس القديمة جميعاً بما فيه كنيسة روما. فالكرسي الأنطاكي ينتحر حين يتشنَّج في أي لون من ألوان العصبيّات. هو بمثابة أمّ في العالم المسيحي. ليس ملكاً لأحد. الأم التي تميّز بين أولادها تعقّدهم. وظيفة الكرسي الأنطاكي في القرن الحادي والعشرين هي التضلّع من التراث وعرضه في ثوب معاصر يفهمه العالم المسيحي من فم أهله. بنية عقلنا هي بنية مستعدّة للفهم اللاهوتي، متى استيقظنا من الخمول المزمن. أعلمتني حديثاً العزيزة فيكتوريا جبّور أن تلاميذها انتعشوا حين لقّنَتْهم أول درس في الشخصانيّة المسيحيّة، فقالوا لها: “هذا ما نريده”. ملّوا سواه. ولذلك فالغرق في الدراسات الألمانية الكتابيّة سينحر روحانيّتنا ولاهوتنا.
34- الحواشـــــي
1- في “المواهب” وفي “معنا هو الله” خرائط مفيدة.
2- في متن الكتاب أيضاً بعض الحواشي والمراجع.
3- المدن العشر: رابطة بين عشر مدن قامت في القرن الثاني قبل الميلاد. بشّر فيها يسوع وأجرى فيها بعض العجائب. كان فيها بعض اليهود. في أيام الرسول بولس كان في دمشق جالية يهوديّة لها “مجامع” (1ع 20:9). كنيس جوبر أقدم كنيس في العالم (القرن الثالث قبل الميلاد). قيل لي إنّ في دمشق عشرين كنيساً. في مطلع القرن الثاني للميلاد ألحق الرومان عمان وجرش وديون بولايّة العربية الجديدة: عاصمتها بصرى.
قاموس الكتاب المقدّس، ص 628 – 629 ومعاجم الكتاب المقدّس الفرنسيّة في اللفظة المعنيّة: Léon Xavier Dufour, 1945; Dheilly, 1966; Bouquins, 1989: Décapole.
4- تاريخ الموارنة وميله إلى هرقل واضح. يعترف باليونانية كلغة دير مار مارون.
5- مقدّمة السفر في ترجمة دار المشرق.
6- Revue philosophique, n. 2, PUF; 1982.
7- Amman, Guide pratique des pères de l’Eglise, p 327.
8- الشهرستاني في كتاب الملل والنحل يعتبر إيمان الجاحظ فلسفياً لا إسلامياً. نشر الدكتور عبد الرحمن بدوي كتاب الأشعري في الإسلاميّات. الدكتور كمال يازجي نوّه في مقدّمته لسيرة الدمشقي ببعض ما فيه من القضايا اليونانيّة.
9- مقدّمته لكتاب الشيخ عبد الرحمن الخيّر.
10- عهد ازدهار الأنباط من القرن الرابع قبل الميلاد. في العام 106 بعد الميلاد استلحق الأمبراطور الروماني تراجان دولتهم وألحقها ببصرى. في غلاطية (25:4) سيناء جزء من “العربية”. في 2 كورنثوس (32:11) والي دمشق تابع للحارث الأنباطي. في غلاطية (17ك1) بولس هرب من دمشق إلى “العربية” (المعاجم الفرنسية، تحت لفظتي البتراء والأنباط). إذن: سيناء ودمشق في أيام بولس كانتا للأنباط.
11- المعاجم الفرنسية الكاثوليكيّة أعلاه كما ذكرنا.
12- مقالنا في مجلّة “النور” الغرّاء، العام 1973، ص 138-154.
13- In Yves-Noël Lelouvier, Perspectives russes sur l’Eglise, 1968.
قرأت فيه اليوم (16/17) ما سرّني. اتّهم فلوروفسكي – مثلي – بولغاكوف بالتأثر بالفلسفة الألمانية. ونقد – مثلي – لوسكي (رغم إعجابي به) لفصله بين تدبير الإبن وتدبير الروح القدس وتطرّفه في التركيز على الروح القدس ضدّ اللاتين. ولكنّه هنّأ لوسكي بكتابه الجليل. وفي كتابي “التجلّيات في دستور الإيمان” نقدت لوسكي وربطت تدبير الروح القدس بالتجسّد. الكتاب تحت السحب الآن[1]. ونقدت لوسكي لقوله إن الكنيسة “طبيعة مقنّمة” ولقوله إنّ طبيعة المسيح البشريّة غير قابلة للفساد ولتناقضه في استقرار النور في جسد يسوع ولو لم يظهر إلاّ في جبل التجلّي (ص 143 و144 و221… فرنسي). بالاماس معلمنا الكبير قال إن طبيعة يسوع فقط مقنّمة (الفصل 75 من الفصول 150، في الفيلوكاليا)[2]. وكل تعليمنا يقول إن طبيعة يسوع قابلة للفساد (سرّ التدبير، ص 154). والنور مستقرّ في يسوع منذ الحبل به ولم يظهر لأننا لا نحتمله (مكسيموس وترنيمة في 12/8).
14- Stanië, Theology and the Church, p. 7 – 9.
15- Thomas Spidlik, La doctrine spirituelle de Théophane; 1965.
16- Pierre damscène, Philocalie, n. 2, p. 7.
17- Joseph Lebon, Le Monophysisme sévérien, Paris; 1909. إلاّ أنه لم يفهم سويروس كما فهمه مكسيموس. ولم يحلّل ما يقصده مكسيموس بلفظة “صفة”. هذا ما أوضحه Larchet, La question christologique.
18- التهمة باطلة كما سيرد في فصل لاحق. ديوسقوروس “خربط” الكنيسة على يد الأمبراطور ثيئوذوسيوس (449) ووزيره خريسافيوس، فأصلحت أخته القديسة بولخاريا الخلل الحاصل. فتراجع ديوسقوروس عن أوطيخا واعترف المونوفيسيت في لقاء 533 – كما سيجيء – بخطأ ديوسقوروس وصحّة الدعوة إلى مجمع خلقيدونيا.
19- راجع مثلاً لوبون، إلاّ أنه لم يطالع مكسيموس ونقده لسويروس، وهذا ما فات مايندورف أيضاً.
20- ليست المراجع تحت يدي لأذكر الصفحة. مكتبتي مبعثرة، ونظري خسر قوّته الصاروخية.
21- يستطيع الإختصاصي أن يلاحظ لدى الشهرستاني رواسب للبدع القديمة. كتاب “الصلة بين التشيّع والتصوّف” يتّهم بيان بن سمعان النهدي بأنه أبو جميع البدع المجسِّمة. إسم أبيه “سمعان”. هل هو يهودي الأصل؟ هل هو مسيحي الأصل؟ على كل حال مذهبه دوكية القرون المسيحيّة الأولى.
22- رستم 332:1 – 335 وباباذوبولوس، 284 – 291 و364 ودوشين، تاريخ الكنيسة القديمة 428:3 (فرنسي).
23- رستم 336:1. باباذوبولوس أهمل تقريباً دور لاون وبلخاريا. التعصّب مرفوض. لاون روما وحده بقي في الساحة. لاون فاوضها لعقد المجمع في إيطاليا. لاون يعتبر بولخاريا هي الداعية لمجمع خلقيدونية لا زوجها (الرسالة 95). ولمّا اعترف بالمجمع الخلقيدوني توجّه إليها برسالة الإعتراف (الرسالة 116). وفي الرسالة 79 اعتبرها صاحبة النصر على النسطورية (الرسالة 79). وكتب الرسالة 120 إلى ثيئوذوريتوس، فقال إن الله انتصر بواسطتهما كليهما على النسطورية والأوطيخيّة[3]. وهذا دليل على دور ثيئوذوريتوس في المجمع الخلقيدوني كما ذكرت هنا وفي “سرّ التدبير”. وكانت زوجة الأمبراطور ثيوذوسيوس تقيم في فلسطين منذ 442 وتدعم المونوفيسية. فكتب الأمبراطور إلى لاون ليؤثّر عليها عن طريق ابنتها وصهرها. فكتب إليها الرسالة 123.
أما Lagier في كتابه “كنيسة الشرق” (فرنسي) فقد خصّها بمديح كبير وجعل ملكات الغرب وكاترينا روسيا وراءها بدرجات. وامتدح ماركيانوس جداً (280:1 و267 و275 – 277 – 280).
ولم يذكر استنجاد فلافيانوس بالبابا ليأتي إلى الشرق، ولكي يكتب إلى الأمبراطور والشعب. إنما ذكر استنجاد أفرام بالبابا أغابيتوس كما سيجيء (ص 345 – 346). واستنجد بالبابا أيضاً ثيئوذوريتوس وأفسافيوس دوريليوم. كتبا إلى البابا لاون. ولم يشر إلى فساد القصر (رستم 319:1 – 320 عن العلامة باتيفول، والتاريخ الجديد،
ص 391 ووثيقة في كتاب هيراقليد نشرها نو Nau، ص 368 – 369). ولم يذكر جشع خريسافيوس (ميري 470:2 وعن نيكيفوروس كالستوس 47:14).
24- مجموعة مانسي 1012:6.
25- خصّت الترجمة الأرثوذكسية الإنكليزية لنسكيّات اسحق النينوي الأمر بملحق رائع؛ دير التجلّي، أميركا، 1984.
26- راجع كرّاستنا “مار مارون”.
27- صدر في رومانيا حديثاً كتاب من ثلاثة مجلّدات جاء فيه أن سوريين أسّسوا الرهبنة في رومانيا.
28- باباذوبولوس وسنكسار الأب توما بيطار (19 أيلول)؛ التاريخ الجديد يمتدحه جداً (49:2).
29- فيليش ومارتان، المجلّد 2.
30- في مقدمة لرواية الإخوة كرامازوف بالفرنسية (طبعة ستك)، وفي المجموعة الكاملة لمؤلّفاته بالألمانيّة، والإنكليزيّة Hogarth Press.
31- تاريخ حمص وفتح العرب للشام ورستم وباباذوبولوس وسواهم.
35- المراجــــــع
هذا الكتاب ملحق بكتبي من النواحي اللاهوتيّة والتاريخيّة والجغرافيّة:
أ- سرّ التدبير الإلهي.
ب- دمشق ولاهوت الإيقونة.
جـ- موجز التاريخ الأبيض للكرسي الأنطاكي (المنشأ في 1982 لا 1984 كما ورد خطأ في الطبع).
د- المرأة في نظر الكنيسة.
هـ- القديس افرام.
و- التجلّيات في دستور الإيمان. أضف إليه الآن “الله في اللاهوت المسيحي” و“المواهب الإلهية” و“معنا هو الله” حيث فنّدتُ النسطوريّة وعرَّيتها.
ز- مقدّمتي للطبعة الثانية من كتاب “فتح العرب للشام”. وفيها سيل من المراجع لم أكرّرها هنا إلاّ للضرورة. لا أحبّ تكرار كتبي، أحدث مراجع التاريخ الكنسي التي أعرفها هي كتاب مايندورف، والتاريخ الجديد في اللغات الفرنسيّة والإنكليزيّة والألمانيّة. ينظمّ إليها أوسع المراجع قاطبة أي تاريخ فليش ومارتان في 20 جزءاً لم تصدر برمّتها على ما أعلم[4]. ويبقى كتاب ميري جيداً. كتاب أسد رستم جيد. كتاب باباذوبولوس جيد. يكمّل أحدهما الآخر. مايندورف تراخى في محاضرته في لقاء 1967 مع غير الخلقيدونيّين، وفي تاريخه، إنما صحّح موقفه في رسالته إليَّ: يجب أن يعترفوا بالمجامع المسكونية السبعة. Larchet ينوّه بضغوط وقعت لتخفيف حدة المواقف العقائدية. ربما كان البطريرك أثيناغوراس هو الضاغط، فانبرى الأب رومانيدس أيضاً للقضية. الأرثوذكسية لا تساوم وترفض التسويات.
حـ- يوحنا الدمشقي وعمر بن عبد العزيز (غير منشور).
بالنسبة للتواريخ العامة، كتاب جواد بولس كان على طاولة الرئيس الفرنسي ديغول في القصر الجمهوري. ولكنّه ناقل لا مبدع. لو كان مبدعاً لوقف في الحرب الأهلية اللبنانية داعية سلام يفضح للشعب برمّته خيوط المؤامرة بعبقريّة المؤرّخ الأصيل. وليس شارل مالك وفؤاد أفرام البستاني وسواهما بأفضل منه: عيوب نشأتنا الآرامية – الفينيقية – العثمانية عاهات روحية ستحول إلى دهور دون نضوجنا اللاهوتي الروحي الشخصي ويا للأسف الشديد. وكتب فيليب حتّي جيدة. التواريخ البيزنطية بالعربية نقل عن الأجنبي بجودة أحياناً وبضعف أحياناً أخرى، فنقدتها في “المرأة في نظر الكنيسة” (ص 113 – 114). أفضل المؤرّخين لبيزنطيا هو فاسيلييف. وهناك أوستروغورسكي وشارل ديل ولويس بريهيي وسواهم. أما كتاب أرنست شتاين فكثيف ومتين ومشبع بالحواشي حتى التخمة. كتاب علية الجنزوري ممتاز إنما تجهل السنكسار لتطالع حياة القديسات لا الرسميات.
1- Meyendorff, Imperial Unity and Christian Divisions, USA; 1989
(2 vol.).
2- Daniélou et Marrou, Histoire nouvelle de l’Eglise (5 tomes); 1963 – 1975.
3- Fliche et Martin, Histoire générale de l’Eglise.
4- Lagier, L’Orient Chrétien (2 tomes); 1928.
5- Muret, Histoire de l’Eglise (9 tomes).
6- Duchesne:
أ- Histoire ancienne de l’Eglise.
ب- L’Eglise au VI siècle; 1925
7- Sources chrétiennes.
8- An Early Syrian Life of Maximus the Confessor, Analecta Bollandina, 1973; p. 299 – 333.
9- Jawad Boulos, Histoire des peuples et des civilisations du Moyen-Orient, 5 tomes.
10- Vasiliev, History of the Byzantine Empire (2 vol); USA; 1952.
11- Ernest Steins, Histoire du Bas-Empire (2 tomes); 1949.
12- Théophyle de Régnon, Etudes de théologie positive sur le dogme de la trinité; 4 tomes.
13- Das Konzil von Chalkedon, 3 tomes; 1951.
14- باباذوبولوس، تاريخ كنيسة أنطاكيا، ترجمة الأسقف استيفانوس حداد، منشورات النور.
15- أسد رستم، تاريخ الكنيسة، 3 مجلدات، الطبعة الأولى.
16- أسد رستم، تاريخ الروم، مجلّدان، الطبعة الثانية.
17- فيليب حتّي، تاريخ العرب.
18- فيليب حتّي، تاريخ سوريا.
19- فيليب حتّي، تاريخ لبنان.
20- الخوري عيسى أسعد، تاريخ حمص، الجزء الثاني.
21- Jean-Claude Larchet, La Question Christologique, Le messager Orthodoxe, No 134.
ملحـــــــق
أنشر حياة إيلبيذيوس أسقف اللاذقيّة محامي الذهبي الفم الأنطاكي ضدّ خصومه السوريّين أكاكيوس حلب وشيفريانوس جبله ورفاقهما وذلك في حضرة الأمبراطور أركاديوس. هذا مع أن الذهبي زارهم للتفاهم. لمعان إيلبيذيوس هو لمعان السوريّين في القرنين الرابع والخامس. حقد السوريّين الآخرين على الذهبي نموذج عن الحسد والغيرة الممزوجين بالحقد الدفين ضدّ ألمع شخصيّة سوريّة في تاريخ سوريا والكنيسة. الآباء العلامات دوشين وفليش ومارتان في تاريخيهم الكبيرين (فرنسيين) أخذا برأي ثيوذوريتوس: أفستاثيوس أنطاكيا هو رئيس المجمع المسكوني الأول (نيقية، 325). خصماه اللدودان هما تابعان له: أفسابيوس بيروت وأفسابيوس قيصرية فلسطين الداعمان الأكبران لآريوس. اختلقا تهمة زنى باطلة ضدّه لخلعه ونفيه.
ثيئوذوريتوس ألمع الأنطاكيين وأذكاهم وسيّد المجمع الأنطاكي إلى جانب أسقف أنطاكيا يوحنا – كما هنا وفي كتبي الأخرى – ذاق الأمرَّين من المتملّقين والمتلوّنين مثل أبي براقش والوشاة والحسّاد الغيورين حتى خطر له مرّة أن يستقيل. هذا العداء المزمن التقليدي للأذكياء والفاضلين مشهور. رواية أهل شيخون عن شيخ الإسلام أبي الهدى الصيّادي تختلف عما جاء في “المنجد”. أبوه ساذج. هو لمع فهاجر إلى اسطمبول، فصار شيخ الإسلام، وإلاّ لاختنق في بلده المتخلّف آنذاك جداً. مكسيموس المعترف أقام الدنيا وأقعدها. لو بقي في سوريا (هذا إن كان سورياً) لاختنق وسط المشادّات التافهة وأجواء الحسد والغيرة. أصلحنا الله! متى؟
;;;;;;;;;;;;
إيلبيذيوس أسقف اللاذقيّة
إيلبيذيوس أسقف لاذقيّة سوريا كان كاهناً في أنطاكيا في ايام أسقفها القديس ملاثيوس رئيس المجمع المسكوني الثاني. ثم صار أسقفاً على اللاذقيّة. كان حتماً يعرف الذهبي الفم شمّاس ملاثيوس. فإليه وجّه الذهبي رسائله 25 و114 و138 و142 و230. وقد تمّ تجريد إيلبيذيوس في العام 406 نظراً لوفائه للذهبي. وبقي في المنفى ثلاث سنوات بصحبة بابوس بدون أن يستطيع النزول من بيت المنفى، حيث كانا يعيشان. ولكن أُعيد إلى اللاذقيّة في العام 414 بفضل ألكسندروس خليفة بورفيريوس أسقف أنطاكيا، وذلك في عهد نفوذ القديسة بولخاريا على أخيها القاصر[5].
جاء عنه لدى بلاذيوس: كان الخلاف جارياً ضدّ الذهبي الفم لمعرفة القوانين التي يجب بموجبها محاكمة الذهبي الفم. خصومه يوردون قوانين آريوسيّة. انصاره أعلنوا أنها آريوسيّة. الأمبراطور أركاديوس المخبول زوج خصمه الأمبراطورة أفدوكسيا الكائدة ضعيف.
زار القصر خصومه أمونيوس ولاونديوس وأكاكيوس حلب وأنطيوخوس وكيرينوس خلقيدونيا وسويريانوس جبلة سوريا، واقترحوا على الأمبراطور دعوة 10 أساقفة من أنصار يوحنا – مع أنّ أنصاره 42 – ليثبتوا قيمة القوانين. فنهض إيلبيذيوس اللاذقيّة القانوني الضليع الشيخ الممتلئ من التجربة ذو الشعر الأبيض وتراكيليوس. فكانا يجتهدان في إقناعه بأنه لا يجوز إقصاء الذهبي بدون سبب. قالا: “أولاّ: لم يجرَّد – بل طرده الكونت؛ ثم إنه لم يعد بمجرّد سلطته الذاتية، بل بأمر من تقواك، عندما أُرسل إليه كاتب؛ أما بالنسبة للقوانينن التي يبرزونها اليوم، فنثبت أنها من عمل الهراطقة.” صخبوا – وكما يُقال بالعاميّة “عربدوا”.
لما صحا الجو قليلاً، قال إيلبيذيوس للأمبراطور: “…لنتّفق على ذلك: فليضع أخوانا أكاكيوس وأنطيوخوس توقيعهما في أسفل القوانين التي يؤكّدون أرثوذكسيّتها ذاكرين: نعتنق الإيمان بعينه الذي يعتنقه الذين سنّوها، فيختم نقاشنا”. وافق الأمبراطور الضعيف المسيَّر. دوّخ الجواب سويريانوس وصحبه. فوعدوا ثم انسحبوا زاعمين أنهم أُرغموا على ذلك. ولكن تابعوا حياكة المؤامرات. بعد مجمع قصر السنديانة ضدّ الذهبي في العام 403 (أيلول) بأشهر، نجحوا في آذار 404 في طرد يوحنا الذهبي. كان 42 أسقفاً والشعب يؤيّدون يوحنا.
إلاّ أنّ الأمبراطور الضعيف نفى أنصار الذهبي إلى أصقاع متعدّدة من الأمبارطورية الشاسعة. وكان حظّ الشيخ إيلبيذيوس “عظيم لاذقيّة سوريا مع بابوس فقضيا ثلاث سنوات بدون نزول درج بيتهما، متفرّغين للصلاة” (الينابيع المسيحية، 188:341 – 190 و398).
رسائل الذهبي إليه صادرة عن كوكوسا بأرمينيا. الرسالة 25 في 404. وكذلك الرسالة 230. في هذه يذكر زيارة ليبانيوس وعودته إلى إيلبيذيوس. يشكو الذهبي من بُعد المكان وانقطاعه عن الناس وندرة الوافدين من اللاذقيّة البعيدة. إنّما إقامته مريحة. في الرسالة 114 من كوكوسا تفيض عواطفه نحو إيلبيذيوس، فيشيد بنشاطه الرائع خطّياً رغم شيخوخته ما زال الذهبي في اطمئنان. زال خطر عصابات الإيسافريين. يُهدي أحرّ تحيّاته للكاهن الجليل المحترم التقي جداً أسينكريتيوس ورعيّته وكل الإكليروس الخاضع للأسقف. الرسالة 238 صادرة في 405 يخبر فيها بمرضه خلال الشتاء. الرسالة 131 صادرة في 406. اختلف الوضع. العصابات روّعت المنطقة فهام على وجهه فيها، فصار في قلعة؛ والقلاع لا تحمي من خطر الموت يوميّاً. هم منقطعون عن الدنيا. ما تعافى بعد تماماً من المرض. الرسالة 142 صادرة غالباً في 406 تطمئن لجهة زوال خطر العصابات والشتاء فاستقرّ. ثقة الذهبي بعواطف إيلبيذيوس رائعة: صداقة بارّة صافية وفيّة صادقة لا تزحزحها العواصف وصروف الدهر.
كان ثيوفيلوس الإسكندرية بطل الحملة يعاونه فيها الحزب المصري في مشرقنا بقيادة أكاكيوس حلب وسويريانوس جبلة سوريا. إلاّ أنّ الأول تاب في أواخره. الكنيسة رفضت مجمع قصر السنديانة كما رفضت سواه من مجامع الباطل. الكنيسة هي المرجع الوحيد الذي يسبغ الشرعية على المجامع والأساقفة. هي التي ترفعهم إلى مرتبة القداسة وتسقطهم إلى مهاوي تهمة الهرطقة.
وأرسل الأساقفة الـ42 رسالة إلى البابا إينوشنسيوس، فوقّعها معهم حتماً إيلبيذيوس. وودّعهم الذهبي بعواطف تفيض حناناً. وبعث إليهم برسالته الـ118 التي تهدر مثل هدير بولس الرسول مستنفراً عزائمهم لتحمّل السجن والعذاب، لأن إكليلهم في السماء.
أرساكيوس (أخو القديس نكتاريوس أسقف القسطنطينية) خلف الذهبي. الثلاثة من الكرسي الأنطاكي تباعاً. نكتاريوس وخليفته الذهبي وأرساكيوس قديسون. وخلف بورفيريوس المرذولُ القديسَ الأسقفَ فلافيانوسَ في أنطاكيا. وخصم الذهبي اللدود ثيوفيلوس الإسكندرية كان يصبّ الزيت على النار، رغم أنف البابا الذي ألمح في رسالته إليه إلى عدم قانونية مجمع قصر السنديانة: 29 أسقفاً مصرياً من 36 كلّهم “حيّات نشّابة” في جسم الكنيسة. وطوى الزمن الجميع إلاّ الذهبي وصحبه الخالدين. ومن أخلد من الذهبي؟
;;;;;;;;;;;;
حاشيـــة
الرسول لوكيوس هو أول أسقف على اللاذقية (سنكسار الأب توما،
(ص 65). جعله على اللّد بينما جعله السنكسار الأرثوذكسي الفرنسي على ذيوبوليس اللاذقية (27 أيلول). وهي في رأس ابن هانئ قبالة اللاذقية ومن المدن المندثرة.
ولم يذكر الفرنسي أناتوليوس أسقف اللاذقية (270 – 282)، بينما ذكره قاموس المنجد قديساً (ص 38 من طبعة 1956).
;;;;;;;;;;;;
ملحق
قال مكسيموس المعترف للبطريرك الهرطوقي بطرس: "أنا لاتيني إيمانا".
باباوات روما تبنّوا لاهوت مكسيموس وأنجحوه في المجمع السادس المسكوني 681م.
يوحنا الدمشقي ابو المجمع السابع المسكوني هو اللاهوتي الأكبر في القرن الثامن.
هذه المجامع الأربعة خير أرض للقاء بين الأورثوذكسية وروما لاهوتياً وروحياً، فتنحل مسائل الإنبثاق والنعمة الإلهية والتألّه والرهبانية. عاد غير الخلقيدونيين الى عبارات الشمّاس وهيب عطالله التي ذكرتُها في كتاب (سر التدبير الالهي) ايّ: طبيعة واحدة من طبيعتين ومشيئة واحدة من مشيئتين وفعل واحد من فعلين، ولا نسطتيع أن نقول ان يسوع هو إله وانسان. ورد هذا الكلام حديثاً في كتابان البطريرك شنوده والمطران السرياني جورج صليبا. ويقولون ايضاً: "قبل التجسد كان للمسيح طبيعتان وفعلان ومشيئتان".
اولاً – لم تكن الطبيعة البشرية موجودة قبل التجسد. ففي لحظة واحدة خلق الله الطبيعة البشرية متحدة بالطبيعة الإلهية في أقنوم يسوع. هذا الأقنوم وحده تجسّد. فالجسد جسده لا جسد الثالوث القدوس.
ثانياً – الأرثوذكس يؤمنون بأن الطبيعة البشرية موجودة في أقنوم يسوع لا في الطبيعة الإلهية التي هي طبيعة الآب والإبن والروح القدس، وإلا كانت طبيعة معنوية للثالوث القدوس.
ثالثاً – القول بطبيعة واحدة الاهية ومشيئة واحدة الاهية وفعل واحد الاهي يعني ان الآلام هي الآم الطبيعية الإلهية وأن طبيعة المسيح البشرية موجودة في الطبيعة الالهية. في دستور الإيمان نقول ان يسوع تجسّد وتأنّس. وفي يوحنا 40:8 قال يسوع انه إنسان. وكرّر بولس ذلك في غلاطية والعبرانيين وسواهما. فكيف يكون يسوع إنساناً مجرداً من الإرادة والفعل؟ ماذا يبقى من بشريته الخالية من الإرادة والفعل؟ يعترفون بأن للطبيعة الإلهية فعلاً ومشيئة. فما من طبيعة بدون ارادة ومشيئة، وإلا كانت طبيعة نظرية قريبة من القائلين بأن التجسّد كان ظاهرياً وبالفعل سقط بعضهم في هذه النظرية إنطلاقاً من القول بالطبيعة الواحدة.
رابعاً – العهد الجديد واضح: يسوع إله وانسان. في العبرانيين 15:4 جاء: "صار مثلنا في كل شئ ما خلا الخطيئة". كيف يكون مثلنا في كل شيء وهو عديم الإرادة والفعل البشريين. فالإنسان إنسان بحرّيته وإرادته وفعله قبل كل شئ. نقول أن يسوع إله تام وإنسان تام. كيف تكون بشريته تامة إن كان بلا إرادة ولا فعل؟ ما أحوج الأورثوذكس الى يوحنا دمشقي جديد ينير السبيل الى فهم لاهوتي عميق ليكون الحوار المسكوني على مستوى لاهوتي فذّ. يوحنا الدمشقي عبقري من عباقرة اللاهوت المسيحي. أعطانا خلاصات للتراث اللاهوتي. ما زلت ألحظ نقصاً في فهمه. أنصح اللاهوتين الأورثوذكس في العالم بالتضلع منه ليفهموا دقائق لاهوت الثالوث ولاهوت التجسد الالهي. لا أريد أن أذكر أحداً بالإسم. ولكن أرجو أن يبلغ ذلك مسامع كليات اللاهوت الأورثوذكسي في أوروبا.
خامساً – في علم الإنسان نقول ان الله يخلق الشخص في رحم المرأة وفيه جوهران الروح من الله والجسد من الأبوين، وذلك كما نقول في التجسّد الالهي أي أن الله في لحظة واحدة خلق الطبيعة البشرية مضمونة الى أقنوم الابن لا في لحظتين. فإن قلنا ان الروح موجودة قبل الجسد سقطنا في الافلاطونية وإن قلنا ان الجسد موجود قبل الروح قلنا ان الروح أُلصقت بالجسد بعد الحبل. فأين الشخص اذاً؟ هل الشخص نتاج التصاق الجسد والروح؟ هذه مفاهيم يونانية وثنية لا يونانية مسيحية. المسيحية أتت بعقيدة الأقنوم أي الشخص. في الثالوث القدوس نركّز على الأقانيم الثلاثة. في التجسد الالهي نركّز على أقنوم الإبن الذي يحوي الطبيعتين. اذاً: توضيح عقيدة الأقنوم في سر الثالوث القدوس وفي سر التجسد أمر في غاية الأهمية.
قال الرسول بولس: ‘‘يسوع صار مثلنا في كل شيء ما عدا الخطيئة‘‘. (عبرانيين 15:4). وقال غريغوريوس اللاهوتي: ‘‘ما لم يأخذه يسوع لم يُشفَ‘‘. قال أبوليناريوس: ‘‘إنّ طبيعة يسوع البشرية خالية من الذهن فنبذته الكنيسة لأن ذلك يقطع عُنصراً من طبيعة يسوع البشرية التامّة‘‘. الإنسان يُخطأُ بإرادته. قال كيرللس الأورشليمي: ‘‘ الجثة لا تَخطأُ لأنها بلا روحٍ. فالروح هي التي تخطأ‘‘. إذاً: يسوع أخذ روحاً بشرية وإرادة بشرية وفعلاً بشرياً يُشفي إرادتنا وأرواحنا وأفعالنا. يسوع أخذ طبيعتنا الساقطة بدون ميل الى الخطيئة ليشفي طبيعتنا برمتها روحاً وجسداً.
(راجع كتابنا ‘‘سر التدبير الإلهي‘‘).
ميلاد 2009