نورانيات وايضاحات لاهوتية
(10)
قدس الاب الشماس اسبيرو جبور
(اسئلة واجوبة)
مناقشات وحورات بين انسان مسلم وبين قدسه
السؤال السابع عشر:
كان المعمدان يقول:" انا اعمدكم بما ولكن يأتي بعدي من هو اقوى مني الذي لست ان احلً سيور حذائه هو سيمدكم بالروح القدس والنار. الذي رفشه بيده. وسينقي بيدره. ويجمع القمح الى مخزنه واما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ (لوقا 13: 16- 17 )
فمن المقصود باقوال " المعمدان" ؟
– ان المسيح صلب قبل ينقي بيدره .وقبل ان تنتشر رسالته . التي الكات عليها ان تكافح سرا طول القرن الاول وهزيعا من الثاني . حتى استقلت عن اليهودية. ثم استمر كفاحها السري. الذي تعمَد بدماء شهدائها الابرار. ختى انقضاء الربع الاول من القرن الرابه. خيثقيض لها دعم قسطنطين الكبير.
– والمسيح لم يغير شيئا في طقوس العبادة واآلياتها. عما كانت عليه مع " يوحنا"
– ولم ينق البيدر- اي لم يجمع القمح في مخزنه. ولم يحرق تبن الرفض والرافضين . فان كانت نقاصد " المعمدان" تتجه الى المسيح.يرجى بيان ما تم اثناء وجود المسيح في الدنيا، من " عمادة النار" و " تنقية البيدر" و " حرق التبن " . وما هو المقصود بعبادة المعمدان : " ولكن يأتي بعدي" ؟.
هل تعنيان " آلآتي " كان معاصرا وقريبا له؟
أم انه قادم في مستقبل الايام ؟
وان كان هو المعاصر له فكيف يفسر صوت " المعمدان" " الصارخ في البرية"" اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة. كل واد يمتلئ وكل جبل واكمة يتخفض وتصير المعوجات مستقيمة والشعاب طرقا سهلة. ويبصر بشر هلاصه (متى3: 3- 4 ) ولوقا 3: 5)؟ .
هذه المهمات الشديدة. التي نادى " المعمدان " بانجازها للقاء " الآتي" لا يمكن تنفيذها في وقت قصير بل تحتاج الى قرون اي الى دورة زمانية كاملة ينشط فيها الدعاة والمصلحون واطباء العقول – ليحققوا " نقلة نوعية" في بناء المجتمع – يصبح معها اهلا لاستقبال العظيم .
( وفي المفاهيم الصوفية لا تقل الدورة الزمنية عن ستة قرون)
ملفتات، تحتاج الى ايضاح وتفسير.
الجواب:
1- المعمدان هو يوحنا المعمدان: الارثوذكس العرب يسمونه: " يوحنا السابق والصابغ"؟
2- الرسل بشَروا في شرقي المتوسط وشماله وغربه وفي كل مكان وصله الرسل وتلاميذهم والذين اهتدوا يوم العنصرة ( اليوم الخمسين) من امم الارض. وكان الشهداء يتحدون اليهود والسلطات الرومانية برفض اليهودية والوثنية.
3- المسيحية ثورة على اليهودية كما نرى في الاصحاحين 10 و15 من اعمال الرسل.
4- يوحنا نشَر بالمسيح الاقوى منه.
5- تنقية البيدر تتم هنا بتطهير ارواح الناس وفي الاخرة في الحساب .
6- يسوع لم يعمَد لان المعمودية المسيحية تأسس يوم العنصرة :" واما انتم ففي الروح القدس تعمدون بعد ايام غير كثيرة "( اعمال 1: 5). عمد الرسل قبل العنصرة انما معمودية يوحنا : اي معمودية التوبة فقط دون حلول الروح القدس .(يوحنا 7: 37- 39). يوحنا عمَد الناس ومعمودية التوبة ، طالبا من الشعب ان يؤمنوا بالذي يأتي بعده ، اي يسوع، فلما سمعوا ذلك اعتمدوا باسم الرب يسوع ( اعمال 19:1- 6): لم يقبل بولس هنا معمودية يوحنا فعمدهم معمودية يسوع. لذلك يعمَد الارثوذكس بالعبارة التالية:" يعمَد عبدالله فلان باسم الآب والابن والروح القدس " الخوري اداة . المعمد هو الله.
7- تعمَد الرسل بحلول الروح القدس عليهم بهيئة السنة نارية، فطهرهم من خطاياهم وانارهم وزَينهم بالمواهب التي بها صاروا اناسا جديدين اكتسحوا العالم وماتوا ابطالا شهداء بعد ان كانوا يوم الخميس العظيم وبعده جبناء اغبياء .
8- لفظة" الآتي" لفظة كتابية هامة. يوحنا قال لرسل اليهود :" يأتي بعدي" ( يوحنا 1: 26). وورد اعلاه ذلك على لسان بولس. ويوحنا ارسل تلميذين يسألان يسوع :" أأنت الآتي " ( متى11: 3) واستقبل اليهود يسوع يوم الشعانين بالهتاف :" مبارك الآتي باسم الرب . مباركة هي مملكة ابينا داود الآتية ..". وفي رؤيا يوحنا ايضا هو الآتي (رؤيا 1: 8) .
9- يسوع قال ان انهارا ماء حي ستجري من بطن المؤمنينبه. وفسَر يوحنا بان المقصود هو الروح القدس الذي لم يكن بعد قد اعطي " ( يوحنا 7: 37- 39 ). بولس الرسول علمَنا ان للروح القدس مواهب وثمار في المؤمنين ( رومية 12 وكورنثوس الاولى 12 وافسس 4 وغلاطية 5: 16 – 22) وان هناك صراعا بين الروح والجسد ننتصرعليه بالروح القدس ( رومية 8: 13- 14 وغلاطية 15: 16- 22) ورومية 7 وسوى ذلك ). فالمعمودية لدى المسيحيين ولادة ثانية روحية سماوية ( يوحنا 3 وغلاطية 3: 27 وكولوسي 2: 9- 12) وسوى ذلك كثيرا جدا فضلا عن رومية 6).
10- خلاص الله هو الصليب. فالمؤمنون به ينقلون بالمعمودية على رجاء القيامة والحياة الابدية. وقد ذكر الامير حسن المكزون السنجارب الصليب والقربان والمء ( الدكتور السيد علي ، الامير المكزون الجزء 2 ص 68). هل ذكر المؤلون العرب القدماء انجيلا غير اناجيلنا؟ هل ذكروا انجيل برنابا؟ كتاب الغزالي لنا لا يذكر انجيل برنابا . ولم يرد اي ذكر عربي له اطلاقا .
11- المسيح اقام الرسل واتباعهم خلفا له. " الاسقف هو وكيل الله " ( تيطس 1- 7). "والكنيسة" هي " بيت الله" الموكول اليه ( تيموثاوس الاولى 3: 15) الرسل هم وكلاء " اسرار الله" ( كورنثوس الاولى 4: 1) . وفي الاناجيل آيات عديدة عن دور الرسل وقبول الناس له في قبولهم لهم وسماعهم منهم . واعطاهم سلطان الحل والربط. واعطاه للكنيسة (متى 18: 15- 18 و 16 : 19 ) وسلطان حل الخطايا ومسكها ( يوحنا 20: 22- 23 ) .
ولا ننسى ان عهد الرسل كان مصحوبا بالعجائب وطرد الشياطين حتى ان ظل بطرس كان يشفي وكذلك مناديل بولس . العجائب اذهلت النساء وجذبتهم .
+++++++++++++++++++++
السؤال الثامن عشر:
" العماد" الذي هو ترجمة للكلمة اليونانية βαατισμος . لا يفيد في العربية معناها اليوناني . ففي اليونانية تعني الصباغ بالماء بطريقة التغطيس في حين ان " العماد" في العربية يعني الانتصاب واقفا . ومنه عمود البيت وفي القران:" في عمد محددة"
وعملية العماد في المدلول العقائدي ترمز الى صبغ الروح بصباغ العقيدة المسيحية وتطيرها من الالوان العقائدية الاخرى. مما يجعل كلمة العماد عاجزة عن الدلالة العقائدية.
وقد كان التعبير القراني اكثر دقة وتحديدا . وحينما عبر عن التكوين العقائدي الجديد بقوله :" صبغة الله ومن احسن من لله صبغة ونحدد له عابدون – الابقرة -2 – 138 " وذلك للدلالة على الدين الذي يقوم على القلب والروح وليس على المظاهر المادية.
الجواب:
1- لا اعرف السريانية لادقق في معنى لفظة" المعمودية" واصلها اللغوي . انما في الترجمة اليسوعية السابقة والترجمة الارثوذكسية جاء:" اتستطيعان .. ان تصطبغا بالصبغة التي اصطبغ بها انا .."( مرقس 10: 38- 39).ولكن المعمودية في المسيحية ليست رمزا. على المرء ان يؤمن اولا ، وان يعتمد .
2- لا يصير الانسان مسيحيا بالايمان فقط بل بالايمان والمعموديية الصحيحة. فان آمن ولم يعتمد كان موعوظا لا مؤمنا. ما كان يوحنا المعمدان يملك سلطان احلال نعمة الروح القدس في الماء لمنحه قوة دم الفداء والقدرة على التطهير والتوليد ، لان الروح القدس لم يكن قد اعطي بعد " ( يوحنا 7: 39).
3- الالفاظ اللاهوتية المسيحية جميعا يونانية. بعضها ترجم الى اللغات الاخرى وبعضها بقي كما هو . العربي مدين لليوناني احيانا وللسرياني احيانا اخرى. ولكن يبقى اليوناني هو الاساس العالمي . فآباء الكنيسة في القرون 1 – 3 كتبوا – اجمالا باليونانية او كانوا يجيدون اليونانية . وان كان اوغسطين لم يعرف اليونانية الا انه تلميذ تمبرسيوس الذي سار في ركاب آباء الكنيسة والناطقين باليونانية ، فكان مطيعا.
++++++++++++++++++++