المسيح قام من بين الاموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور.
البحث عن يسوع القائم
في هذه الايام المفعمة بالفرح الفصحي ، الكنيسة ما زالت تحتفل بسر القيامة وتختبر الفرح العظيم ، الناتج عبر بشرى السارة في انتصار المسيح على الشر والموت.
هذا الفرح القيامي لا يمتد فقط الى ثمانية ايام وانما ايضا خلال 50 يوما حتى العنصرة.
ان هذا الاعلان المذهل حقا ان الرب قام وقد ظهر لسمعان ( لوقا 24 – 34) هي البشرى السارة ، هذا هو الانجيل المعلن والمنقول من جيل الى جيل على مر العصور.
قيامة الرب هي عمل القدرة الالهية الذي لا يقهر ، انه حدث استثنائي جدا، لا يمكننا ان ندركه ، لانه يفقوق قدرتنا البشرية على معرفته بكل ابعاده، وايضا ان القيامة حدث تاريخب فعلي ومشهود وموثق ، القيامة هي جوهر ايماننا وعلته.
لايصف العهد الجديد قيامة يسوع خلال حدوثها ، انما بشير فقط الة شهادات الاشخاص الذين التقى بهم يسوع شخصيا بعد قيامته، منهم نساء حاملات الطيب ، الذين نعيد لهم اليوم وايضا القبر الفارغ من علامات قيامة الرب .
اذن فان اولى علامات لقيامة الرب ، كانت عند وصول النّسوة الى القبر حيث وجدنَ القبر فارغاً. نعم "القبر الفارغ" هو اوّل علامة تدلّ على القيامة. اذ لا مصلحة للرّومان او اليهود في سرقة الجثمان، بل على العكس، كان هدفهم ان يبقى في القبر، ان تنتهي تلك القصة الى الأبد. مات من كان يعتقد نفسه ابن الله ومحرّر الشّعب من العبودية. مات وهدأت النّفوس. مات ودفن وجُعل حراس على قبره لكي لا يسرقه تلاميذه (مت 27: 56)؟ مات المسيح ودفن، والآن يُحرس داخل القبر إلى الأبد. لكن النّسوة وجدنَ "القبر فارغاً".
"القبر الفارغ" علامة على ان المسيح قد قام. قام من فُصلَ عن النّاس ودُفن لئلا يراه احد من بعد. قام واُعطيَ له كل سلطان في السّماوات وعلى الأرض. قام وأُعلن سيداً وربًّا. قام من اعطي له كلّ سلطان حتّى على الموت. قام من قد اعتُبرَ مجدفاً على الله وفاعل إثم، لذا فُصل حتّى لا ينجّس الآخرين.
اذن القبرالفارغ علامة على قيامته، وعربوناً لقيامتنا من قبورنا في نهاية الأزمنة. "القبر الفارغ" هو ايضاً ضمان لقيامتنا من قبورنا الآن.
" القبر الفارغ " ليس العلامة الوحيدة ،هناك علامات اخرى تدل على قيامة المسيح ، وعلى شركتنا في تلك القيامة . علامات اخرى تعلمنا عن هذه القيامة منها ما قاله الانجيلي يوحنا( 8- 20).
اذ يقول الانجيل :
عندما رآها التلميذان؛ بطرس ويوحنا، آمَنا، ورجعا الى بَيِتهِما. أَما مريم المجدلية فبقيت هناك تبكي عند القبر الفارغ معتقدة ان الجثمان قد سُرقَ (يو 20: 11). تلك العلامة لم تكفيها، لم تُفهمها انه قد قام. مريم تحتاج لشيء اخر كي تفهم القيامة وتختبرها. تحتاج الى دليل.
"فالتَفتَت الى الوراء، فرأت يسوع واقفاً، ولم تعلم انه هو"(يو 20: 14).
مريم المجدلية تذهب للقبر كي ترى المسيح. ترى من شفاها من ارواحها السبع الشريرة. وها هي الآن تراه، تراه ولكن لا تتعرف عليه؛ تعتقده البستاني. فيقول لها يسوع: "لماذا تبكينَ، ايتها المرأة، وعمن تبحثينَ؟" (يو 20 :14- 15).
المسيح في البداية هو الذي شفاها وجعلها قادرة ان تتبعه، والان هي التي تبحث عنه. تبحث عنه ولا تجده
. مريم تعتقد ان البستاني أخذ جثمان المسيح فتقول له: "سيدي، إذا كنت انت قد ذهبت به، فقل لي اين وضعته، وانا اخذه" (يو 20: 15). فيقول لها يسوع: "مَريَم".
فترد عليه: "رابوني؛ اي يا معلم". كلمة واحدة من يسوع كانت كافية كي تتعرف عليه. لقد ناداها باسمها فأدركت من هو. ظهور المسيح ومناداته لمريم علامة اخرى لقيامته بالنسبة لها.
تقول لنا مريم المجدلية : الانسان الذي اختبر حب الرب يتحول الى عاشق و باحث مستمر عن تلك الشركة العميقة مع خالقه. الانسان الذي خُلق على صورة الله ومثاله لن يرتاح حتى تجد نفسه تلك الصورة وهذا المثال؛ ان تجد المسيح.
فيقول لها المسيح: "مَريَم". فتعرفه لانها من خرافه. مريم تجد من كانت تبحث عنه. فتقول له: "رابوني، اي يا معلم". وترغب ان تلمسه، ان تمسكه كي لا يهرب منها ثانية. فيقول لها المسيح: "لا تُمسكيني، اني لم أصعد بعد الى ابي. بل اذهبي الى أخوتي، فقولي لهم أني صاعد الى ابي وابيكم، الهي والهكم". فذهبت مريم….(يو 20: 18).
مريم لا تريد ان تجد نفسها مرة ثانية بدون الرب. تحاول إمساكه، تريد ان تضمنه حاضراً معها. لكن الرب يقول لا. مريم تفهم انها لا تستطيع ان تمتلك الرب لها فقط. تفهم ان وقت الجلوس لم يأتي بعد. الآن عليها ان تذهب. تذهب لتعلن للأخوة ان الرب صاعد. انه يتمم ما وعد. ان ينتظروا ما وعدهم به. ان لا يتشككوا. ان لا يخافوا.
تعلمنا مريم المجدلية في كيفية البحث عن معنى وجودنا! وعن معنى حياتنا ! لماذا نحيا؟ ونعيش لاجل من ؟ .
لاتعلم .. لاتزوج.. لاكون كاهنا.. لاكون طبيبا .. لتربية الاولاد لكي اصلي لكي اعمل بعض افعال الخير. لماذا احيا وما معنى الحياة؟
قيامة المسيح لا تجاوب على هذه الاسئلة ، لكنها تعلن لنا شيء اخر مختلف ، المسيح قام ، نعم المسيح قام وهنا تتغير كل هذه الاسئلة وتتحول الى سؤال واحد لمن احيا ؟ ، لمن اعطي كياني ؟ عمن ابحث انا؟.
قيامة المسيح اذا وجدناها وبحثنا عنها تعطينا الاجابة : احيا لاجل الذي مات وقام .
الحياة لها معنى هو المسيح . الحياة لها هدف واحد هو المسيح . فهو الوحيد والاوحد الذي يعطي لحياتنا المتبقية معنى وهدف، رسالة.
القيامة ليس فقط لبعض المجوعات . القيامة هي دعوة لكل انسان ان يكون للمسيح فقط وله فهكذا تتحق ذاته .
احبائي اذا وجدتم المسيح مثل مريم المجدلية وبحثم عنه وعشقته فيكون لكم خبر مفرح وعلامة لقيامتكم منذ الان بان تعيشوا وتحيوا لاجله فقط وقتها تستطيعون تعلنوا وتخبروا العالم: حقا ان الرب قام ، وظهر لنا.
المسيح قام .