شرح وتفسير إنجيل عيد الميلاد
( متّى : 2\ 1-12)
(2 : 1 ) " ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيردوس الملك إذا مجوس من المشرق قد جاء إلى أورشليم . "
لدينا في الإصحاح الثاني من متّى مقطعان : الأول من ( 1-12 ) موضوع تفسيرنا , يتكلم عن ولادة المسيح في بيت لحم وزيارة المجوس . الثاني من (12-23) يتكلم عن الرحلة إلى مصر والعودة منها .
يؤكد متّى في هذا المقطع على أن يسوع هو المسيح الممسوح والمنتظر وبه فتح الباب أمام غير اليهود للاشتراك في شعب الله وهذا من خلال صورة المجوس الذين أتوا من بعيد ليبعدوا الرب يسوع . والتأكيد الثاني المهم هو تحقيق النبوءات التي تمت في المسيح , فنبوءة بلعام وقوله عن نجم داود , وبهذه العلامة , النجم , نجم يهوذا المثل بداود الذي يأتي بالحكم والرعاية والملكية على يهوذا . ومعروف أن بلعام النبي هو من خارج إسرائيل , ليس عبريا , وأهمية هذا النبي إنه تكلم عن الذين هم خارج إسرائيل , وعن المسيح المنتظر , أن يأتوا ويسجدوا ليسوع ويعترفوا بملكيته .
أن حقيقة ولادة يسوع : <( isous ) هو الصياغة اليونانية للاسم العبري يشوع , الذي يعني " مخلص " وهو من ألقاب المسيح (لوقا 1-14 , 2-11 ) و ( يوحنا 4-42 ) . ويعتبر يشوع بن نون رمز للسيد يسوع في عمله كقائد أنقذ شعبه من أعدائه وهي الصورة التي رسمها سفر الرؤيا عن المسيح الظافر (رؤية يوحنا : 19: 11-15 ) و ( عبرانيين 12-2 ) > في بيت لحم : كلمة عبرية نعني بيت الخبز سميت بهذا الاسم بسبب وفرة مياهها . وفيها دعا يسوع نفسه خبو الحياة (يوحنا 6:35) وبيت لحم لها أهمية خاصة عند المسيح هي ترتبط بتاريخ نسبه البشري من خلال راعوث التي تزوجت هناك بيوعز ( راعوث 2-11) وكانت من ذرية داود , وأيضا من خلال داود نفسه الذي ولد في بيت لحم ومسح ملكا على يد صموئيل النبي ( 1 صموئيل : 16-1 و17 :12 و2. :16 ) , والتي اشتاق داود أن يشرب من بئرها عندما كان هاربا طريدا على التلال .( 2 صموئيل: 23:14-15) . هكذا يفسر لوقا الإنجيلي سفر يوسف ومريم إلى بيت لحم من أجل الإحصاء في مدينتهما الأصلية . إعلان الولادة للرعاة بفم الملائكة يبرز بشكل واضح إن المخلص ولد في مدنية داود ( لوقا 2-11 ) وأن المسيح خلال حياته العلنية قد دعي ابن داود . هكذا دعاه أعمى أريحا ( متّى2-3.) (لوقا 18-35)
وهكذا نادته الكنعانية (متّى 15-22) و (لوقا 21:9 و 15 ) و ( مرقص 11-1. )و (يوحنا 7: 4.-42) .
( إذا المجوس من الشرق ..) إن متّى ينفرد بخبر زيارة المجوس مما يؤكد على أن يسوع هو المسيا وأيضا يعطي إشارة واضحة لإتمام وتحقيق نبوءات الكتاب المقدس بشكل تفصيل في مكان ميلاده وأيضا هذا الخبر يقدم يسوع بصفته "ملك اليهود " ( متّى 2- 2 ) بالمفارقة مع هيرودس الذي لا يستحق ان يكون ملكا . وأيضا هذا الخبر يذكرنا بالقصة الواردة في (1 ملوك 1.: 1-13) من حيث الزيارة والتنظيم والتبجيل والهدايا من شخصية أجنبية رفيعة المستوى إلى ابن داود , ملك اليهود .
المجوس من ( المشرق ) ولمشرق وقتئذ هو الأرض الممتدة إلى شرق من نهر الأردن لا ينتهي عند حدود معينة . فلا يعرف بالضبط من أي ناحية من الشرق قد جاءوا , هناك بعض شهادات تقول جاء بعضهم من فارس وآخرون من بابلونية , ومن الجزيرة العربية , من الحبشة وهناك إشارة في علم الآثار الفلسفي واللاهوتي ( اركيولوجية ) تعود إلى زمن قسطنطين وتفيد إن المجوس جاءوا من فارس وأيضا لا يعرف ما عددهم , البعض يقول إنهم بين ثلاثة وأربعة أو ثمانية و 12 مجوسا لكن العدد ( ثلاثة) هو الأرجح بالنظر إلى عدد الهدايا : الذهب المر واللبان إذ يمثلون الأس الثالث : سام , حام , ويافث أما أسمائهم : ملكيور , غسبار , بلشصر .
أما حالة المجوس الاجتماعية فهي من طبقة كهنوتية وليس من الملوك ولا سحرة مصر كما في سفر الخروج ولا منجمي بابل كما في سفر دانيال . مع العلم مع العلم لم يكن المجوس كلهم كهنة ولكن جميع الكهنة كانوا من المجوسية وتجد الإشارة إلى أن هؤلاء المجوس لم يكونوا لمرة واحدة ملوكا هذا ما لا نجده في النص ولا أساسا تاريخيا تعود هذه النظرية إلى ترتليانوس الذي قال عنهم إنهم "كانوا مثل الملوك " .
لكن هناك سؤال يطرح ما هو الزمن الذي استغرقه المجوس لكي يصلوا إلى بيت لحم ؟ لا يمكننا أن نجعل وصول المجوس وبين الميلاد يسوع فترة طويلة تزيد على سنتين ولا تكون أقل من 4. يوما . فبعد أربعين يوما يُقدم الطفل المولود إلى الهيكل من أجل الختان . يعني هذا إن زيارة المجوس تمت في وقت ما بعد ميلاده وهو صبي ( الآن ) وليس طفلا وضيعا .
أين هو المولود ملك اليهود ؟ هذا السؤال الذي طرحه المجوس في وسط اليهودية أقلق الملك هيرودس , يذكرنا متّى إن هيرودس المذكور هنا هو غير هيرودس انتيباس الذي قتل يوحنا المعمدان والذي كان رئيس ربع .لوقا3-1) أما هذا فملك , رأى في هذا السؤال سبب للقلق والخوف والاضطراب لكونه ملكا وخائفا على مركزه في الحكم أن يأتي ملك آخر يجلس مكانه لأنه لم يكن له حق الملك لأنه صار ملكا على اليهودية بمساعدة الرومان الذين تحالف معهم أبوه , لقد نغصت حياته بعد ذلك بسبب خشية من المنافسين , وكان عنيفا وشاذا , صار في أواخر أيامه عرضة للهواجس . كان محبا للسفك الدماء قتل الكثير من شيوخ اليهود كما قتل أولاده الثلاثة حتى إنه أمر بقتل جميع عظماء أورشليم حتى يعم الحزن المدنية لكي لا يجد الملك الجديد مجالا للبهجة لكنه مات بعد أن قتل أطفال بيت لحم بثلاثة أشهر .
واضطراب "جميع أورشليم " والذي قد يعود بتجارب مؤلمة قد تنتج عن رد فعل هيرودس إزاء خوفه من المنافسين , وقد تشير أيضا إلى رفض أورشليم مقدما (لملك اليهود) الحقيقي .
( 2: 4-6) : " فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم أين ولد المسيح . فقالوا له في بيت لحم اليهودية . لأنه هكذا مكتوب بالنبي . وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا . لان منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل "
إذ يخبرنا متّى عن اللقاء الذي تم بين المجوس والمجمع اليهودي الذي ينوط به المسائل الدينية المهمة وكان يتألف هذا المجمع من سبعين عضوا شاملا رؤساء الكهنة وهم رؤساء الفرق 24 تحت قيادة رئيس الاحبار وأيصا الكتبة واللاويين عملهم حفظ وتفسير الكتب المقدسة . هكذا بقي الملك وكل أورشليم في أماكنهم يرشدون الغرباء إلى أين يولد المسيح وأما هم فلا يقتربون إليه لعلهم أصبحوا مثل العاملين في بناء فلك نوح الذين هياؤوا فلك الخلاص ولم يدخلوه .
إذا أتى البعيدون ليبشروا القريبين بميلاد الملك , ابنة الكلدانيين أرسلت الهدايا للمخلص أما ابنة إبراهيم التي في بيته لم تكرمه . إن بيت لحم ليست بالصغرى بين رؤساء الأسباط والسبب تفوقها على باقي المدن لان منها سيخرج مخلص يخلص شعبه من خطاياهم ويدعى يسوع (فمتى: 21) . ومدبر الذي سيطعم شعبه إسرائيل , إن لفظة كلمة إسرائيل في هذه الآية ترمز إلى الذين آمنوا من بين اليهود , يشرح بولس الرسول هذا : " لان ليس جميع الذين من إسرائيل هم إسرائيليون (برومية-6) إنما بمقدار ما وُلدوا بالإيمان والموعد , لهذا كل الذين يرون الله ويؤمنون به ينتمون إلى شعبه بغض النظر عن العرق أو اللغة …
( 2: 7-8 ) : " حينئذ دعا هيرودس المجوس سرا وتحقق منهم زمان النجم الذي ظهر . ثم أرسلهم إلى بيت لحم وقال اذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبي ومتى وجدتموه فاخبروني لكي آتي أنا أيضا وأسجد ."
" تحقق " يشتق هذا الفعل من كلمة akros والذي يعني المنتهى أو الغاية القصوى وأيضا يعني النهاية والمقصود هنا إن هيرودس حاول أن يتأكد من صحة المعلومات التي وصلت إلى مسمعه حاول جاهدا في الحصول على هذه المعلومات ولذلك من خلال ما قاله للمجوس "افحصوا بالتدقيق عن الصبي … " "واخبروني .. " . فان أمان هيرودس بتلك المعلومات أو بالنبوءة من جهة وحسبها إنها ستتم بشكل ثابت كان من الواضح أن يحاول كل المستحيلات لأخفافها ومحاربتها من خلال قتل الطفل المولود وإن لم يصدق ولم يتوقع أن تحدث تلك النبوءة من جهة أخرى لم يكن بحاجة للوقوع في الخوف والذعر ولا أن يدبر مؤامرة لكن ما قيل قد تم فكان كافيا أن يطلب من المجوس مكان ولادة الطفل . والحماقة الكبرى أن يظن هيرودس أن المجوس سيسمعون كلمته ويهابونه أكثر من الطفل الذي من أجله قطعوا مسافات طويلة وكابدوا عذاب المسير الطويل لأنهم كانوا ملتهبين شوقا لرؤية الطفل المولود قبل أن يروا هيرودس . فالنجم الذي ظهر لهم كان بمثابة صوت ملائكي بل العلامة (العلامة ) فليست للمؤمنين بل لغير المؤمنين ( 1كورنثوس 14: 22) إذ تطلع المجوس إلى النجم ليروا علامة من الله في السماء عندئذ أدركوا كلمات بلعام : " يبرز كوكب من يعقوب ويقوم قضيب من إسرائيل … " (عدد34:17 ) إذ تعلموا من هذا النجم انهم من نسله ومن شعبه المختار .
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم : " إن هؤلاء المجوس بعد عودتهم إلى بلادهم استمروا في خدمة الله أكثر من قبل وبشروا وعندما أتى الرسول توما إلى مقاطعتهم انضما إليه واعتمدوا وصاروا عاملين كلمته . "
( 2: 9 – 1. ) " فلما سمعوا من الملك ذهبوا وإذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف فوق الصبي . فلما رأوا النجم فرحوا فرحا عظيما جدا "
النجم هو عنصر المعجزة في خبر ولادة الطفل وهو سبب تحرك المجوس لأنه "رأوه في المشرق " إن كلمة المشرق هنا تعني حرفيا طلوع الشمس أو بزوغ ولذلك نستطيع أن نستبدل عبارة " رأينا نجمه في المشرق " بعبارة " رأينا نجمه في شروقه " أو أشرق .
لذا إن هذا النجم لم يكن من النجوم الشائع أو ظاهرة طبيعية ( ظهور نيزك ) , بل هو مجرد قوة غير منظورة تحولت إلى هذا المظهر إذ لا يوجد أي نجم يتحرك بهذه الطريقة . هو نجم رأوه في المشرق لم يعد يظهر حتى أورشليم . تحرك أمام المجوس من أورشليم إلى بيت لحم وفي النهاية وقف فوق الموضع الذي كان فيه الصبي . إن كلمة " يتقدمهم " تعني يقودهم دون أن يتحرك هو نفسه , إلاّ أن عبارة توقف تعني : جاء ووقف ولا تعني سوى أن النجم نفسه تحرك كي يرشد المجوس . فلم يكن هذا الإرشاد للمجوس سوى إلاّ " فرحا عظيما جدا " .
نجم المجوس هذا يقابل النور المسيحاني الذي أعلنه أشعياء : " الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا عظيما .. لأنه ولد لنا ولدا . " ( اشعياء 9: 1-5 ) .
إذ يرى القديس يوحنا الذهبي الفم إن نجم المجوس لم يكن نجما حقيقيا كسائر النجوم , إنما هو ملاك ظهر في شكل نجم أرسله الله لهداية المجوس لذلك لان مسار هذا النجم يختلف مع مسار حركة النجوم الطبيعية , النجم كان ساطعا في الظهيرة والشمس مشرقة وليس كبقية النجوم تسطع ليلا , كان يظهر أحيانا ويختفي أحيانا أخرى , كان منخفضا لدرجة إنه قادهم إلى حيث المذود تماما " وقف فوق الصبي " هذا الأمر له قوة أعظم من قوة نجم آخر , لان نجم المجوس ظهر ثم توقف ساكنا , ان النجم العادي لا يقف أبدا , بل يدور باستمرار من هنا نالوا زيادة من الإيمان لهذا السبب ابتهجوا لأنهم وجدوا ما كانوا يطلبون , لو لم يروا الطفل المولود لما نجوا من الخطر المحدق بهم من الملك كانوا في القلق والخوف قبل رؤية الطفل الصغير أما بعد السجود له أصبحوا في حالة الهدوء والسلام ولم يعد بعد نجم بل ملاك هو الذي يستقبلهم . قد أصبحوا رسل للحقيقة التي هي يسوع المسيح .
هكذا يتكلم الله مع الإنسان باللغة التي يفهمها فأرسل للرعاة ملائكة وللمجوس نجما واليهود ناموس والأنبياء إذ يعلن ذاته للجميع هذا نابع من محبته للبشرية كلها وأراد الله أيضا أن يظهر النجم الذي كان وسيلة للتضليل يعبدوه الناس ( عاموس 5: 26 ) صار وسيلة للدخول بهم إلى التقاء مع الله , جاء النجم يكمل شهادة الطبيعة للسيد إذ كانت البشرية العاقلة لم تعرف كيف تستقبله كما يجب انطلقت الطبيعة الجامدة تشهد له بلغتها الخاصة . وكان ظهور النجم رسالة توبيخ إلى اليهود بكون أحد أجداهم وهو بلعام النبي الذي تحدث عن ميلاد المسيح وظهور نجمه في المشرق لا يعد هناك أي مبرر لكهنة اليهود من أن لا يعرفوا من أين جهة مجيئه بعد أن عرف الوثنيون بنبأ ميلاد المسيح من نبوءة بلعام .
( 2: 11 – 12 ) : " وأتوا إلى البيت ورأوا الصبي مع مريم أمه فخرّوا وسجدوا له . ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهبا ولبانا ومرا . ثم إذا أوحي إليهم في حلم أن لا يرجعوا إلى هيرودس انصرفوا في طريق أخرى إلى بلادهم . "
ما الدافع الذي دفع المجوس عندما رأوا الكفل مع مريم وأيضا " فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا" لا كما يقدمون إلى الإنسان , بل إلى الله ؟ هو نفس الدافع الذي عمل فيهم حتى يخرجوا من بلادهم ويأتوا إلى بيت لحم بعد رحلة طويلة وشاقة , كان النجم والاستنارة التي أحدثها الله في ذهنهم ليسلكوا الطريق إلى معرفة الحق والحقيقة .
خبر تقدمة المجوس يذكرنا بزيارة ملكة سبأ للملك سليمان حيث قدمت هداياها الفخمة ( 1 ملوك 1.: 2 و1. ) و( اخبار 9: 1-9 ) . لذا هذه العظمة في تقدمة المجوس هي تتمة النبوءات المسيحانية . التي تحدث كتاب الملوك عن الاطياب والذهب والحجارة الكريمة وأيضا تحدث عنها اشعياء إذ تكلم عن الذهب والبخور ومتّى عن الذهب والبخور والمر .
إذ الذهب هو هدية الملك , والذهب ملك المعادن , لذلك فهو الهدية المناسبة للملوك وقد ولد يسوع ليكون ملكا , لكنه يملك بالحب لا بالقوة يملك على قلوب الناس لا من العرش لكن من عرش الصليب . واللبان هو هدية الكاهن , فقد يستخدم في البخور , وظيفة الكاهن هو أن يفتح أمام الناس طريق إلى الله هذا ما فعله يسوع فقد فتح الطريق للناس لكي يدخلوا إلى قلب الله . والمر هو رمز إلى أن يسوع هو النبي المتألم , قد جاء يسوع إلى العالم ليموت وأيضا المر هو رمز إلى أن يسوع هو النبي المتألم فقد أعلن عن إرادة الله لا بكلامه بل بحياته وموته على الصليب لهذا أعلن المجوس بعطاياهم السرية للذي يسجدون له بالذهب إنه الملك الحقيقي وبالبخور إنه رئيس الكهنة كامل , وبالمر إنه مخلص العالم .
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم : " لم يقدموا غنما ولا عجول , بل بالأحرى قدموا الأمور التي تقترب بهم إلى قلب الكنيسة , إذ جاءوا إليه بداءة التقدمة : معرفة وحكمة وحبا . "
هكذا في بساطة الإيمان قبل المجوس ما أوحي إليهم في الحلم ولم يشككوا في الطفل بالايمان تركوا طريقهم الذي قدموا منه ليسروا في طريق أخرى حتى لا يلتقوا بهيرودس . مقدمين للمؤمنين مثلا ومثالا حيا للنفس .
عندما تلتقي يسوع المسيح إذ لا تعود تسلك في طريق القديم حيث هيرودس ( الخطيئة ) يملك طريق , (طريق الخلاص ) يبدأ بيسوع المسيح وينتهي به , هو طريق الفردوس الذي تلتزم به النفس ان تسلكه خلال لقائها بالرب يسوع .
هذا ما علينا أن نفعله إذا كنا نسأل كيف الخلاص أو نسأل هل يمكننا أن نخلص ؟ هل من هناك شخص غير عادي يخلصنا له سلطان وقوة ؟ الجواب يأتي من خلال المجوس عندما يُجابون على تساؤلهم أو يستقبلون الجواب هذا ما تعنيه كلمة " أوحي لهم " في أصل تعني هذه الكلمة الإجابة على شخص يسأل إن يستشير . وبنا عليه فان الفعل يتضمن في معناه إن المجوس طلبوا مشورة الله وقد أجابهم الله أو أوحي إليهم بالإجابة في حلم .