العائلة الليتورجية الإنطاكية
العائلة الليتورجية الانطاكية، الشكل الليتورجي البيزنطي (باسيليوس و يوحنا وغريغوريوس )
مقدمة صغيرة :
الرب أسس سر الشكر وقال اصنعوا هذا لذكري، والرسل كانوا مواظبين على صلاة الشكر وكسر الخبز والمصادر القديمة كان سر الشكر يتم على الأقل 4 مرات في الأسبوع في أورشليم ، هذه الممارسة لسر الشكر أصبح عندنا مجموعة ممارسات لإقامة السر ، السر واحد والأمر المتمم واحد ولكن هذا الخط الليتورجي الواحد أخذ في ممارسته عدة تقاليد محلية أدى لظهور عدة أشكال وعائلات ليتورجية 0
أي طقس الأفخارستية كما أخذ شكله الأخير في كل منطقة وهو يعود إلى أواخر القرن الرابع الميلادي وبداية الخامس ولذلك في الكتب القديمة هناك بعض الإشارات، وكان هناك نوع من الحرية في الاجتهاد لعدم وجود نصوص 0
في الغرب أخذت الأنافورا في ذات الشكل الروماني الذي نشأ في روما هيبوليتس وأمبروسيوس الغالي ،في الشرق هناك شكلين أساسيين : المصري في الإسكندرية والانطاكي في إنطاكية
نحن سنأخذ من الشكل الشرقي القداس الإلهي بحسب الشكل الإنطاكي وذلك لتوحيد الممارسة بين الأبرشيات
العائلة الليتورجية الانطاكية:
هي أوسع عائلة وفيها القسم الساحلي من سورية أو الغربي والقسم الشرقي منها ، في شرق سوريا تمركز اليعاقبة والنساطرة في غرب سورية تمركز الأرثوذكس 0
تتألف العائلة الليتورجية الانطاكية من :
1. الشكل الليتورجي البيزنطي
2. الشكل الليتورجي الإنطاكي (الأوامر الرسولية )
3. الشكل الليتورجي الأورشليمي (المقدسي)
سنأخذ العائلة الإنطاكية بكليتها ونعرف العناصر المكونة للخدمة ونعود للمصادر القديمة ، المرحلة الثانية نأخذ القداس الحالي، نبحث بدراسة نقدية تفصيلية ، المرحلة الثالثة دراسة وتفسير للقداس 0
أهم المصادر التي سوف نعتمد عليها في دراستنا هي النصوص القديمة التي قد تكون مادة بحث
العائلة الليتورجية الانطاكية: ما هي المصادر التي تحتوي على أشكال الليتورجية الانطاكية :
1. الأوامر الرسولية APOSTOHIKAI DIATADAI
يعود للقرن الرابع الميلادي كتب باليوناني ينسب للرسل ولكن بحسب الدراسات الحديثة تقول غير ذلك يتألف من 8 حقول(كتب) ، الكتاب2-8 يحتوي على معطيات الليتورجية في هذا الكتاب بحسب نص الليتورجية الانطاكية بحسب اكلمندس الروماني وهو الشكل الليتورجي الانطاكي .
2. التقليد الرسولي لابوليتس أسقف روما 235 وهو أصيل .
3. عهد الرب كتب في سورية في القرن الخامس والسادس Diaqmkm
4. كيرللس الأورشليمي: مجموعة مواعظ وهي أصيلة والنص الأصلي في اللغة اليونانية ونجد في عظاته معطيات اليتورجية 18 موجه للموعوظين و5 للمستنيرين وكتب في أواخر القرن الرابع الميلادي
5. مواعظ الأسرار: هي التي كانت تقال للمستنيرين خلال أسبوع التجديدات تحديداً منها محفوظ لدينا حتى الآن :
5.الذهبي الفم وهي تحتوي على معطيات عن الشكل الليتورجي الانطاكي
3.أمبروسيوس
6.ثيودورس المبسوستي .
7.الرحالة اثيرية: رحالة أتت إلى آسيا وأورشليم ووصفت بإسهاب ما عاينت إلى سيناء تكتب عن المعطيات الأثرية أما في أورشليم خلال الأسبوع العظيم وصفت كيف كانت تقام الخدم بالتفصيل الموسع وهي معاصرة لكرللس الأورشليمي
8. ليتورجية يعقوب أخو الرب
الشكل الليتورجي البيزنطي: القديس باسيليوس والذهبي الفم وغريغوريوس الذيالوغوس
الذي سنقوم بدراسته هو :
1. ما هي العناصر المكونة للأفخارستيا مع تحليل لكل عنصر من هذه العناصر بحسب المصادر التي بين أيدينا من افتتاحه إلى اختتامه
2. الشكل الليتورجي البيزنطي: القداس الممارس اليوم مع دراسات نصية بحسب المخطوطات وتطور العبادة
3. شرح القداس الإلهي من خلال النص
مجموعة من الملاحظات حول تطور الخدمة في العائلة الليتورجية
السيناكسس: SINAXIS ( الاجتماع ) : لقاء المسيحيين الأولين في القرون الأولى حيث كانت تتم صلوات وعبادات ولكن ليس بالضرورة أن يكون ملحقاً بأفخارستيا أي مناولة 0
في مرحلة لاحقة أصبحت هذه الكلمة مرتبطة بخدمة الأفخارستيا فصارت تعني بالتالي هو القسم من الأفخارستيا الذي يسبق الأنافورا أي (القسم التعليمي) وفي مرحلة مبكرة الشكل الحالي المتمم صار عندنا ترابط بين السيناكسس والأنافورا0
عناصر السيناكسس ( الاجتماع ) :
1. بركة افتتاحية(سلام)
2. قراءات تراتيل متداخلة (تلاوات كتابية )
3. عظة
4. إطلاق (صرف ) السامعين (أي غير المسيحيين )
5. مجموعة من الطلبات والابتهالات
6. الحل وإطلاق الجميع ( المؤمنين )
عناصر القداس الالهي
أولاً :الافتتاح: (مجمع اللاذقية 43-56
كان الافتتاح يتم بدخول الاسقف مع الأكليروس إلى الكنيسة ويعطي البركة مباشرة للشعب (الدخول يتم بصمت ) ملاحظة:من مبكراً جداً في القرن الرابع نلحظ أن هذا الافتتاح الذي كان يتم بصمت صار هذا الدخول يرافقه ترتيل مزمورومن ثم لاحقا ادخلت الترتيلة : (يا كلمة الله الابن الوحيد )(في القرن الرابع )
ثانياً : القراءات مع التراتيل:
بعد الافتتاح الذي هو دخول الأسقف وبركته للشعب كانت تتلى القراءات والتراتيل مباشرة
قراءة من التوارة والانبياء ترانيم قراءة من الرسل وهليليوييا
القديس الذهبي الفم: (تفسير العبرانيين 8: 4 )
" كان الشماس يصرخ بصوت عظيم قائلاً لنصغ: بينما يصعد القارئ إلى المنبر (الاميون) وكان يقول أولاً قراءة من كتاب(فلان) ثم كان يتلو القراءة المطلوبة ".
من الواضح أن هناك خمس تلاوات أو أقل كان القارئ يتلو المقاطع بأجمعها ما عدا الإنجيل كان يتلى من اكليركي كاهن أو شماس 0 القانون15 من مجمع اللاذقية في شرحه للمزمور 117 يقول"هذا هو اليوم الذي صنعه الرب… هذه هي اللازمة التي كانت تعاد أثناء التلاوات الكتابية وكانت هذه التلاوات تترجم إلى عدة لغات
ثالثاً: العـظــة:
في كل المصادر القديمة تقول بأنه بعد التلاوات الكتابية تلي العظة 0
ملاحظات : الواعظ كان يعطي البركة ثم يلقي العظة( اثيريا 25: 1) ، الذهبي الفم في شرحه إلى أهل كورنثوس الأولى يظهر (أنه هناك أكثر من شخص يعظ)، بحسب الذهبي الفم الأسقف كان يعظ من كرسيه أما الكهنة من الاميون 0
رابعاً: إطلاق السامعين والموعوظين:
بعد العظة نلاحظ أنه كان يتم إطلاق السامعين ثم إطلاق الموعوظين 0 إطلاق السامعين صرف بسيط دون أفاشين أو صلوات أما الموعوظين هناك طلبة وبركة لهم وصرفهم (صلاة من أجلهم) الطلبة كانت من الشماس أما الأفشين والبركة من الكاهن أو الأسقف ثم يقول لهم الشماس: أيها الموعوظون اخرجوا بسلام 0
خامساً: إطلاق المقيدين بالأرواح النجسة والمعذبين : ( 26 الأوامر الرسولية )
هناك طلبة من الشماس وأفشين من قبل الأسقف وبركة ثم صرفهم 0
سادساً :إطلاق التائبين :
أنهم من المعمدين الذين جحدوا الإيمان وارتدوا إليه أو سقطوا في خطايا كثيرة فكان يفرض عليهم قانون توبة
سابعاً: طلبات المؤمنين:
طلبة جامعة- الكنيسة-الأسقف والكهنة –القراء-المتزوجين-المحسنين المقدمين القرابين – المعتمدين -المرضى-الذين في المناجم ، ثم الأفشين من الكاهن أو الأسقف 0
ملاحظة: في كتاب الأوامر الرسولية هناك طلبة وأفشين بينما نلاحظ في طقس مرقس الرسول هناك أفشينين ، مجمع اللاذقية 19 يذكر أنه هناك 3 أفاشين للمؤمنين " بعد أن يتلو الأسقف عظته………) 0
ثامناً:نـقـل الـقرابـيـن:
الانافورا = هي التقدمة ,
تقدمة القرابين كانت ثلاثة قرابين يوم السبت والاربع قرابين يوم لاحد
(تهيئة القرابين ) proskomid qusid pros komidh
من كان يقدم القرابين (ينقل هذه القرابين)؟
ملاحظة1: في الغرب كان المؤمنين هم الذين كانوا يأتون بتقدماتهم إلى أمام المذبح (المائدة) ويضعونها هناك (بحسب شهادات القرنين 2-3)0 (كتاب الأوامر الرسولية )
ملاحظة2: عهد الرب 129: 23
ملاحظة3: الأوامر الرسولية : تجعل قبلة السلام وغسل الأيدي قبل تقدمة القرابين( ص34 الحوليات) وأن الشمامسة كان هم الذين ينقلون القرابين عند المذبح ويقدمونها للكاهن وأن هذا الأمر كان يرافق بترنيم (وهو الشكل الأول للشاروبيكون ).
ملاحظة4: في الشرق: عندنا ممارسة تخالف ما كان يحصل في الغرب حيث كان في الشرق هناك ما يسمى بيت الشمامسة Diakonikon وبحسب المصادر القديمة هذه الأمور واضحة (عهد الرب 122: 19) يتكلم عن بيت الشمامسة حيث كان المؤمنين يأتون بتقدماتهم في بيت الشمامسة وفي هذا الوقت كان الشمامسة يأخذون من هذه التقدمات وينقلونها إلى المذبح ويقدمونها إلى الاسقف أو الكاهن لمتابعة الأنافورا 0
ملاحظة5: ممارسة جديدة ظهرت في الغرب منذ القرن السابع وذلك بسبب كثرة المؤمنين أو لضبط الفوضى وهي أن الأسقف كان بعد تلاوة الإنجيل هو يتوجه إلى المؤمنين ويأخذ منهم تقدماتهم وذلك بموكب الاسقف والكهنة والشمامسة والايبوذياكونية طبعاً هذه الممارسة انتهت مباشرة بعد استخدام الكنيسة الغربية للخبز الفطير ( برشانة ) (القرن الرابع عشر) 0
ملاحظة: في الشرق ، هناك عدة استثناءات وهي تخص الأباطرة وهي أن الامبراطور كان يقدم تقدمته بنفسه إلى الهيكل ويقدمها إلى الاسقف أو الكاهن 0
ملاحظة: في شرق سورية في القرن السادس الميلادي توجد قصيدة ليعقوب ساروف توفي521 ميلادية يذكر فيها أن الخبز والخمر كانا ينقلان إلى المذبح بزياح وموكب من بيت الشمامسة كان المؤمنين ينقلون القرابين إلى المذبح
تاسعاً: الدخول الكبير:
1. بحسب الأوامر الرسولية : كان الشمامسة يحضرةن القرابين إلى المذبح ولكن لايوجد ذكر لأي زياح ولكن الكتابات المنسوبة لديونيسيوس الأريوباغي تتكلم عن زياح ينقل به الشمامسة القرابين إلى المذبح(القرن الخامس) 0
2. ثيوذورس المبسوستي : يصف هذا الزياح الذي كان يتم أثناء نقل القرابين من قبل الشمامسة "لأنه يرى في القرابين في هذا الوقت الرب المهيب نفسه ويقول أن على المؤمنين أن يقفوا بكل خشوع ومخافة في هذه المرحلة التي يعتبرها جسد المسيح الميت "
هناك رؤية جديدة بدأ بها ثيوذورس أنه كان يرى في القرابين المسيح الميت المدفون 0 نرسيس في العظة 17 يتكلم عن القرابين التي تنقل بزياح من نفس المنظار أي المسيح الميت ووضع القرابين على المائدة هي دفن السيد
ملاحظات عن الدخول الكبير:
هذا التعليم الذي ظهر في شرقي سورية أثر في الشكل الطقسي البيزنطي الأمر الذي جعل نقل القرابين هي ذكرى لآلام السيد ودفنه وقيامته 0
ملاحظة2: كان نقل القرابين يرافق بترتيل كما رأينا في الأوامر الرسولية الترتيلة كان لها عدة نصوص إلى أن أصبحت " أيها الممثلون" ومن هذه النصوص… " ليصمت كل ذي جسد… يوافى ليذبح… "
الدخول الكبير أخذ شكله النهائي عندما أخذت تهيئة الذبيحة بالشكل البيزنطي المعروف وبالتالي أصبحت القرابين تهيئ فيما بعد في المذبح الذي أصبح في الهيكل بعد أن كانت تتم في بيت الشمامسة 0
عاشراً: قبلة السلام ودستور الإيمان وغسل الأيدي:
1. في كتاب الأوامر الرسولية : يتكلم عن قبلة السلام وغسل الأيدي أنهما كانا يحصلان قبل نقل القرابين ص33 0القبلة كانت تتم بشكل كان الاكليروس يقبلون الاكليروس والرجال مع الرجال والنساء يقبلن النساء0
· كان يترافق مع التقبيل ترنيم ، وغسل الأيدي يتم بمرافقة ترنيم أيضا 0
2. عند كيرللس الموعظة23: 2 : كان غسل الأيدي أولاً ثم قبلة السلام 23: 3 /المصالحة والمحبة.
3. ثيودورس المبسوستي : يذكر: نقل القرابين وبعد نقل القرابين كان يقول الشماس طلبة ثم يقول الكاهن أفشين يشكر الله فيها على الخيرات التي دبّرها من أجلنا وأن هذا السر هو ذكرى للآلام الخلاصية … بعد هذا الأفشين يبارك الكاهن الشعب ثم تحصل القبلة وبعد القبلة يتم غسل الأيدي للكهنة وبعد ذلك تتلى الذبتيخا (الذكرانيات) 0
يذكر ثيوذورس أن قبلة السلام كانت تحصل بأن يقبّل كل واحد من هو بجانبه أي أنها لم تكن تتم كما يذكر كتاب الأوامر الرسولية وهكذا تنتقل هذه القبلة إلى الجميع بانتقالها إلى من هو بجانبه ويذكر أيضاً أن الكاهن وجميع المشاركين معه بالخدمة يغسلون أيديهم ليس بسبب القذارة بل للدلالة على النقاوة والطهارة 0
4.نرسيس: يعطينا تقريباً نفس المعلومات التي يقدمها ثيوذورس ولكن يذكر أنه بعد نقل القرابين ووضعها على المذبح كان يتلى دستور الإيمان وبعدها الطلبة والأفشين وبعد ذلك القبلة وغسل الأيدي والذبتيخا