شرح وتفسير صلاة الغروب
القسم الثالث
صلاة الليتين
وكسر الخبزات الخمس
تقام في برامون (تقدمة) الاعياد الممتازة والسيدية في الكنائس والاديرة . اذا تتحد مع صلاة الغروب خدمة جديدة وتسمى الليتين ( تضرعات وابتهالات) ولكنها لا تشكل خدمة مستقلة . بحد ذاتها والسبب في ذلك انها لا تحتوي على اعلان في بدايتها ولا ختم خاص في نهايتها . ولا تقام اطلاقا بمفردها بل تقام ضمن خدمة الغروب او السهرانية . نادرا وما تقام في صلاة السحر .
هذه الخدمة مختصة للاديار لانها لم تكن منتشرة ومعممة وممارسة في الكنائس الرعوية والسبب انها لا تشكل جزءا من التسابيح السبع : " صلاة المساء،صلاة النوم،نصف الليل،صلاة السحر،الساعة الاولى ةالثالثة والسادسة والساعة التاسعة .)
تاريخ الخدمة:
الترتيب الحالي يتكون من قسمين مستقلين وكل واحد منها يحمل اصل وميزات واهداف خاصة به .
الجزء الاول : يقام في صحن الكنيسة محصور بين الطلبة الالحاحية واستخيونات الغروب وتحتوي على التضرع والتوسل الى الله.
الجزء الثاني : يقام في النرثكس وهو في الاصل ترتيب لبركة الخبزات والخيرات الاخرى.
الجزء الاول هو الاكثر قدما في الظهور وهو الذي كان يحمل اسم الليتين الذي عمم على الخدمة كاملة . كلمة ليتين تعني صلاة التوسل والتضرع ومن هذه الكلمة اي الصلاة الطويلة والالحاحية والتوسلية التي من خلالها نطلب معونة ووالدة الاله والقديسين . هذه الخدمة تقام بشكل احتفالي من قبل الشعب والاكليروس خارج الكنيسة وحتى خارج القرية او المدينة . وكانت تقام بنوع خاص في حالات حدوث نكبات . فتطلب الكنيسة من الرب الرحمة والخلاص من مثل هذه الكوارث .
بروكلس اسقف القسطنطينية (437- 446 ) قام بخدمة الليتين بمناسبة حدوث زلزال كبير دمر معظم المدينة ويقال انه في احدى الليتينات التي اقامها هذا الاسقف تم ترتيل نشيد التسبيح المثلث التقديس .
قد نظم القديس يوحنا الذهبي الفم الخدمة الليتينية الليلية لدحض الهرطقات بمساعدة التسابيح الارثوذكسية .
الصلوات التي كانت تستعمل في القديم بخدم الليتينيات بقيت مستعملة حتى اليوم وادخلت في الخدمة الالهية ( طلبات الالحاحية ) في الكنائس واصبحت تشكل القسم الاول من الليتين الحالي.
اضيفت الى صلوات الليتيت طقس جديد وهو يشكل الجزء الثاني من الليتين في الوقت الحاضر والذي من خلاله يتم الصلاة على الخبزات الخمس التي يحضرها المؤمنون الى الكنيسة لذكرى اشخاص قديسين هذا الجزء يقام في نهاية الغروب تقريبا بين طروبارية وختم الغروب .
اصل الخدمة ديرية واقيمت فقط في بداية الامر في الاديرة فعندما كانت تقام السهرانيات طوال الليل كانت تحضر الى الكنيسة بعض الخبزات التي كان المتقدم يقوم بتبريكها ثم يكثرها ثم يوزعها على الاخوة والرهبان الحاضرين فكانوا يسدون جوعهم لاستمرار حتى النهاية . ثم بعد ذلك تبدأ السحر او السهرانية .
تطورت هذه الخدمة ( من طقس بركة وتوزيع الخبز) الى خدمة قائمة بحد ذاتها قاصبحت تقام ليس فقط وقت اقامة السهرانيات بل وفي اي وقت تقام صلاة الغروب الاعتيادية .
في القديم كانت الخدمة تقام خارج الكنيسة ،هذا الخروج يرمز الى طرد الانسان من الفردوس يقول القديس سمعان التسلونيكي (اذ يشدد على هذه الرمزية) اذ يقول: "عندما تغدو خارج الكنيسة نعترف ونقر بسقوطنا من الفدوس واغلاق ابوابه في وجههنا. "
صلوات هذه الخدمة هي لاجل اعادة فتح ابواب السماء وكسب الرحمة الالهية ووقوفنا في النرثكس اي بالقرب من باب الكنيسة هو تمثل بوقوف العشار الذي كان يردد اللهم ارحمني انا الخاطىء . لهذا الابواب تظل مغلقة عند خدمة الليتين اما الاكليروس يخرجون من الباب الشمالي للهيكل .
اما في الكنائس القديمة فكان صحن الكنيسة منفصل عن الرواق بجدار فان هذه الابواب تبقى مغلقة بالحجاب بعد دخول المؤمنين في الرواق . ويعاد فتحها بعد نهاية الجزءؤ الاول من الليتين عندما يعود المؤمنون والاكليروس الى صحن الكنيسة. حيث يقام الجزء الثاني من الليتين يرمز الى اعادة فتح ابواب الفردوس وحياة النعمة ولهذا السبب يبدأ الخورسان بالاتحاد رمزيا مرتلين استيخونات .
ان الخبزات التي تبارك في الليتين تذكرنا بالخبزات الخمس التي اشبع منها المخلص بها الجموع في البرية . حسب علماء الليتورجيا خروج المؤمنين والاكليروس الى رواق الكنيسة يعني خروج الشعب الى البرية باحثا عن المخلص .
اما بركة الخبزات من قبل الكاهن في وسط الكنيسة فيرمز الى بركة الخبزات من قبل المخلص في وسط اجتماع الشعب ،هذه الرمزية واردة في نص الافشين .
اما القمح والخمر والزيت فهي تمثل التقدمة التي نقدمها الى الله من ثمار الارض وهي التي تشكل العناصر الاساسية في غذائنا وهي ذبائح على مثال ذبائح العهد القديم غير الدموية .
اذا نصلي لاجل بركة وتكثير المصادر الاساسية للحفاظ على وجودنا الجسدي .
طروبارية والدة الاله وهي مختصة بالليتين " افرحي ياوالدة الاله العذراء" ترتل نهاية الليتين فانه حسب التقليد فان البشارة بالمخلص تمت مساء ، وهذه الطروباري تعتبر من اقدم التراتيل ذات الطابع الانجيلي ودخلت في الطقس زمن البطريرك كيرللس الاسكندري .
" الاغنياء افتقروا وجاعوا .." هذه الترتيلة هي في الواقع بقية من المزمور 33 وهي العدد 10 الذي كان يرتل باكمله في هذه الفترة الزمنية في نهاية القداس الالهي عند توزيع البروتي وكذلك في نهاية الليتين عند توزيع الخبزات،في بعض الاديار يقرأ المزمور قراءة واما العدد العاشر فيرتل ترتيلا ويرتل قبله مزمور 112 ليكن اسم الرب مباركا والذي يسميه سمعان التسالونيكي " شكر ايوب . "
"والسبح لله دائما"