" طريق الى الفردوس "
تعاليم نسكية وروحية
للقديس باسيليوس الكبير
رسالة إلى راهب سقط ويريد الرجوع
إذا كان مازال لديك أمل في الخلاص، وإذا كنت لا تزال تحتفظ ولو بقدر ضئيل من ذكر الله، إذا كان لديك بعض الاشتياق لسعادة المستقبل، أو إذا كان لديك قليل من الإحساس بالرهبة من العذاب المؤبد الذي أعد لغير التائبين، فارجع إلى عقلك فوراً، وارفع نظرك إلى السماء، اترك هذا السلوك الشاذ، وتغلب على هذا الجنون الذي أحاط بك، واظهر رفضك لهذه القوة التي تجذبك إلى أسفل، ارفع ذاتك من الأرض، وتذكر الراعي الصالح الذي جاء ليبحث عنك ويعيدك، إذا كنت تملك قدمين فعد سريعاً، وإذا كنت تملك أذنين للسمع فاترك ما سبق، وتذكر مراحم الله، ولا تفقد الأمل في خلاصك، وتذكر ما كتب: " الذين سقطوا سيقومون، الذين انصرفوا بعيداً سيرجعون، والذين هُزموا سيعتني بهم ".
الذين أحاطت بهم الحيوانات المفترسة سينقذون، والذين يعترفون ( بخطاياهم ) فلا يمكن أن يتخلى عنهم.
الله لا يريد موت الخطاة ولكن يريد أن يتوبوا ويعيشوا[6]
لا تشعر بصغر النفس واليأس، لأنك وقعت في أعماق الخطية، لأن هذا الوقت هو فرصة لأن تفكر بعمق، وتعود إلى نقاوتك وتسترجع صحتك.
إذ سقطت فقوم، وإذ أخطأت فتب، ولا تستمر في طريق الخطية ولكن ابتعد عنها.
عندما تؤدب وتئن من الألم، فإنك قد أنقذت، لأنك بالجهد وبالعرق سترجع إلى نقاوتك الأولى، وتجد الخلاص.
إذا كنت متحمساً لتحترم بعض العهود التي تصنعها مع الآخرين، فلا تهمل شرف العهد الذي صنعته مع الله في وجود شهود.
لا تتردد في أن ترسل الىّ خطابات مهما كانت العوائق، ولا تجعل نفسك تيأس، بل تذكر الأيام الأولى، فإن باب الخلاص والتوبة مازالا مفتوحين أمامك تشجع ولا تيأس، فلا يوجد قانون يسلمك إلى الموت بدون رحمة، ولكن هناك نهمة لتنقذك من العقاب وتعطيك الفرصة لتعود.
الباب مازال مفتوحاً ولم يغلق بعد، وإن العذراء القديسة مريم مازالت تسمع وتتشفع من أجلك.
ليست الخطية سيطرة عليك. إبدأ في الجهاد مرة أخرى، وأشفق على ذاتك، وعلينا جميعاً نحن الذين في المسيح يسوع إلهنا، الذي له القوة والمجد الآن وإلى الأبد آمين.