الأسقف يتذكر
تحية الى المثلث الرحمات سيادة الاسقف العالم الكبير واللاهوتي المتواضع المعلم استفانوس حداد
الدير البلمند مركز الدين والعلم اسمه مشتق من بلموّ ، الجبل الجميل ، من ابنية الصليبين في طابقه السفلي مع اضافات العربية التالية لتجديده بعض ان خرب على يد المماليك وقتل وطرد من فيه 0
وكان ترميمه سنة 1603 على يد مطران طرابلس يواكيم وبهمة مشايخ الكورة في فيع وبطرام ودده وكفرحزير واميون وكوسبا ، 1833 فتحت فيه مدرسة العربية لتعليم حرف العربي الذي كان محرما من قبل الاتراك على العرب وبوجوده في منأ عن الانظار افتتح فيه الطيب الذكر الارشمندريت اثناسيوس قصير رئيسه من بيروت والذي قال فيه عن البطريرك غريغوريوس الرابع : اثناسيوس الذي كان قصير الاسم وطول البال في الدين والعلم والفضيلة ومما لبثت تلك هذه المدرسةالتي تعلم فيها اكثر ابناء طرابلس والكورة والشمال الحرف العربي ما لبثت حتى اغلقها الاتراك واليونان 0 ثم استأنفت في عهد الازدهار بعد البطريرك ملاتيوس الدوماني سنة 1900الى 1908 وكان اساتذتها من فطاحل العلماء مثل الاستاذ جرجس شاهين عطية وجرجس همام وابنى ظاهر خيرالله وغطاس قندلفت المدير 0 روى لنا احد تلامذتهم معلمنا الاسقف جرجس سمنة ان الاستاذ كان يقول لتلاميذه عينوا لي الوزن والقافية وما هي الا ساعة وبضع الساعة يخطر فيها ذهاب وايابا حتى يكون قد نظم القصيدة الكاملة 0
قد نال احد تلامذتها الشماس اندراوس كرشه جائزة نوبل ببيتين من الشعر نظمهما في مديح كولمبوس مكتشف امريكا وهما :
لوكنت اقدر ان اعاقب ابحرا قاس بها كولمبوس اهوالا
لنزعت منهما درها وجعلته فوق الثرى بضريحه تمثالا 0
خرّجت تلك المدرسة في تخريجها الاول وخلال ستة سنوات فئة اكليريكي ما بين الشماس والكاهن والاسقف في الوطن والمهجر 0 ثم اغلقت في ظروف الحرب العالمية الاولى وما بعدها حتى استأنفت فتحها الطيب الذكر البطريرك الكسندروس الثالث 1936 انتدبت لها في تلك السنة مدعوا بدعوة اكليريكية ثايتة وقوية على رغم من حداثة سني فنعمت بعلمها وبجوها وعندنا ومعما البطريرك الطحان سنتين كامالتين لكل اغراء شخصيته الكبرى علمه وعلومه وخبرته وغيرته 0
اذا كان في تلك الظروف متاخذا لاسباب داخلية دير البلمند البطريركي مركزا في بطريركيته ثم اجبر على اغلاقها بسبب الحرب الكونية الثانية وتشتت تلاميذها في سائر الجهات 0
واما انا مع سيادة مطران طرابلس الحالي الرفيق بقينا كلينا في البطريركية وفي مدرسة اسية وكنا نتجاوز ظروف تعليمية ومعيشية الصعبة 0 اما باقون فاكثرهم تركوا الثوب وبقي عدد قليل 0 وقد قلت لبعض رفاقي مما تركوا وبعثوا بضرورة تركي قلت لهم لقد أتت علي الساعة ونزع أضراسي اهون من نزع جبتي 0
بقينا لنماشي الزمن وتشهد المدرسة الصغيرة التي كنا فيها معهدا علميا لاهوتيا كبيرا فيه الآن اكثر من سبعين شابا يدرسون اللاهوت وسواه وبالمقابل الدير من الغرب صروح ثانوية كبرى فيها 2500 تلميذ والى جنوب من الدير جامعة علمية جديدة فيها ثلاث كليات والعمل مستمر فيها لتميمها كل هذا يعود الى مركز وكرامة دير سيدة البلمند وقال احد اساتذة في نشيد لهذا الدير :
من اقاصي الشام للبحر الكبير ومن النيل الى نهر الفرات
لك يا صرح الهدى شأن خطير لك المجد فوق هام النيرات
كنيسة هذا الدير الرئيسية هي كنسية رقاد السيدة العذراء مبنية على شكل قنطرة من الشرق الى الغرب ثم توجد كنيسة القديس جاورجيوس بعقد متصالب والحجر الذي يختم العقد من الوسط هو حجر واحد بشكل صليب تذكيرا بالصليبيين وكذلك القاعة الكبرى التي ليس في لبنان مثلها في اربعة عقودا متصالبة كل ختم أو قفل هو صليب حجر وباقي العقود والمهاجع الصليبية وله مدخلان من الغرب والجنوب 0
دير سيدة البلمند موضوع فخر وامجاد لكل المسيحيين بل واهل المشرق جميعا مناخ جميل ومناظر دائمة الخضرة من البحر ومن التلال والجبال المحيطة ومن صفاء والهدوء يساعد على الدرس والبحث والتأمل وهو بين ايدي وزارة الاثار وزائره يعرف ما نقول 0
احد تلامذة مدرسته
في
حقبة 1926 – 1940