باسم الآب والابن والروح القدس، آمين
المسيح ولد .. حقا ولد
التلاقي بين الله والانسان
أيها الأحباء: كيف يكون التلاقي ونحن على عتبات استقبال الاله الولود في بيت لحم القرية اليهودية.
لنسأل أنفسنا ،ما الهدف من ولادة الاله ،ولماذا ولد المسيح ؟ .هل الله الله بحاجة الى ولادة ابنه الوحيد الموجود منذ الازل. حتى نعرف الله؟ لماذا جاء يسوع ووُلد ؟؟.
يا احباء: الانسان هو نتاج عمل الله ،خلقه وبث فيه الحياة .اصبح الانسان مفوّضا او مسؤولا من قبل الله لتولي شؤون الخليقة .واصبح الانسان همزة وصل بين الله والخليقة من خلال صورة الله ومثاله الذي زرعها الله في الانسان .
الاّ انّ الانسان رفض ان يصبح صورة الله ، اراد ان يصبح صورة نفسه ،أي أراد ان يصير الله.
أراد ان يصير مثل الله بدون الله.
هنا سقط الانسان واصبح عديم القدرة ان يبقى على الحالة التي خُلق فيها.تشوهت صورة الله في الانسان وعند كل انسان.
وفُقد التواصل وابتعد التلاقي بين الله والانسان ،والغيت الشركة بين الله والانسان .
اذا كيف كيف تتم العودة الى الحالة الأولى والتلاقي بين الله والانسان وتجديد الخليقة التي وجدت على صورة الله.
صورة الله ،هذه الصورة (صورة الله) لا ترجع الاّ اذا هي نفسها حضرت واتت من جديد ،انها يسوع المسيح ،هو صورة الله الحقيقية التي تجدّد الانسان وتعيد العلاقة بين الله والانسان.
المسيح وحده هو القادر ان يقوم بهذا العمل لانه صورة الله وهو وحده الكائن في حضن الله الازلي.
اذا :جاء المسيح وولد كي يوحّد الانسان بروحه أي روح الله ،وهو اتى لكي يصنع عقلا جديدا ونفسا جديدة وعيونا جديدة واذانا جديدة ولسان جديد ،بالاختصار خليقة جديدة .
اذا هدف الولادة الإلهية كان كله لاجل الانسان وخلاصه وكان ضروريا.
بعد ان كان الانسان ميتا في قبر الظلمة والخطيئة والقوات الشريرة.
اتى يسوع كي يقيم الانسان ويحييه في هذه الحياة الحاضرة ويطهره من ظلام وسواد الخطيئة وينيره بنوره الخاص.
ولد المسيح وجاء الى البشرية لكي يشاركها طعامها وغذاءها ، ليتألم بالمها ويفرح بافراحها.
اتى المسيح ليعيد الصورة البهية للإنسان التي تشوهت بالابتعاد عن الأصل،عن الله.
اتى المسيح ليجسد الحب بين البشر .
اتى المسيح ليقول ان ابليس ليس هو بطل المنتصر في الحياة الحاضرة.
اتى المسيح كي يهب البشرية ينبوع الحياة الذي ينبع الى حياة ابدية.
لاجل هذا يا احباء: ولد المسيح في بيت لحم والتي تعني بيت الخبز. فالمسيح هو خبز الحياة الحقيقية .حسبما ما اعلن عن نفسه في انجيل يوجنا (6: 33- 35 ) .
لان المسيح يَعلَم ان الانسان هو كائن جائع وجوعه يمتد الى الى الصحة الى السعادة الى السلام ..لذلك اعلن من خلال تعاليمه عن نفسه كخبزة الحياة .
ان جوع الانسان سينتهي في يسوع .فمن يأكل من هذا الخبز لن يجوع ابدا .(كما قال رب المجد يسوع المسيح).
يا احبائي: هل اتى المسيح وصار انسانا مثلي لا ابقى انا حيث انا .
أم ولد المسيح لاصبح خليقة جديدة لاصبح على صورة الله المجيدة .
هنا في النص الإنجيلي الذي قراناه الان،هناك دعوة لنا ان نلاقي ونلتقي بالله ونتواصل معه ،دعونا ان نقبل هذه الدعوة ويصير بيننا وبين الله كما يقال في العامية ” خبز وملح”
أي شراكة وشركة مع المسيح ومع الاخرين من خلال الدعوة الدائمة لنا للمشاركة في القداس الإلهي الذي هو عرس السماء وفرح الملائكة.
تعالوا نقول معا: تعال أيها الرب يسوع المسيح واتخذ من قلوبنا مذودا لكي نولد فيك وبك ،وتلد فينا المحبة والتواضع والايمان .وقتها نكون خليقة جديد بالمسيح لتمجيد الله.آمين