باسم الآب والابن والروح القدس،آمين
استبشيري ايتها الأرض بفرح الاعظم ويا سماوات سبحي مجد الهنا .
ايها الاحباء:نحن في هذا الاحد المميز تحتفل كنيستنا المقدسة، بعيد بشارة العذراء مريم. يا ترى ما هي البشارة ؟ او النبأ السار ؟ وما هو سر هذه البشارة ؟ ولماذا اصلا دعي بعيد البشارة ؟.
عيدُ البِشارة هو عيدُ تبشير سيِّدَتنا والدة الاله بالحَبَل بالربِّ يسوع المسيح. هذا الحَبَل هو الحَدَث الأعظم منذ إنشاءِ العالم وحتى نهاية العالَم لأن ابن الله يصير ابن البتول. في هذا اليوم العظيم أتى جبرائيل من السماء ليُبَشِّر العذراء مريم بالحَبَل بابن الله الرب يسوع المسيح.
حيّاها فقال: “افرحي ايتها المنعَمُ عليها من الله، الربُّ معكِ” فاستغرَبت هذا السلام. وبشَّرها بالحَبَل، فاستغرَبت كيف تحبَل وهي لم تتزوَّج ولن تتزوج وإن كانت مخطوبة ليوسف فخُطبتها هي صوَرية لا تؤدي الى زواجٍ فعليّ بل الى زواجٍ اسميّ.
فهي قد نذَرت البتولية. أعلَمَها الملاك أن الروح القدُس سيحلُّ عليها وان قوة العليّ ستظللها وأن مولودها هو ابن الله وابن العليّ، هو قدوس الله، هو الذي سيجلسُ على كرسيّ داود وسيكون ملِكاً، وسيملِكُ على بيتِ يعقوب الى الأبد ولن يكون لِمُلكهِ نهايةٌ لأنه مَلِكٌ أبديٌّ لا بدايةَ ولا نهايةَ لِمُلكِه، انما مملكته كما قال لبيلاطس ليسَت من هذا العالم. إنها مملكةٌ روحية لا أرضية ولا جسَدية. فقبِلَت مريم هذا العَرض الالهي وقالت: فليَكن لي بحَسَب قولِك. عند هذا القول تمَّ التجسُّد الالهي. كيف؟
الروح القدس الذي حلَّ عليها طهَّرها وقدَّسها أي ليس بعد فيها ميلٌ الى الخطيئة، لتُعطيَ لربِّنا يسوع المسيح جسَداً لا يميلُ الى الخطيئة، وقدَّسها فجعَلها قدّوسةً.
صَنع الروح القدس من أحشائها جسَداً ضمَّ اليه روحاً بشرية أي الى المسيح
هذه الطبيعة البشرية مؤلفة من روحٍ وجسَد اتَّحدَ بها الأقنوم الثاني من الثالوث القدّوس (أي الرب يسوع المسيح) فضَمَّ هذه الطبيعة البشرية الى أُقنومه الالهي فصارت جزءاً منه أي المسيح له طبيعة الهية وطبيعة بشرية
فهو واحِدٌ وليس اثنين إنما هو شخصٌ واحدٌ في طبيعَتَين: الطبيعة الالهية والطبيعة البشرية.
هذا الاتحاد الالهي- البشري هو أعظم حدث جرى في تاريخ البشرية. الاله يصير انساناً ويمشي بين الناس كإنسان.
فيسوع هو إلهٌ تام وإنسانٌ تام، شخصٌ واحدٌ في طبيعَتين تامَّتَين.
جسد مريم هذا صارَ شبيهاً بجسَد يسوع فكان مصير العذراء كمصير يسوع. مات جسد مريم هذا صارَ شبيهاً بجسَد يسوع فكان مصير العذراء كمصير يسوع. ماتت وفي اليوم الثالث أقامَها الرب يسوع وأصعدَها الى السماء.
التجسُّد هو انضمام الطبيعة الالهية الى الطبيعة البشرية في شخص ربِّنا يسوع المسيح. لا يجوز أن نقول إن الطبيعتين وجِدَتا في لحظةٍ ثم اتحدتا في لحظةٍ أُخرى. وجود الطبيعة البشرية واتحادها بالطبيعة الالهية تمّا معاً.
عيد البشارة هو عيد التجسُّد الالهي، عيد الفرح المذهل، عيدُ لقاء السماء والأرض في عُرسٍ أبديٍ لا نهايةَ له.
هذا هو اهمية وفحوى عيد التجسد الالهي اي عيد البشارة .هل توجد محبة اعظم من ان يكون الخالق يصبح انسانا ليشاركنا انسانيتنا دون الخطيئة والخوف، ويرفعنا الى العلى فبتجسد يسوع الاله اصبحنا نحن مواطني السماء.
احبائي: حملوا فرح البشارة لكل البشرية.وقتها تصبحون مصدر نعمة وبركة عندئذ يكون الله متحد فيكم الى الابد ، آمين