التحدي الأكبر والتغيير الاشمل
المسيح الثائر والمرأة الثائرة
المسيح قام
لنسجد لقيامته ذات ثلاثية الأيام
أيها الأحباء ما زلنا في فترة تعييدنا للقيامة المجيدة المقدسة، لماذا الكنيسة المقدسة حددت لنا ان نقرا في الاحد الرابع بعد الفصح انجيل السامرية؟ لأنها تركز فيه على المسيح انه هو القيامة.
والثبات فيه هو الاحتياج الأساسي في حياتنا، القيامة هي الثبات في المسيح. ” كل من يشرب من هذا الماء يعطش ولكن الذي يشرب من الماء الذي انا اعطيه لا يعطش ابدا “.
تقول لنا الكنيسة المقدسة من خلال هذا الانجيل الذي قرأناه الان، ان السيد المسيح يهتم بكل واحد منكم وبكل انسان. بل يشتاق ان يتقابل شخصيا مع كل واحد منكم على انفراد وهو مستعد ان يشرح لكم كيف يمكن ان تولدوا من الله وفي الله.
وهو يسعى دائما لينزع عنكم مثل السامرية اهتمامات العالم والجسد ليرويكم بماء الحياة.
في هذا الانجيل المقدس يا احبائي نرى اللقاء او أحضان الله مفتوحة لكل انسان مهما كان أصله او جنسه او حياته.
نرى الممارسة العملية للمحبة الله لكل العالم. المحبة التي تبذل والمحبة التي تتخطى كل القيود والعقبات من اجل خلاص الانسان. وتحطيم الحواجز التي تمنع أي انسان من الوصول الى الله.
اتى المسيح بنفسه متجسدا متخليا عن مجده الإلهي ليقيم موتى الذنوب والخطايا وليخلص العالم كله، قد تعب من السفر والمشي من اجل التفتيش عن كل نفس .
اليوم جاء من اجل نفس المرأة السامرية، جاء لكل ضال، ولكل سامرية، ولكل مخلع، ولكل اعمى. حتى يبحث عن النفس البعيدة ولأجل خلاص النفوس.
بحث عن النفوس العطشانة لا كي يروي ظمأ الجسد، بل ماءا حيا لحياة ابدية. بحث من اجلنا لنكون أبناء وورثة ورعية مع القديسين.
وهنا نقول ليتنا نتعلم ألاّ نحتقر أي انسان حتى وان كان هذا الانسان غريبا ليس من عشيرتنا ولا من جنسنا او من ديننا حتى لو كان وثينا خاطئا.
من يدري ربما يكون الذي نحتقره الآن بسبب خطيئته هو قديس
احبائي: يسوع في هذا الانجيل تحدى القوانين والشرائع، اذ يجلس مع امرأة غريبة، فقد أثار في نفسها الرغبة في التوبة.
وأعاد الى قلبها حياة وايمان ونعمة واعطاها ماء الحياة. فرجعت الى أهلها تبشرهم بيسوع على انه المسيح المخلص.
اذ ظهرت توبتها من خلال اعترافها وشهادتها بيسوع.
الاعتراف فقد ظهر في قولها ” قال لي كل ما فعلت” لم تخشى ان تتحدث عن ماضيها وهذا هو الشرط الأول الحقيقي لكل توبة.
اما المظهر الثاني لتوبتها هي الشهادة. قد تركت جرتها وذهبت لتنادي بالمسيح، اختبرت المسيح واحبته. اردت لغيرها ان يختبروا المسيح وان لا يعطشوا من ينابيع خلاصه.
رائعة هذه المرأة السامرية، التي سلمت نفسها كليا ليسوع بعد ان كانت سلمت حياتها للشيطان.
انها التوبة الجذرية الحقيقية التي حولت الخاطئة الى قديسة، والمعثرة الى كارزة مبشرة، نجحت في تبشير مدينة كاملة.
والاجمل والاروع بما لا يقاس في هذا الانجيل هو الرب يسوع المسيح الذي استطاع ان يحدث فيها هذا التغيير.
استطاع الرب يسوع ان يرفع اذهان وقلب المرأة السامرية من الجسد الى الروح
هكذا دخلت المرأة السامرية الى الاستنارة، اذ عرفت المسيح وارتوت من نعمته اذ أشبعها بمحبته ورحمته.
فاستنارت وسميت منيرة اذا كللت حياتها ببشارة وبشهادة يسوع المسيح، حتى استشهدت هي وعائلتها في سبيل رب المجد يسوع المسيح.
الكنيسة الحقيقية او الانسان المسيحي الحقيقي ما هو الا هذه المرأة السامرية التي تترك حياتها الفارغة الممثلة بجرتها الفارغة وتركض لتدعو جميع الناس: تعالوا وانظروا ذاك الذي كان يبحث عنه قلبي والذي وجدني.
تعالوا انظروا والتقوا بذاك الذي يحبه قلبي أي يسوع المسيح
أخيرا: احبائي لا تقدروا ان تعرفوا المسيح وتحبه مثل السامرية إذا لم تاتبوا، إذا تبتم عرفتموه وإذا عرفتموه استنرتم وارتويتم من نعمه الكثيرة وقتها تكونون مستنرين مبشرين وأبناء حقيقيين لله وورثة ميراثه. آمين