باسم الآب والابن والروح القدس،آمين
المسيح قام …
بمرور الذكرى السادسة لانتقال حبيبنا جميعا فادي الانسان ولا اقول الشاب، بل اقول الانسان. وما تحمله هذه الصفة من معان سامية. اذ نُقل الى وطنه المحبوب ،عاد الى جماله القديم ، نُقل الى الحياة الابدية والغبطة الابدية. حيث نور الحياة الحقيقي.
هذا الانسان الحبيب فادي تَعِب من العيشة الارضية .اُختطف أو هُرب بفرح وثقة بعيدا عن كل خطيئة في العالم، كي يرث الحياة الابدية والميراث السماوي.
كل الاشياء التي لا تبقى بعد الموت هي باطلة، فلا الغنى يثبت ،ولا المجد يصحب صاحبه ،لان الكل يفنى، ويباد بعد الموت،الكل كالغبار ،الكل كالرماد.فلنصلي الى الرب ان يؤهلنا لنرث الحياة الابدية.
ايها الاحباء قبل ان نرث الحياة الابدية ،سؤال موجه لكل واحد منكم هل تعملون وتشتغلون على ذواتكم ،على ان ترثوا الحياة الابدية؟ هل انتم تدركون الى اين انتم ذاهبون؟ هل انتم متأكدون من ان لكم حياة ابدية ؟وكيف يمكنكم الحصول على الحياة الابدية؟
اننا لا نجد في الكتاب المقدس اقل اشارة تبيح او تظهر لنا عدم التأكدان لنا الحياة الابدية.بل بالعكس تماما.
يقول السيد المسيح :”الحق الحق اقول لكم من يؤمن بي فله حياة ابدية”. وفي انجيل يوحنا 5: 24 “الحق الحق اقول لكم ان من يسمع كلامي ويؤمن بالذي ارسلني فله حياة ابدية”.
بل له الآن يقول الرسول يوحنا في رسالته الاولى5: 13 : ” كتبت هذا اليكم انتم المؤمنين باسم الله لكي تعلموا ان لكم حياة ابدية ،لا لكي ترجو اذ لكم حياة ابدية ،بل لكي تعلموا ان لكم حياة ابدية .”
اذا نحن لنا حياة ابدية،يسوع اعطانا حياة ابدية هل مازلنا غير متأكدين من انها لنا او نتمنى او نرجو ان تكون لنا؟
هناك ايضا براهين تثبت ان لنا حياة ابدية :
1- الذي له الحياة يؤمن ،فاذا كنتم تؤمنون فلكم الحياة.اقول لكم من يؤمن به فله الحياة الابدية (يوحنا 6 :46) .
2- الذي له الحياة يحب، (يوحنا 3: 14 ) .قال يسوع في يوم الدينونة للذين مارسوا المحبة، تعالوا الي يا مباركي ابي فرثوا الملكوت المعد لكم منذ انشاء العالم لاني جعت فاطعمتموني…(متى 25 : 34 ) .
3- الذي له الحياة يحفظ الوصايا (يوحنا 3: 14) قال الرب يسوع للشاب الغني :” ان اردت ان تدخل الحياة فاحفظ الوصايا”( متى 19 : 17 ) .
طبعا يا احبائي نحن لا نقدر ان نرضي الله بالكامل عاجزون عن ان نحفظ وصايا الله كلها،لاجل هذا نحن نسعى باجتهاد وحرص شديد وتعب وجهاد كبير عن ان نحفظ الوصايا،في ان ننال رضى الله ،وان يكون كل اهتمامنا وشؤوننا وشوقنا ان نرضي الله ونطيعه طاعة كاملة.
لان الذي يسعى الى الحياة الابدية منذ الآن، عليه ان يضحي ويسمع ويصغي ويحب ويحمل الصليب ويتبع المسيح كل يوم ويستسلم استسلام كامل الى مشيئة الرب وطاعة وصاياه ،لان الذي له حياة ابدية يحب الله .
هناك كثيرون من المسيحيين يدعون انهم يحبون الله ولكن في الحقيقة لا يستطيع احد ان يحب الله ،الذي احبنا اولا وارسل ابنه ليموت عنا ،الا الذين نالوا الحياة الابدية.
اذا فلا بدا من المسيحي الحقيقي من التضحية وحتى الموت ليملك الحياة الابدية والغبطة الابدية،بان يموت موت حقيقيا.
فاذا مت قبل ان تموت فلا تموت عندما تموت.
اخيرا : ان المؤمن المسيحي الحقيقي الواثق بحب يسوع له يقبل هذه التضحية ويمارسها بكل رضى ويعيشها سلوكيا بحياته، لانه يؤمن بان يسوع الفادي لا يريد له الا الخير والغبطة في الدنيا والآخرة.
اذا اثبتوا يا احبائي وارتضوا على العمل الصالح ألا وهو ان تسيروا على الطريق والحق والحياة. حتى تكون حياتكم لها معنى ومغزىوغاية وهي الحصول على الحياة الابدية .وقتها تستطيعون ليس رؤية وجه يسوع بل كل كيان يسوع المسيح الكامل كما رآه زكا العشار اليوم في الانجيل اذ حصل على خلاص نفسه.
هكذا اخونا فادي الحبيب اليوم مستريح في مملكة الله الابدية حيث الغبطة الابدية والالحان الشذية.
لعلا ان نكون نحن مؤهلين ومستحقين للحياة الابدية . اعطنا يارب القوة ان نشعر بوجودك معنا ،آمين.