نجم المجوس | نجم المشرق
==================
واعتقد معظم الناس أنه كان ظاهرة خارقة، فوق الطبيعة المألوفة، قصد الله منها إرشاد المجوس إلى مزود المسيح الطفل، تتمة لبنؤة بلعام التي كانوا يعرفونها (عد 24: 17). وقد أدى النجم مهمته وقاد المجوس من موطنهم إلى بلاد لفرس إلى القدس إلى بيت لحم. ويعتقد آخرون أن النجم له معنى آخر. وكان اليهود يؤمنون أن مثل هذا الاقتران قد حصل يوم مولد موسى، وإنه لابد سيحصل يوم مولد المسيح. وقد اكتشف العالم الطبيعي كبلر أمر هذا الاقتران في القرن السابع عشر للميلاد. فقد لاحظ كبلر أول اقتران بين المشتري وزحل في الشهر الأخير من سنة 1603. ثم انضم إليها، في السنة التالية، كوكبان، أحدهما مارس (المريخ). وبحث كبلر في الموضوع ووجد أن اقتران مثل هذا حصل حوالي سنة 6 ق.م. ونحن نعلم أن مولد المسيح كان سنة 4 ق.م. وهذا يعني أن ظهور النجم للمجوس لم يكن أمراً غريباً.
هو النجم الذي ظهر للمجوس في المشرق، فجاءوا إلى اورشليم “قائلين: أين هو المولود ملك اليهود، فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له؟ فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع اورشليم معه. فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم: أين يولد المسيح؟ فقالوا له: في بيت لحم اليهودية”. “فدعا هيرودس المجوس سرّاً، وتحقق منهم زمان النجم الذي ظهر ثم أوصاهم أن يعودوا إليه ليخبروه بما يجدونه. وفي ذهابهم إلى بيت لحم “إذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف فوق حيث كان الصبي. فلما رأوا النجم فرحوا فرحاً عظيماً” (مت 2: 1 – 10).
وظهر رد الفعل المباشر من هيرودس لسؤال المجوس، في استدعاء رؤساء الكهنة والكتبة لمعرفة ما تنبأ به العهد القديم عن الملك الموعود، مما يدل – بدون شك – على أن العهد القديم كان المصدر الذي استقى منه المجوس معلوماتهم . ويذكر البشير متى جزءاً من نبوة ميخا، هو الذي ذكره رؤساء الكهنة والكتبة لهيرودس دون أن يذكر نبوة بلعام بن بعور (عد 24: 17).
والرأى الشائع هو أن تلك الظاهرة كانت نوراً خارقاً للعادة، أشبه بنجم، ظهر في بلاد بعيدة في الشرق من اورشليم ، لرجال كانوا خبيرين بدراسة الظواهر الفلكية، وقد دفعهم ذلك النجم إلى الذهاب إلى اورشليم لرؤية الملك المولود.
وفى القرن السابع عشر، قال جوهانس كبلر إن انفجار نجم بعيد كان يمكن أن ينبثق عنه نور غير عادى. وكان القدماء ينبهرون برؤية المذنبات، وقد شوهد “مذنب هالى” في 240 ق.م. وبحساب دورته كل 77 سنة، يكون قد ظهر في عام 12 / 11 ق. م. . وهو تاريخ سابق لميلاد المسيح. علاوة على ذلك كان ظهور المذنبات في العالم القديم، يرتبط بحدوث كوارث. كما أن بعض العلماء يظنون أن ذلك النجم كان نتيجة اقتران كوكب المشتري بكوكب زحل، ولكن كل هذه ما هي إلا محاولات لاستبعاد الجانب المعجزي في الموضوع، وهو الأمر الواضح في ظهور النجم للمجوس مرة أخرى بعد مغادرتهم لاورشاليم ، ووقوفه فوق المنزل الذي كان به الصبي يسوع وأمه، مما جعل المجوس يفرحون فرحاً عظيما جداً (مت 2: 9 و10).