صوم الميلاد وتهيئه القلب!!
===================
جسر الصوم هو المعبر الذي أتخذته الكنيسة للالتقاء بمولود المذود لما رأته فيه وسيله جهاد تؤهل الانسان لأستعلان سر الخلاص في ميلاد الرب يسوع فلا يفهم الانسان أسرار الروح ما لم يتحلل من رباطاته الارضية ،فالصوم هو الذي يحل الانسان من رباطات الدنيا لينطلق نحو أسرار الكلمه المتجسد.
والصوم هو طريق الجهاد الذي يقود الارثوذكسيين في كل العالم نحو سر الميلاد العجيب أذ يكسر الصوم حواجز الاثم التي تفصل الانسان عن الله حتى يشرق شمس البر على قلوب تدرجت بفعل الصوم على الانطلاق من أحتياجات العالم لنوال الشبع الحقيقي من طفل المذود الذي يسدد حاجات الجسد والنفس والروح.
وأذ يحمل الميلاد رسالة رجاء وخلاص للخليقه كلها فأن الصوم يؤهل الانسان لنوال موضعه وسط الخليقه للتمتع بأسرار الميلاد فهو أنحلال من مطالب الجسد للتفرغ لميلاد الروح مع المسيح وفى المسيح ،لذا تطلب الكنيسة من المعمد ان يصوم فمن يريد ان يولد روحيا عليه أن يرتفع على سلم الصوم لآن “المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح “(يو6:3).
وكما أن الميلاد هو نزول كلمه الله الينا فهو أيضا صعود أفكار وقلوب البشر أليه فهو رحله عبورنا –خلال الصوم-الى مجده ،أذ نزل ليرفعنا فأن رحلتنا اليه ليست شرقا او غربا بل هي الى فوق ،رحله نسكيه بطبيعتها غير محمله بأشواق أرضيه تنطلق من الذات الى الله ولا تعود ألا بميلاد المسيح فيها ليجدد طبيعتها التى أفسدتها الخطيئه.
الصوم بكل صرامته يؤهل النفس الى الفرح الحقيقي فرح حضورو حلول المخلص وسط الجسد الخاشعّ !، على أن صوم الميلاد هو الموسم الوحيد الذي يمتزج فيه الفرح بالصوم فيظهر الصوم كعبادة روحية مفرحة تحمل فى ظاهرها خشونة وفى جوهرها فرح حقيقي بأستعلان مشتهى الامم في القلب الفقير من محبة العالم!
نزول ربنا يسوع هو دعوة للتقرب اليه ولم نستطيع قبول الدعوة ببطون ممتلئه! فأن كان موسى صام أربعين يوما للتقرب من الله ليستلم كلمة الله المكتوبه على ألواح حجريه فكم نحتاج نحن لنؤهل لميلاد كلمه الله الحي في قلوبنا ؟!
الميلاد هو حالة من التجلي المستمر والظهور الدائم في حياة نفس صعدت مع يسوع الصائم على جبل الصوم فوق أهتمامات الجسد ….
فأبتهجي يا أورشليم..وأستعد أيها المذود..فأن الرب نازل….هوذا الذي يمسك الكون بيديه تمسكه يد مريم…والذي يملئ الكون ينظره المجوس وسط التبن…شمس البر نزل ليضيء العالم فلا حاجة للنظرللنجوم يا مجوس..هوذا الذى يضيء يسكن القلوب الصائمة،،
كــــل سنــة وأنتــم طيبيبن