شرح ايقونة الميلاد :
ة والدة الإله : موضوع في مركز الأيقونة لبيان أهميتها
ومحوريتها في السر العظيم وذلك بسبب طاعتها ودخولها
في مشيئة الرب . وهكذا نرنم لها في غروب العيد " ماذا
نقدم لك أيها المسيح لأنك ظهرت على الأرض من اجلنا
فكل فرد من المبروءات التي ابدعتها يقدم لك الشكر :
فالملائكة التسبيح ، السماوات الكواكب ،المجوس الهدايا ،
الرعاة التعجب ، الأرض المغارة ، القفر المزود .
أما نحن فأماً بتولاً فيا أيها الإله النقي قبل الدهور ارحمنا " .
يهدف هذا الإظهار لبيان عذرية الميلاد وعذرية البتول
قبل الولادة وأثناءها وبعدها وهذا ما تشير له النجوم
الثلاث الموجودة في كل أيقونات السيدة على كتفيها
وجبينها ، تعابير وجهها تتسم بالحزن والوداعة
معاً كإشارة إلى إدراكها للآلام والصليب …
الطفل : يبدو الطفل يسوع بوجه رجل بالغ دليل أنه
كان قبل الولادة موجوداً بحكم ألوهيته ، ويبدو شكل
المذود كما النعش وقد وضع فيه الطفل ملفوفاً بأكفان
بدل الأقمطة والتي تشير إلى انه منذ ولادته هو مولود
لهدف واحد ألا وهو الفداء .
الحيوانان ( الثور والحمار : ( مرتبط بتمام نبوءة اشعياء
النبي " الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أما
إسرائيل فلا يعرف شعبي لا يفهم " ( أش 1: 3 )
ويربط القديس غريغوريوس النصيصي الثور باليهود
المرتبطين بالناموس والحمار بالأمم الرازحين تحت
وطأة عبادة الأوثان .
يوسف : في أيقونات قديمة تبدو نظراته باتجاه مريم بشيء
من الارتياب وفي أيقونات أخرى مديراً ظهره لهما كإشارة
لرفضه الأبوة للطفل . وفي أيقونات اخرى يبدو بعيداً عن
الحدث ويقف معه رجل هرم أحدب يرمز للشيطان الذي
يجربه بأفكار شريرة عن الحبل والولادة .
النجم : كرمز لنجم الميلاد وللكوكب الجديد يوع المسيح
الذي هو نجم يعقوب وفي رسم النجم إشارة للتنازل
العجيب والكبير للإله وتجسده .
الملائكة :يخبرون الرعاة بالبشارة ويرشدون المجوس
كيلا يعودوا الى هيرودس .
الرعاة والمجوس : ثلاث رعاة اثنان واقفان وآخر يعزف
على الناي كإشارة للتسبحة الملائكية . اما المجوس
فبلباس كهنة الدين الفارسي ويحملون الهدايا ،
الذهب كرمز لأنه ملك والبخور لأنه كاهن والمر
كرمز لموت المسيح ودفنه وقيامته .
لا تهدف اليقونة لإعطائنا حدثاً تاريخياً بتفاصيله
الدقيقة ولكن عن كيفية سر التدبير الإلهي ،
لذلك تدمج الأيقونة احداثاً حدثت في اوقات متفاوتة
وهكذا هي الأيقونة الأرثوذكسية أيقونة اللاهوت لا الحدث او التاريخ
لم يذكر لوقا المغارة بل المذود لكن التقليد المعتمد في أورشليم اعتبر إحدى المغائر التي كانت تستعمل كاسطبل حيوانات كمكان لولادة المسيح وعلى أساسه شيّدت كنيسة المهد في بيت لحم.
وهناك بعض الآثار التي تعود إلى القرون الثالث والرابع تظهر رسم لميلاد المسيح مع الرعاة والمجوس والرعيان.