السلاح الفتاك المسيحي
لمواجهة الشر والاشرار
(احد السادس من لوقا )
” طرد الشياطين وغرق الخنازير”
النص الانجيلي: لوقا 26:8-39
6 Καὶ κατέπλευσεν εἰς τὴν χώραν τῶν Γαδαρηνῶν, ἥτις ἐστὶν ἀντίπερα τῆς Γαλιλαίας. 27 ἐξελθόντι δὲ αὐτῷ ἐπὶ τὴν γῆν ὑπήντησεν αὐτῷ ἀνήρ τις ἐκ τῆς πόλεως, ὃς εἶχε δαιμόνια ἐκ χρόνων ἱκανῶν, καὶ ἱμάτιον οὐκ ἐνεδιδύσκετο καὶ ἐν οἰκίᾳ οὐκ ἔμενεν, ἀλλ᾿ ἐν τοῖς μνήμασιν. 28 ἰδὼν δὲ τὸν Ἰησοῦν καὶ ἀνακράξας προσέπεσεν αὐτῷ καὶ φωνῇ μεγάλῃ εἶπε· τί ἐμοὶ καὶ σοί, Ἰησοῦ, υἱὲ τοῦ Θεοῦ τοῦ ὑψίστου; δέομαί σου, μή με βασανίσῃς. 29 παρήγγειλε γὰρ τῷ πνεύματι τῷ ἀκαθάρτῳ ἐξελθεῖν ἀπὸ τοῦ ἀνθρώπου. πολλοῖς γὰρ χρόνοις συνηρπάκει αὐτόν, καὶ ἐδεσμεῖτο ἁλύσεσι καὶ πέδαις φυλασσόμενος, καὶ διαρρήσσων τὰ δεσμὰ ἠλαύνετο ὑπὸ τοῦ δαίμονος εἰς τὰς ἐρήμους. 30 ἐπηρώτησε δὲ αὐτὸν ὁ Ἰησοῦς λέγων· τί σοί ἐστιν ὄνομα; ὁ δὲ εἶπε· λεγεών· ὅτι δαιμόνια πολλὰ εἰσῆλθεν εἰς αὐτόν· 31 καὶ παρεκάλει αὐτὸν ἵνα μὴ ἐπιτάξῃ αὐτοῖς εἰς τὴν ἄβυσσον ἀπελθεῖν. 32 ἦν δὲ ἐκεῖ ἀγέλη χοίρων ἱκανῶν βοσκομένων ἐν τῷ ὄρει· καὶ παρεκάλουν αὐτὸν ἵνα ἐπιτρέψῃ αὐτοῖς εἰς ἐκείνους εἰσελθεῖν· καὶ ἐπέτρεψεν αὐτοῖς. 33ἐξελθόντα δὲ τὰ δαιμόνια ἀπὸ τοῦ ἀνθρώπου εἰσῆλθον εἰς τοὺς χοίρους, καὶ ὥρμησεν ἡ ἀγέλη κατὰ τοῦ κρημνοῦ εἰς τὴν λίμνην καὶ ἀπεπνίγη. 34 ἰδόντες δὲ οἱ βόσκοντες τὸ γεγενημένον ἔφυγον, καὶ ἀπήγγειλαν εἰς τὴν πόλιν καὶ εἰς τοὺς ἀγρούς. 35 ἐξῆλθον δὲ ἰδεῖν τὸ γεγονός, καὶ ἦλθον πρὸς τὸν Ἰησοῦν καὶ εὗρον καθήμενον τὸν ἄνθρωπον, ἀφ᾿ οὗ τὰ δαιμόνια ἐξεληλύθει, ἱματισμένον καὶ σωφρονοῦντα παρὰ τοὺς πόδας τοῦ Ἰησοῦ, καὶ ἐφοβήθησαν. 36 ἀπήγγειλαν δὲ αὐτοῖς οἱ ἰδόντες πῶς ἐσώθη ὁ δαιμονισθείς. 37 καὶ ἠρώτησαν αὐτὸν ἅπαν τὸ πλῆθος τῆς περιχώρου τῶν Γαδαρηνῶν ἀπελθεῖν ἀπ᾿ αὐτῶν, ὅτι φόβῳ μεγάλῳ συνείχοντο· αὐτὸς δὲ ἐμβὰς εἰς τὸ πλοῖον ὑπέστρεψεν. 38 ἐδέετο δὲ αὐτοῦ ὁ ἀνήρ, ἀφ᾿ οὗ ἐξεληλύθει τὰ δαιμόνια, εἶναι σὺν αὐτῷ· ἀπέλυσε δὲ αὐτὸν ὁ Ἰησοῦς λέγων· 39 ὑπόστρεφε εἰς τὸν οἶκόν σου καὶ διηγοῦ ὅσα ἐποίησέ σοι ὁ Θεός. καὶ ἀπῆλθε καθ᾿ ὅλην τὴν πόλιν κηρύσσων ὅσα ἐποίησεν αὐτῷ ὁ Ἰησοῦς. |
26 وساروا الى كورة الجدريين التي هي مقابل الجليل. 27 ولما خرج الى الارض استقبله رجل من المدينة كان فيه شياطين منذ زمان طويل وكان لا يلبس ثوبا ولا يقيم في بيت بل في القبور. 28 فلما رأى يسوع صرخ وخرّ له وقال بصوت عظيم ما لي ولك يا يسوع ابن الله العلي.اطلب منك ان لا تعذبني. 29 لانه امر الروح النجس ان يخرج من الانسان.لانه منذ زمان كثير كان يخطفه.وقد ربط بسلاسل وقيود محروسا.وكان يقطع الربط ويساق من الشيطان الى البراري. 30 فسأله يسوع قائلا ما اسمك.فقال لجئون.لان شياطين كثيرة دخلت فيه. 31 وطلب اليه ان لا يأمرهم بالذهاب الى الهاوية. 32 وكان هناك قطيع خنازير كثيرة ترعى في الجبل.فطلبوا اليه ان يأذن لهم بالدخول فيها.فأذن لهم. 33 فخرجت الشياطين من الانسان ودخلت في الخنازير.فاندفع القطيع من على الجرف الى البحيرة واختنق. 34 فلما رأى الرعاة ما كان هربوا وذهبوا واخبروا في المدينة وفي الضياع. 35 فخرجوا ليروا ما جرى.وجاءوا الى يسوع فوجدوا الانسان الذي كانت الشياطين قد خرجت منه لابسا وعاقلا جالسا عند قدمي يسوع فخافوا. 36 فاخبرهم ايضا الذين رأوا كيف خلص المجنون. 37 فطلب اليه كل جمهور كورة الجدريين ان يذهب عنهم.لانه اعتراهم خوف عظيم.فدخل السفينة ورجع. 38 اما الرجل الذي خرجت منه الشياطين فطلب اليه ان يكون معه ولكن يسوع صرفه قائلا 39 ارجع الى بيتك وحدث بكم صنع الله بك.فمضى وهو ينادي في المدينة كلها بكم صنع به يسوع
|
العظة :
باسم الآب والابن والروح القدس آمين
(من لا يجد في نفسه خوف الله فليعلم ان نفسه ميتة).
” اتق الله واحفظ وصاياه لان هذا هو الانسان كله” ( جامعة 12: 13).
ايها الاحباء :يقول انجيل اليوم عن اهل منطقة الجرجسيين انهم سألوا الرب يسوع ان يخرج من مدينتهم لانهم اعترتهم خوف عظيم ،فضلوا سلطان الشيطان على حضور ابن الله في وسطهم.
ايضا لما رأى الشياطين يسوع ارتعدوا وخافوا لانهم عرفوا من هو يسوع ،خافوا من قدرته ولم تستطع ان تقف امامه دقيقة واحدة ،اذ خافت وارتعبت الشياطين الكثيرة المجتمعة في ذلك المسكين وطلبت الى المسيح ان لا يعذبها .
هكذا نرى ان الخوف يحرم الانسان من التمتع بعشرة الله.
ايها الاحباء : تسمعون مرارا وتكرارا في القداس الالهي هذه الطلبات :
– من اجل هذا البيت المقدس والذين يدخلون اليه بايمان ورع وخوف الله..
– واعطهم ان يعبدوك كل حين بخوف .. ان يشتركوا في اسرارك المقدسة
– لنقف حسنا .. لنقف بخوف لنصغ..
– بخوف الله وايمان ومحبة…
سؤال ما هو الخوف وماذا يقول الكتاب المقدس عن الخوف؟
الجواب: يشير الكتاب المقدس إلى نوعين معينين من الخوف. النوع الأول مفيد ونافع ويجب بنا تشجيعه. أما النوع الثاني فهو مؤذٍ وضار ويجب التغلب عليه.
النوع الأول هو مخافة الرب. هذا النوع من الخوف لا يعني بالضرورة الشعور بالرعب من شيء ما. بل هو نوع من التبجيل ومهابة الله؛ أي إحترام سلطانه ومجده. وهو أيضاً الإحترام الواجب لغضبه أيضاً. فإن مخافة الله تعني الإدراك الكامل لمن هو الله وهذا يأتي عن طريقة معرفة الله ومعرفة صفاته. مخافة الله تعني أيضا طاعته والعمل بوصاياه،والخوف من الوقوف أمامه في يوم الدينونه الرهيب الذي فيه يجازي الرب كل واحد بحسب أعماله،والإنسان الذي لا يخاف الله،هو إنسان خاطىء يمكنه أن يرتكب أية خطيئة دون خشية ولا خجل.
مخافة اللـه أساس الديانة : فلابد أن تبعث عظمة اللـه وقداسته المهابة في الإنسان المؤمن:” عند اللـه جلال المهيب . القدير لا ندركه. عظيم القوة والحق وكثير البر. لا يُجاوب. لذلك فلتخفه الناس” (أيوب 37: 22 ـ 24).
إن مخافة الرب تجلب معها الكثير من البركات والفوائد. إنها رأس الحكمة وتقود إلى الفهم الصحيح (مزمور 111: 10). الأغبياء فقط يكرهون الحكمة والتأديب (أمثال 1: 7). وأكثر من هذا فإن مخافة الرب تقود إلى الحياة والراحة والسلام والرضى (أمثال 19: 23). هي النبع والحياة (أمثال 14: 27) وهي توفر لنا الأمن والأمان (أمثال 14: 26). وهي القوة التي تحفظنا من الخطأ ،يقول الكتاب المقدس في مخافة الله الحياد عن الشر (ام 16 :6 ) اذا مخافة الرب هي عبادة الله وخدمته.
اما النوع الثاني من الخوف المذكور في الكتاب المقدس هو الخوف الضار وغير المفيد على الاطلاق هو خوف العجز ،الخوف الذي يضر بالخائف ويجعله مصدرا للخوف وهذا الخوف عدو للانسان لانه يضعف عزيمته ويشوش ذهنه ،جاء هذا الخوف للعالم نتيجة السقوط .
ولكي نتغلب عليه علينا أن نثق في الله ونحبه بالكامل. “ليس في المحبة أي خوف. بل المحبة الكاملة تخرج الخوف خارجاً. فإن الخوف يأتي من العقاب. والخائف لا تكون محبة الله قد إكتملت فيه.” (1 يوحنا 4: 18). لا يوجد أحد كامل، الله يعرف هذا الأمر. لهذا قدَّم لنا الكثير من التشجيع ضد الخوف في كل الكتاب المقدس. بداية من سفر التكوين وحتى سفر الرؤيا يذكرنا الله بألا نخاف.
مثلا يشجعنا الكتاب المقدس ويقول : “لا تخف لأني معك. لا تتلفت حولك جزعاً لأني إلهك، أشددك وأعينك وأعضدك بيمين بري.”( اشعياء 41: 10) .أحيانا ما نخاف المستقبل وما قد يحمله لنا. ولكن يسوع يذكرنا أن الله يهتم بطيور السماء فكم بالحري يهتم بإحتياجات أولاده؟ “فلا تخافوا إذن! أنتم أعز من عصافير كثيرة.” (متى 10: 31) إن الله يقول لنا ألا نخاف من الوحدة، أو من الضعف، أو من نقص الضروريات المادية.
“على الله توكلت فلا أخاف. ماذا يستطيع أن يصنعه بي الإنسان؟” (مزمور 56: 11)هذه شهادة رائعة عن قوة الإتكال على الله. فمهما حدث، سيبقى المؤمن واثق في الله لأنه يعرف ويفهم مقدار قوة الله. إن مفتاح التغلب على الخوف إذاً هو الثقة الكاملة والتامة في الله. الإتكال على الله يعني رفض الإستسلام للخوف. فهو يعني اللجوء إلى الله حتى في أحلك الأوقات مع الثقة بأنه يستطيع أن يصلح كل الآمور. هذه الثقة تأتي من معرفة أن الله صالح.
عندما نتعلم كيف نثق في الله لن نعود خائفين مما يقف أمامنا. يسوع وحده يستطيع ان يخلصنا من الخطيئة وينزع الخوف من قلبنا ويعطينا الحياة الأبدية وذلك حسب وعده الصادق: “الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي الى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة”.
اذا يا احبائي لا تخافوا لا من الموت ولا من الشيطان، إذ لا قوة له على الإنسان المؤمن ذلك أن نعمة الله التي تسندنا هي أقوى من الشيطان إن أراد أن يحاربنا إذ لا نعط للشيطان حجما فوق حجمه.
فيجب الا تخافوا ولا تخشوا الجوع والمرض او الفقر او الالام او الناس الاشرار او الموت او الدينونة فقد فقدت وخسرت كل هذه رهبتها وذلك في صليب ومحبة المسيح :” لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت ” ( لوقا 12: 32 ) .
اخيرا : نتعلم اليوم من الانجيل ،فلا سلطان للشيطان على الانسان الذي فداه المسيح على الصليب وسكن فيه الروح القدس، اما من يفارقه الروح القدس فللشيطان سلطان عليه،ولكن الرب يسوع لم يتركنا ضعفاء ويتامى ولا يسمح للشيطان ان يتغلب علينا ،بل المسيح اشتهى ان يكون واحد فينا فترك لنا سلاحا فعالا لمواجهة الشر والشيطان فترك لنا جسده ودمه لنأكله ونحيا به فتصير فينا قوته وسلطانه فلا يقدر الاعداء مهما كثر عددهم ان ينزعوا منا ثوب الفضيلة.(لا تخافوا انا هوَ هوْ)آمين.