هو يوحنا بن سرجون بن منصور ابن عائلة دمشقية عريقة حافظت على إيمانها الأرثوذكسي وتقواها. كان ابوه سرجيوس يشغل في بلاط الخليفة الأموي يزيد وظيفة تعادل وزارة المالية في أيامنا. درس يوحنا على راهب عالم اللغة والخطابة والهندسة والموسيقى والفلسفة وخاصة مؤلفات آباء الكنيسة. خلف والده في وظيفته وخدم بلاده بكل تفان وحكمة. غير ان تبوءه هذا المنصب لم يمنعه من الاهتمام بالشؤون الدينية اللاهوتية. ترك الوظيفة والعالم نهائيا، ربما في ايام الخليفة عبد الملك بن مروان عندما تعربت الإدارة الاموية. دخل دير القديس سابا في فلسطين راهبا مبتدئا يتتلمذ على احد الشيوخ ويتدرب على ممارسة الطاعة والتواضع ويقضي حياته في الصلاة والتأمل والعمل اليدوي. توفي حوالي سنة 357 للميلاد.
أشهر مؤلفاته كتاب من ثلاثة أقسام عنوانه "ينبوع المعرفة". القسم الأول "الفصول الفلسفية" مؤلف جدلي قصير ، والقسم الثاني "تاريخ الهرطقات"، والقسم الثالث وهو الأهم "الإيمان الأرثوذكسي" يعرض فيه العقيدة بدقة بطريقة منطقية منظمة صارت مثالا لما كتب بعدها. له أيضا الدفاع عن الايقونات وعظات عديدة في الاعياد . علاوة عن ذلك كان يوحنا الدمشقي اول من رتب الموسيقى البيزنطية ودوّن الالحان الثمانية ونظم الاناشيد الكنسية واشهرها للقيامة نشيدا حماسيا نرتله صباح كل فصح ومطلعه :اليوم يوم القيامة فسبيلنا ان نتلألأ ايها الشعوب لأن الفصح هو فصح الرب… يرتكز تعليم القديس يوحنا الدمشقي على يسوع المسيح المتجسد الذي تألم بالجسد ليلغي بجسده القائم من بين الأموات كل حاجز بين الله والإنسان. لم يعتق طبيعتنا وحسب لكنه يتحد بكل واحد منا بكليته بحنان ابوي ليخلصه. في عظته عن التجلي يقول أن الإنسان مدعو إلى التأله بمشاركته في المسيح المتجلي الذي "يشع جسده الأرضي بالبهاء الإلهي". يحصل هذا التحول – التجلي – في خبرة القداس الإلهي والمناولة، والأيقونة جزء من الخبرة هذه.
اتخذه المعهد اللاهوتي في البلمند شفيعا له منذ تأسيسه سنة 1970 ويعيّد له باحتفال في 4 كانون الأول.
اخوه قوزما الاورشليمي