مغارة المهد
ليس من شك أن هذه المغارة كانت في سالف العصور فسحة رحبة يمكن الدخول إليها بلا عقبات، ولكن نظرًا لأرتفاع الأرض حولها بمرور السنين قد إضطر تعزيزها بالدعائم فتجزأت وضاقت فأضحت جهة المهد نفسها لا تزيد على الإثنى عشر مترًا ونصف طولًا ونحو الثلاثة عرضًا. إلى الجهة الشرقية منها بين المنحدرين تري في الصخر تجويفًا مستديرًا علي شكل هيكل وعلي شقفه حتى اليوم آثار الفسيفساء، التي تصور ميلاد الرب، وبه كتابة لاتينية مرصوفة بالرخام الأبيض تتوسطه نجمة فضية نقش عليها باللاتينية.
وعلى بعد خطوات معدودات منخفض للجهة القبلية الغربية تنحدر إليه بثلاث درجات، دعم مدخله لجهة الشمال بثلاثة أعمدة تجد مكان المذود حيث وضعت العذراء ابنها على التبن وأتاه الرعاة ساجدين. والبلاطة الرخامية البيضاء تشير إلى محل المعلف وأما المذود الخشبي نفسه المصفح بالفضة كما ذكر المؤرخون فهو محفوظ في رومه في كنيسة مريم العذراء العظمى منذ القرن الثاني عشر، وبإزاء المعلف قد أقيم هيكل باسم المجوس الذين استدلوا بالنجم على ميلاد المخلص فأتوا وسجدوا له متى 2: 1 – 12.
وفي آخر المغارة إلى جهتها الشمالية باب تدخل منه إلى هيكل معروف بهيكل القديس يوسف تذكارًا لما أوحى إليه به في الحلم إذ أتاه ملاك الرب يأمره بالرحيل إلى مصر مع مريم العذراء وإبنها، ثم تنحدر إلى هيكل قتل الأطفال الشهداء وهو أرحب من سواه هناك وفي وسطه عمود ضخم يدعم سقفه. وتحت هيكله باب صغير يهبط منه إلى مغارة أخري صغيرة تفتح مرة في السنة وفيها وضعت رفات بعض هؤلاء الأطفال – وتري في دهليز آخر إلى اليسار هيكلًا على قبر أوسابيوس تلميذ القديس ايرونيموس وأبنتها القديسة أوسطاكبا وقبر القديس ايرونيموس الذي رقد بالرب سنة 420 م. Paula ومنه إلي فسحة فيها قبر القديسة بولا
وهذان القبران فارغان وعليهما هيكلان فإن جسد القديس ايرونيموس قد نقل إلى رومية ووضع في كنيسة مريم العذراء العظمى، وأما جسد القديسة بولا وأبنتها فقد أهمل التاريخ ذكرهما من عهد بعيد.