نسطوري من معاصري أبي قرة، ولد في قرية من بلاد ما بين النهرين سنة 727 أو 728. تعلم على يد عمه جاورجيوس، أسقف بيت نعاس، تفسير الكتاب المقدس والآباء والليتورجيا، كما تدرب على فلسفة أرسطو، تعلم اليونانية والعربية والسريانية. اعتلى السدة البطريركية حوالي 42 سنة من سنة 780 حتى وفاته سنة 823.اشتهر بنشاطه وسعة علومه ومعارفه، وقد عرفت الكنيسة النسطورية في عهده انتشارها الأكبر حتى الهند والصين، فهو الذي نشط حركة الإرساليات والمبشرين النساطرة.
حافظ البطريرك على علاقات جيدة مع المسلمين عامة، فخلال سنين حياته تعاقب عليه خمسة خلفاء، وقد استطاع المحافظة دائماً على علاقات طيبة معهم بسبب تمتعه بقدرة دبلوماسية غير اعتيادية.كانت له علاقة طيبة مع المهدي الذي كان يدعوه دائماً إلى البلاط ويتحاوران بمسائل دينية وغير دينية في جو من المودة والاحترام. وقد ظهر هذا الحوار بشكل رسالة من الجاثليق إلى المهدي، ويتضمن الحديث حول شخصية المسيح، الثالوث، العجائب، النبوءات التي حضّرت للتجسد، عدم تحريف لا التوراة ولا الأنبياء ولا الإنجيل، سبب عدم الإيمان بمحمد كنبي.ويظهر البطريرك في هذه المحاورة حكيماً، جريئاً، بارعاً جداً في مدح غيرة محمد على التوحيد، مع التأكيد أنه ليس خاتم الأنبياء بسبب غياب النبوءات عنه وعدم اجتراحه المعجزات. وهو لم يتوانى عن إعطاء الأجوبة التي يتوجبها الإيمان المسيحي عالماً أنها ليست مقبولة من قبل المسلمين. فهو لم يسيء للإسلام ولم يتقرب منه أيضاً، كما أنه ميز بين الإسلام والمسلمين.
2. الراهب جرجي السمعاني[1][2]:
ليس لهذا الراهب ذكر في التاريخ إلا ما يذكره عنه تلميذه كاتب هذه المجادلة. وهو أنه راهب من رهبان دير القديس سمعان في جبل سمعان في حلب. وقد جرت مجادلة بينه وبين ثلاثة من فقهاء المسلمين في حضرة الأمير مشمر الأيوبي، هذا الأمير الذي كان من أتباع الملك الظاهر غياث الدين غازي صاحب مدينة حلب وأصغر أولاد صلاح الدين الأيوبي.جرت هذه المجادلة سنة 1216، وقد يستغرب المرء هذا التاريخ حيث أنّ هذه الفترة كانت فترة تعصب شديد للإسلام، لكن من المعروف أن شوكة الإسلام قد انكسرت وضعفت قوة أصحابه في الحروب الصليبية. وإن كان صلاح الدين قد استرجع شيء منها، لكن بعد موته ضعفت قوة الإسلام بانقسام مملكته بين أولاده وإخوته، هذا الأمر أدى إلى استعادة المسيحيين شيء من حريتهم في أمر دينهم.
تراعي هذه المجادلة آداب المناظرة بين المتجادلين، وتحوي العقيدة سليمة بأسلوب واضح ومبسط يدل على حكمة المحدّث وسعة معرفته وعمق إيمانه، فتبين أهم عقائد الدين المسيحي خاصة الفداء، الصلب، الثالوث والتوحيد، ويوضح صحة الديانة المسيحية وبشارة الرسل بكل اللغات وصحة الإنجيل، كما أنه يعطي تفسيراً عن بعض العادات الرهبانية كعدم زواج الرهبان وعدم أكلهم اللحم.لا يقر الراهب بنبوءة محمد، ويدخل في مقارنة مع المسيحية ويقترح تفسير لظهور الإسلام.
3. بطرس البيت رأسيّ[2][3]:
أسقف بيت رأس الملكي من أعمال فلسطين، تحدث باحترام عن موقف المسيحيين من المسلمين، وأعطى صورة غير مشبوهة، فمثلاً في كتابه "البرهان" الذي كتبه عام
4. بولس الراهب الأنطاكي[3][4]:
ليس لدينا الكثير من المعلومات عن حياته، هو أرثوذكسي عاش في القرن الثاني عشر، من مواليد أنطاكية، ترهب وبعد فترة طويلة انتخب أسقف على صيدا.قام برحلة طويلة قادته إلى أراضي الرومان والقسطنطينية وروما، وخلال هذه الرحلة قابل الكثير من الشخصيات المهمة.
كان متمكناً في الفلسفة الأرسطية واستعملها في دفاعه عن الدين المسيحي في محاوراته مع العلماء المسلمين.من أهم كتاباته التي وصلت إلينا نص يحتوي على خمسة مقالات أو رسائل عن العقيدة المسيحية، يردّ فيها الكاتب على أسئلة غير المسيحيين. يتألف النص من رسالة عقلية، ورسالة إلى الأمم واليهود، ورسالة إلى المسلمين، ومقالة في الفرق المسيحية المختلفة، وشرح عن رأي النصارى في التوحيد.يبدأ كل كتاباته بالبسملة التالية: "بسم الآب والابن والروح القدس، الإله الموحد جوهره، المثلثة أقانيمه".في رسالته للإسلام يحاور الأسقف أصدقاءه المسلمين بكل محبة واحترام وبروح الصداقة، رافضاً في الآن ذاته الدخول في دين الإسلام أو انتقاد الدين، لأنه وجد أن القرآن يعظّم المسيح وأمه والإنجيل. وهو يستعمل القرآن بآياته من خلال الرسالة كبرهان على صحة رسالة المسيحية، كما أنه يشرح إيمان المسيحيين بالثالوث القدوس بأسلوب رد التهم عليهم.
يستخدم تعابير كانت مشتركة بين المسيحيين والمسلمين مثل "الرحمن، المصطفى…".
كما أنه كتب مقالة تكلم فيها عن الله الواحد المثلث الأقانيم، من أجل أن يعرف المسلمون كيف ينظر المسيحيون إلى هذا الأمر ويتوقفوا عن اتهامهم بالشرك. ويستهل هذه المقال بقوله: "نحن معشر النصارى نعتقد بإله واحد لا شريك له في الأزلية ولا نظير له في الربوبية".
5. الرشيد أبو الخير بن الطيب[4][5]:
قبطي، خدم الوزير تقي الدين عمر أيام السلطان عثمان صلاح الدين (1193-1198). له كتاب "ترياق العقول في علم الأصول" يتحدث فيه عن أهم المعتقدات المسيحية: الثالوث، التجسد، الشرك، البعث… أيضاً له كتاب آخر "خلاصة معتقد الملة المسيحية" يرد فيه على الإسلام واليهودية.
6. القديس يوحنا الدمشقي[5][6] (676-750):
ولد القديس يوحنا سنة 676 من عائلة دمشقية غنية، فأبوه سرجون بن المنصور كان مسؤولاً كبيراً في دار الخلافة، وقد تلقى مختلف العلوم على يد معلّمه الراهب قزما (منطق، خطابة، هندسة، الكتاب المقدس…). وبعد وفاة والده أخذ مكانه عند عبد الملك بن مروان، فأصبح مسؤولاً كبيراً في الخلافة وكانت علاقته حميمة مع رؤساء البلاد.لكن بالرغم من ذلك فقد ترك العالم وذهب إلى دير القديس سابا ليترهب هناك، وفي سنة 726 رسمه البطريرك يوحنا الرابع لشهرته في التعليم والوعظ. وقد برز كمدافع قوي ثابت عن الأيقونات، خاصة أيام الامبراطور لاون الثالث.كان للدمشقي علاقة قوية بالمجتمع الإسلامي كما كان له خبرة فيه، فقد عايشه وتعرّف إليه في عصره الأول، فكان له معرفة قوية بالقرآن والحديث، لذلك استطاع أن يكون رائداً في الحوار المسيحي الإسلامي.أما بالنسبة لموقفه فيرجح الدارسون أن موقفه كان واضحاً صريحاً، فالعصر الذي وجد فيه كان عصر حوار حر، والمناظرات المفتوحة والحرة كانت سائدة آنذاك، وكان البحث في جو من الصراحة والتسامح.وقد ترك الدمشقي عدد من المؤلفات حول الإسلام وما كان هدفه إلا إعطاء المسيحيين فكرة عن إيمان المسلمين وممارساتهم، ودحض ما يعتبره خطأ ديني.
ومن أهم هذه المؤلفات:
1- نص 100/101 من كتاب النحل، وهو جزء من كتاب منهل المعرفة.
2- المناظرة المسيحية الإسلامية.
في العمل الأول تعامل الدمشقي مع الإسلام على أنّه نحلة (هرطقة) مسيحية، فهو ليس بدين يختلف عن المسيحية. وقد أخذ آياتهم وحاول إظهار معناها وكشف أخطاءها للمسيحيين. وفي هذا النص يلمح القديس الدمشقي إلى لقاء محمد براهب آريوسي أخذ تعليمه منه. كما أنه يرد على اتهام المسيحيين بأنهم مشركين. أما بالنسبة لأسلوبه فهو لا يعتمد على الإجابة مباشرة على السؤال إنما يجيب باعتراض عليه، مثلاً عندما يتهم المسلمون المسيحيين أنهم يكرمون الصليب يتحدى يوحنا بدوره تكريمهم للكعبة.
أما في المناظرة المسيحية الإسلامية فيتناول الحوار موضوعين أساسيين:
1- النقاش حول لاهوت المسيح، الذي يتطور إلى جدل في مقارنة كلمة الله (المسيح) وكلمات الله (القرآن).
2- النقاش حول مصدر الخير والشر، والذي تناول موضوع القدرية وحرية الإرادة.
وما القصد من هذا الحوار إلا تعليم المسيحي كيف يحمي إيمانه إذا هوجم.
كما أن هناك مؤلفات أخرى تنسب للدمشقي لكنها عبارة عن نصوص غير محققة، مثلا تفنيد آراء المسلمين، وحوار ينسب لأبي قرة.
7. ثيودوروس أبي قرة[6][7] (755-830):
خلقدوني مولود في الرها، ويختلف الدارسون في تحديد تاريخ ولادته والأرجح هو 755. درس الطب والمنطق والفلسفة، كما أتقن اللغات الثلاث: اليونانية، السريانية، العربية، وترك مؤلفات كثيرة بهذه اللغات.ترهب في دير مار سابا، حيث كان ذكر الدمشقي لا يزال حياً بين الرهبان، فتعمق في دراسة الكتاب المقدس وآباء الكنيسة لا سيما الدمشقي فرغم أنه لم يعرفه شخصياً إلا أنه اتبع خطاه. عند شغور كرسي حران الأسقفي اختاره بطريرك القدس أسقفاً عليها، ومن المرجح أن ذلك كان سنة 795. بقي أسقفاً لحران لفترة قصيرة، ثم عزله البطريرك ثاودوريتس بسبب شكاوي رفعت ضده، أو قد يكون استقال لأسباب شخصية.عاد بعد ذلك إلى دير القديس سابا، وفي عام 813 بدأ نشاطاً جديداً بالتجول في البلاد فلاقى إعجاب الناس لفصاحته ومنطقه في الحوار مع المسلمين، توجه فيما بعد إلى بغداد والتقى فيها كبار المعتزلة وناظرهم. وفي حران سنة 829 التقى المأمون وتفاوض معه وجرت بينهما مجادلة طويلة حول إيمان المسيحيين. ولا ننسى أن نذكر أنّه جاهد في سبيل إعادة الوحدة بين المسيحيين المنقسمين (اليعاقبة – الملكيين).كان من المدافعين عن الإيمان المسيحي تجاه المسلمين فهو لم يتصدى للإسلام مباشرة كعقيدة، فقد كان يعرف جيداُ عقيدة المسلمين، لذلك نراه لا يخشى محاورة أئمة المسلمين.
له مؤلفات عديدة موجهة إلى الإسلام وهي عبارة عن إيضاح دفاعي للإيمان المسيحي، كما أنّ له عدة محاورات يجيب من خلالها على اعتراضات يثيرها بعض المسلمين أمامه حول إحدى نقاط العقيدة المسيحية.وما ساعده على القيام بهذه الدفاعات هو أنه عاش في عهد هارون الرشيد والمؤمن، فاستفاد من جو الانفتاح الفكري الذي شجعه هذان الخليفتان ليوضح للمسلمين حقيقة الديانة المسيحية وأسرارها. فكان له مقالات وحوارات وجهها للمسلمين وهي محفوظة في مجموعة مين اليونانية[7][8].
ومن أهم تلك المؤلفات:
– ميمر في وجود الخالق والدين القويم.
– مقال في التوحيد والتثليث.
– ميمر في الرد على من ينكر الله التجسد.
– مجادلة مع المتكلمين المسلمين في مجلس الخليفة المأمون: وتتناول هذه المجادلة مواضيع شتى أهمها: الثالوث، ألوهية المسيح، صلبه، حرية المسيح في صلبه، صلاة المسيح، رؤية الله، الختان، صحة الإسلام.
– مقال في الحرية.
– جوابه لمسلم قال له: هل صلب اليهود المسيح باختياره أم مكرهاً.
– جوابه على سؤال أعرابي قال له: هل المسيح إلهك، وهل لك إله آخر، فإذاً الآب والروح القدس زائدان.
– حوار مع حاكم حمص حول وجود الله وسر التثليث، وله أيضاً مناظرة حول حقيقة الديانة المسيحية بشكل عام.
– اعتراضات على صحة رسالة النبي. كما كتب جواب لأحد المسلمين يقول فيه أبو قرة: إن معارضة النبي محمد للمسيحية ونكرانه للثالوث يجعلنا لا نعترف برسالته وربما هذه من المرات الوحيدة التي يتصدى فيها أبو قرة مباشرة لصحة الدعوة الإسلامية.
– كما ينسب له مؤلفات أخرى مثل: ثماني مسائل وأجوبة طعن على البرانيين (أي المسلمين)، وبدايتها: رد على الذين يقولون: إن النصارى يؤمنون بإله ضعيف إذ يقولون أن المسيح إله، وأنه لطم وضرب وصلب ومات وقام
8. سويرس بن المقفع[8][9]:
ولد حوالي سنة 915، نشأ في مصر القديمة، تربى تربية حسنة فقد جمع بين العلوم الدينية والدنيوية، وكان له معرفة واسعة بالفلسفة اليونانية والعربية. تدرج في وظائف الدولة فكان كاتباً، وقد عرف آنذاك باسم أبي البشر. وبعدما وصل إلى أعلى المناصب ترك مجد العالم وتخلى عن وظيفته ليترهب في أحد الأديرة، وخلال فترة ترهبه كوّن ثقافة دينية واسعة بالاعتماد على الكتاب المقدس ومؤلفات الآباء القديسين. ولما كان ذا علم وفضل ذاع صيته بين المسيحيين فتم اختياره أسقف على الأشمونيين.
علاقته كانت ودية بعيدة عن الخوف مع كبار المسلمين، وقد جالس كبار المفكرين المسلمين، كما كان على علاقة قوية وطيبة مع المعز مؤسس الدولة الفاطمية في مصر فكان يدعوه للمناظرة مع أئمة المسلمين واليهود، وقد جرت مناظرة بينه وبين أمهر فلاسفة الإسلام قبل سنة 955، وقد تحدثوا خلالها عن الثالوث، ودونت هذه المناظرة في "كتاب المجالس".كما أنه ألّف كتب جدلية للرد على المسلمين واليهود.
9. عمار البصري[9][10]:
كاتب مسيحي مجهول الهوية عاش في القرن التاسع في مدينة البصرة في بلاد ما بين النهرين. لديه كتابان: "البرهان" "كتاب المسائل والأجوبة"، ويظهر في مقالاته جدالات مع المسلمين، فيرد على من يستهزأ بتقبيل المسيحيين للصليب، كما يرد على اعتراضاتهم حول العقائد المسيحية، وعلى من يقولون بتحريف الإنجيل.
10. يحيى بن عدي[10][11]:
سرياني ولد في تكريت 893، عاش طفولته في بغداد التي كانت آنذاك عاصمة الخلافة والمركز الرئيسي للعلوم العالية، وهناك تتلمذ فيها على يد أشهر فلاسفة عصره النسطوري أبو بشر وأبو نصر الفارابي. انتقل إلى الشام حيث كانت له مكانة في المدرسة الفلسفية فالتف حوله نخبة من الشبان المسيحيين والمسلمين ليستقوا منه. كان يعمل بشكل دؤوب، فتفوق في ميدان الفلسفة وعلم الكلام والجدل، وضع أفكار أرسطو في خدمة عقيدته مع الابتعاد عن أفكاره غير الموافقة للحقائق الدينية.كان له جدالات كبيرة مع المسلمين، وكان شغله الشاغل إظهار حقيقة الثالوث القدوس ومعنى سر التجسد، وقد خصص عدة رسائل لإثبات صحة الكتب المقدسة التي ينتقدها المسلمون.
ومن أهم مقالاته: "في التوحيد"، وفيها يرد على المسلمين الذين يتهمون المسيحيين بالشرك بسبب عبادتهم ثلاثة آلهة. وقد عمل على إيضاح معنى الإيمان بالآب والابن والروح القدس، وأظهر عدم تناقض هذا الإيمان بالإيمان بالله الواحد.والملاحظ أنه لا يذكر في مقالته لا كلمة مسيحيين ولا مسلمين، لعدم رغبته في كتابة مقالة دينية لاهوتية[11][12].
11. غريغوريوس بالاماس[12][13] (1296-1359):
يلقب بلاهوتي الروحانية الأرثوذكسية، ولد في القسطنطينية 1296. من عائلة نبيلة، أمضى فترة من حياته في القصر الملكي حتى سن 20-22، درس البيان والخطابة والطبيعيات والمنطق، كما درس الفكر الفلسفي وخاصة أرسطو. وقد علمه ثيوليبتوس أباه الروحي وأستاذه الصلاة النقية.عام 1316 ترك العالم وذهب إلى جبل آثوس ليترهّب، وفي سن الثلاثين عام 1326 سيم كاهناً، أما في عام 1338 فقد حدثت المجابهة التاريخية الشهيرة بينه وبين الراهب برلعام. وبالنسبة لسيامته رئيس أساقفة على تسالونيك فقد تمت عام 1349 حيث رعى شعبها رعاية رسولية مدة 13 سنة.وفي سنواته الأخيرة وبينما كان ينتقل عن طريق البحر من تسالونيك إلى القسطنطينية وقع في الأسر بأيدي القراصنة الأتراك الذين ساقوه إلى آسيا الصغرى حيث بقي هناك أسيراً ما يقارب السنة (1353-1354).احتك القديس بالمسلمين من خلال أسره، حيث أنه أبدى اهتماماً بالدين الإسلامي، فكتب عدة وثائق ورسائل تظهر التسامح الكبير الذي كان الأتراك يعاملون به المسيحيين من أسرى وسكان المناطق المحتلة. كما كان له حوار صريح مع الابن الأكبر للأمير التركي أورخان، وكنتيجة لهذا الحوار عبر القديس عن الأمل أن يحل يوم "يصبح فيه بإمكاننا أن نفهم بعضنا بعضاً".أما أفكاره حول الإسلام تندرج في إطار رسالة رعائية الطابع كتبها وهو في الأسر، وهي تتضمن حوار ديني مع "الخيونيين" وهم جماعة عرفوا المسيح لكنهم لم يكرموه كإله وإنسان.
وفي حواره مع الأمير أجاب سلباً على سؤال الأمير في ما إذا كان يحب النبي محمد، فمن الطبيعي أن الذي لا يؤمن بتعليم معلم ألاّ يحبه كمعلم، وشرح للأمير معنى الألم والصلب الطوعي. كما تحدث حول نبوءة المسيح وعلاقة الله بالعذراء باستخدام سورة مريم. بالإضافة إلى أنه شرح عقيدة الثالوث ودافع عنها.ومما قاله في هذا الخصوص: "الله له كلمة وروح وهي معه وفيه بلا بداية ولا انفصال. الله لم يكن أبداً ولا يمكن أن يكون بلا روح أو كلمة، إذاً الثلاثة واحد وواحد في الثلاثة".
[13][1] عدرة، الياس، المحاورة الدينية بين الجاثليق تيموثاوس والخليفة المهدي، رسالة ماجستير، بلمند 1989.
[1][2] مجادلة جرجي السمعاني مع ثلاثة شيوخ بحضرة الأمير مشمر الأيوبي.
[2][3] بسترس، كيرلس، المسيحية والإسلام مرايا متقابلة، مركز الدراسات المسيحية الإسلامية، جامعة البلمند، 1997.
[3][4] حولي، أمين، مخطوط "الفرق المتعارفة من النصارى" لبولس الأنطاكي أسقف صيدا، رسالة لنيل إجازة في اللاهوت، بلمند 1991. أيضاً : قنواتي، جورج (الأب)، المسيحية والحضارة العربية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر. أيضاً: رعيتي، أبرشية جبيل والبترون، عدد 29، 1997.
[4][5] نفس المرجع السابق.
[5][6] بوشي، فادي، الإسلام عند القديس يوحنا الدمشقي، أطروحة ليسانس في اللاهوت، بلمند 1987. أيضاً: رستم، أسد، تاريخ كنيسة أنطاكية، جزء 2، منشورات النور. أيضاً : الهرطقة المئة، القديس يوحنا الدمشقي، 1997.
[6][7] سمير، سمير (الأب)، ثيودوروس أبي قرة، موسوعة المعرفة المسيحية، الفكر العربي المسيحي، جزء 1 + 2 دار المشرق، بيروت 2000.
[7][8] ديك، أغناطيوس (الأب)، ميمر في وجود الخالق والدين القويم، سلسلة التراث العربي المسيحي، 1982.
[8][9] خليل، سمير (الأب)، ساويرس بن المقفع كتاب مصباح العقل، التراث العربي المسييح 1، القاهرة 1978.
[9][10] رعيتي، 1997، 45.
[10][11] نفس المرجع السابق.
[11][12] رعيتي، أبرشية جبيل والبترون، عدد 37، 1997.
[12][13] سير القديسن، الجزء الأول، عائلة الثالوث القدوس، دوما، 1992. أيضاً : متري، طارق، الفكر المسيحي الإسلامي، أمالي غير منشورة، البلمند.