يقول الكتاب المقدس : " اسمع يا اسرائيل ان الرب الهنا هو رب واحد . فأحبب الرب الهك بكل قلبك وكل نفسك وكل قوتك " ( تثنية الاشتراع 6: 4 – 5 ) .
عرف الرب ان تعليم الوالدين لاولادهم سوف يكون فارغا وزهيدا من دون محبة اساسية يبدونها نحوه . فانطلاق تعليم الوالدين واساسه هما محبة الوالدين انفسهم واخلاصهم لله .
فاذا لم يكن الاهل علاقة حية بيسوع فلا يستطيعون نقل هذه العلاقة الى اولادهم .
فعلى الاهل الذين يريدون ان يعرف اولادهم الله ان ينموا علاقتهم الخاصة به . وهذا يعني ، في الدرجة الاولى، انهم يعيشون حياة صلاة .
كيف يمكننا ان نقنع اولادنا بعظمة الله ان نحن لم نخصص له بعضا من وقتنا ؟ كيف لنا ان ان ندَعي اننا نحبه ، فيما نحن نادرا ما نمضي معه دقيقة على انفراد ؟
ما اسعد الولد الذي يرى اهله من حين الى آخر ، جاثيا على ركبتيه ويرى امه واباه ينهضان باكرا ، او يذهبان معا بصورة منتظمة ودائمة الى الكنيسة ليكونا مع الرب !
ان حياة الصلاة ليست مجرد شعور بواجب ينبغي لك تأديته وليست اعطاء مثل صالح للاولاد . بل انت تؤدي الصلاة لانها هامة . فالصلاة اكثر من ممارسة ورعة انها لقاء عمل جدي هام بينك وبين الله .
من حياة الصلاة هذه تنبعث حياة قداسة حقيقية ، صنعها الرب ذاته وكيَفها بها . تستطيع ان تحدَث اولادك عن الله بدون تكلف ، سوف تستطيع ان تدخل الرب في حياة عائلتك بغير ارتباك ومن دون اي ادَعاء زائف . ويصير خصور يسوع في العائلة حقيقيا , بالنسبة الى الاولاد لانه حقيقي بالنسبة اليك . ما اسعد الولد الذي حظي بمثل هذين الوالدين التقيين !
ايضا قدموا الله لاولادكم عبر الكلمة الالهية . يقول الكتاب المقدس في سفر تثنية الاشتراع 6: 6- 7: " ولتكن هذه الكلمات التي انا آمرك بها اليوم في قلبك . ورددها على بنيك وكلمهم بها , اذا جلست في بيتك واذا مشيت في الطريق . واذا نمت واذا قمت " .
اذا التعليم الديني الذي يامرنا الله به لاولادنا ، ليس التعليم السطحي الجزئي . بل يريد الله ان نغرس فيهم هذا التعليم . فلا يكفي ان نعلمهم آداب السلوك . ولا يكفي ان نلقنهم بعص صلوت رتيبة او رسم اشارة الصليب . بل ينبغي ان تكون بيوتنا مليئة تماما بحضور المسيح لكي يواجهوه في كل منعطف . ويتعرفوا اليه ويحبوه حبا عفويا كما تعرفوا الى والديهم . وفي هكذا مناخ ، يستطيع يسوع ان يملك قلوبهم ويستأثر بأفكارهم ، فأولادنا اما ان يكونوا متشبَعين بيسوع ومتحمَسين له ، او متشبَعين بالخطيئة ومتحمسين لها . وكل ما يمكننا ان نمنحهم اياه غير يسوع لن يجديهم نفعا .
فيا ايها الاب ويا ايتها الام لقد دعاكما الله لكي تكونا كاهني اولادكما فعبر هذا ( الكهنوت الملوكي ) سيدخل يسوع في حياة بيتكما واختباره ولسوف تختبران انتما اولادكما هنا على الارض ، ما تتوقعون تذوَقه هناك في السماء . " والحياة الابدية هي ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويعرفوا الذي ارسلته ، يسوع المسيح " ( يوحنا 17 – 2 ) .